جنيف- معا- قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، إن شعبنا الفلسطيني يتطلع بأمل، للعدالة والأمن والاستقرار، وضمان حياة كريمة تليق به وبتضحياته.
جاء هذا خلال كلمته، في افتتاح معرض كنيسة المهد في مدينة جنيف السويسرية، بحضور سكرتير عام مجلس الكنائس العالمي القس جيري بلاي، وبطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، ومندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف السفير إبراهيم خريشة، وأعضاء اللجنة الرئاسية خلود دعيبس، عيسى قسيسية، عمر عوض الله، أميرة حنانيا، والعديد من السفراء وممثلي المؤسسات الدولية وحضور رفيع المستوى.
ونقل خوري خلال كلمته، تحيات السيد الرئيس محمود عباس، معبرا عن امتنانه لاستضافة هذا المعرض الفني، الديني، التاريخي والتراثي.
وأضاف خوري أن استضافة المؤتمر يترك الأثر الكبير في قلوب أبناء شعبنا المسيحيين، خاصة أبناء مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح، مشيرا أن كنيسة المهد أقدم كنائس العالم والتي أرتادها الزوار منذ بنيت في العام 313 ميلادي، والتي شهدت ميلاد السيد المسيح وحملت رسالة العدل والسلام والمحبة إلى العالم، أصبحت اليوم، محاصرة خلف جدار الفصل والتوسّع العنصري الذي يفصلها عن توأمتها "كنيسة القيامة" في القدس المحتلة.
وأوضح أن المعاناة الأكبر التي يعاني منها أبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحرمهم من أبسط حقوقهم بالوصول إلى مدينتهم وكنيستهم، كما تحرم المئات من وفود الحج حق الوصول إلى المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في الأراضي المقدسة كافة.
وطالب خوري الحضور العمل لتحقيق العدالة ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني بمنحه حقوقه كافة، طبقا لقرارات للشرعية الدولية ذات الصلة، مضيفا أن "الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل، مطلبه أن يعيش حياة كريمة خالية من الاحتلال، وأن ينشأ أطفالنا بما يليق بالشعب الفلسطيني، نريد الأمن والاستقرار كباقي دول العالم، من أجل بناء مستقبل مزدهر وغدٍ أجمل، والحفاظ على الوجود الفلسطيني المسيحي الأصيل في الأراضي المقدسة، فلسطين".
وشكر خوري كافة الجهات التي أسهمت في التحضير والإعداد لإنجاح هذا المعرض، خاصة القطاع الخاص الفلسطيني ممثلا بشركة "سي سي سي" وبنك فلسطين وصندوق الاستثمار الفلسطيني، والدول والمنظمات الدولية كافة، وكل من ساهم في إنجاز ترميم كنيسة المهد للحفاظ عليها كإرث عالمي، كما شكر بطريرك المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذكس لتسهيل كافة الاجراءات للبدء بأعمال الترميم.
وتمنى لزوار المعرض الاستمتاع في أروقته، داعيا إياهم لزيارة فلسطين، والحج إلى كنيسة المهد في مدينة الميلاد.
بدوره، أشار القس بلاي، أن المعرض يجسّد احتفالا للتعاون مع الشركاء في فلسطين، مضيفا أن مدينة بيت لحم تدعو الجميع للعمل من أجل تحقيق العدالة، وبالرغم من الصراعات كافة والمعاناة، فإن أسوار المدينة وكنائسها ما زالت تحمل رسالة الأمل للعالم من أجل تحقيق السلام وتقرير المصير.
من جهته، شكر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، سيادة الرئيس محمود عباس على دوره في حماية المسيحيين في فلسطين، والحفاظ على كنيسة المهد، وترميمها.
وأشار خلال كلمته إلى أهمية إقامة معرض كنيسة المهد، والذي يجوب العديد من عواصم العالم، مضيفا أن تاريخ كنيسة المهد يحمل للعالم رسالة المحبة والرجاء والسلام التي جاء بها السيد المسيح.
من جانبه، قال خريشة، إن قصة كنيسة المهد انطلقت بميلاد ملك السلام السيد المسيح، ومن فلسطين انطلقت رسالة السلام إلى كل بقاع الأرض، مشيرا أن مساعي الشعب الفلسطيني هي تحقيق السلام العادل الذي يضمن تحقيق طموحاته بتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي الختام، اطلع الحضور على المعرض ومقتنياته المهمة التي تربط كنيسة المهد بالثقافة والتاريخ والإرث الحضاري الفلسطيني.