القدس - معا- استضافت جامعة القدس في حرمها الرئيس أعمال مؤتمر القدس الدولي لتطبيقات التنمية المستدامة في قطاع العمل الخيري، الذي ينظمه صندوق ووقفية القدس بالشراكة مع الجامعة والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، بحضور قادة وسفراء العمل الخيري والإنساني على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وثلة من الشخصيات العربية والإسلامية البارزة في فلسطين، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، تونس، تركيا، الأردن، عُمان، الجزائر.
وتناول المؤتمر في جلساته الأربعة دور الشراكات العربية والدولية في دعم الجهات الخيرية في مدينة القدس لتحقيق التنمية المستدامة، الأولويات التنموية لمدينة القدس، واقع العمل التنموي ودوره في مدينة القدس لتعزيز الأثر المستدام بين التحديات والمتطلبات والابتكار وأدواته في تعزيز العائد المستدام وتوظيف التكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي في العمل الخيري، أدوات قياس الأثر من مشروعات القطاع الخيري لتعزيز مأسسة تطبيقات الاستدامة.
وفي كلمة ضيف الشرف الفخري للمؤتمر، رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. عبد الله المعتوق، أكد أن دولة الكويت بمختلف مواقفها ستظل وفية للأهل في عموم أرض فلسطين وخاصة القدس الشريف، إذ أنها لا تألو جهدًا في إطلاق مختلف المبادرات الإنسانية في الأرض المباركة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في فلسطين يحتل أهمية قصوى في أجندة عمل الهيئة الخيرية، كما ويأتي التعليم كأحد أهم البرامج التي تعمل عليها لتوفير فرص تعليمية عالية الجودة.
ونوه المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د. المعتوق لأهمية العمل الخيري والإنساني في إعانة المحتاجين والضعفاء، ودور المؤسسات والجمعيات الخيرية كركيزة أساسية لبناء المجتمعات المستدامة وتحقيق الرفاهية الشاملة من خلال توجيه الجهود لخدمة المجتمعات في التعليم والصحة وغيرها، وقد أدت الشراكات العربية والدولية في المجال لتعزيز التفاهم بين مختلف الشعوب، مضيفًا "إننا نبذل جهودنا لتعزيز الشراكات وتحقيق التنمية المستدامة، وقد أصبح الوصول للمستفيدين أسرع وأيسر إثر هذه الشراكات الهامة".
من جانبه، رحب رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك بضيوف المؤتمر من الدول العربية الشقيقة وصندوق وقفية القدس ومحافظتها وعموم ضيوف المؤتمر، متابعًا "نلتقي اليوم في القدس الأرض المباركة أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين.. يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في رحاب جامعة القدس، جامعة العاصمة والعلم والعلماء والتميز والإبداع والابتكار والأولى فلسطينيًا في التدريس والبحث العلمي والأولى عربيًا في المسؤولية المجتمعية".
وثمن أ.د. أبو كشك المشاركين في المؤتمر من نخب وقامات عربية متميزة في العمل الخيري والتنمية المجتمعية والإغاثة الإنسانية، في سبيل تعزيز الأثر المستدام في مشروعات القطاع الخيري لتمكين المجتمع المقدسي، إذ أن موضوعات المؤتمر تأتي ضمن رؤية الجامعة وخطة عملها في إطار مسؤوليتها المجتمعية تجاه الأهالي في القدس، كونها الجامعة العربية الوحيدة في المدينة، وإيمانًا منها بدورها بتنمية المجتمع المقدسي من خلال ما تقدمه من برامج أكاديمية وتنمية وبحث علمي، إضافة إلى البرامج المجتمعية والشراكات المتنوعة لدعم التنمية والعمل الخيري في القدس وفلسطين عامة.
وتطرق أ.د. أبو كشك لحرص الجامعة على الاهتمام بالإبداع والابتكار وريادة الأعمال من خلال مراكزها المختلفة المنتشرة في القدس في مختلف مواقعها كمركز التكنولوجيا وريادة الأعمال ومركز التطوير المهني ومركز المهارات والمحاكاة وبناء المهارات، إلى عملها على تعزيز القطاع الصحي في القدس من خلال مرافقها الصحية في المدينة وإسهامها في دعم الاقتصاد والتنسيق مع الجهات الداعمة العربية والإسلامية وصندوق وقفية القدس لدعم المجتمع القدسي وتنميته، مؤكدًا أهمية المشاركة والشفافية والمساءلة والفاعلية والإنصاف والعدالة في العمل التنموي المجتمعي، وإشراك الجميع في صنع القرار في القطاع الخيري بما يحقق أهداف التنمية المستدامة والبشرية والتمكين والأمن وخلق الفرص والنهوض بالمجتمع.
ورحب رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس السيد منيب المصري بالضيوف من مختلف الدول العربية قائلًا "ينظم مؤتمرنا في الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس صندوق ووقفية القدس وبحضور عربي مميز، ساعين متطلعين للتأسيس لمرحلة جديدة من التميز والإبداع والعطاء في مجال العمل الخيري والتنموي لدعم القدس والمساهمة في تمكين أهلها، وذلك في ظل اشتداد الهجمة على مدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك".
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري أنه يحضر مشاركة للقدس وأهلها والإخوة العرب الحضور، مؤكدًا العمق الاستراتيجي للمدينة المبارك وضرورة دعمها كأمانة في أعناقنا جميعًا انطلاقًا من مكانتها والمسجد الأقصى الدينية والإسلامية والعقائدية والتاريخية والحضارية، أمام محاولات الهيمنة والسيطرة عليه يقابلها صمود المقدسيين الذين يحمون المدينة ضد التهويد، ليبقى الأقصى عامرًا بالمرابطين ودعم الدول العربية والإسلامية، وهو ما يمثله هذا المؤتمر كونه يجسد فضيلة العمل الخيري والتطوعي في فلسطين والقدس خاصة.
بدوره، قال النائب الأردني محمد الظهراوي "في كل لحظة يجب أن نكون حاضرين بكلماتنا للدفاع عن الوطن وفلسطين، وإن عمان شقيقة فلسطين وقضيتها هي قضية مركزية لكل أردني" معبرًا عن سعادته بتواجده على أرض فلسطين، كما وأثنى على دور الوقفية والشعوب العربية ومواقفها الداعمة لفلسطين، ذلك أن الدفاع على القدس هو واجب على كل عربي.
من جهته، تحدث نائب محافظ القدس عبد الله صيام نيابةً عن المحافظ عدنان غيث، ناقلًا تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن للحضور الكريم في هذا المؤتمر في حضرة القدس حيث يمد الشركاء يد العون والخير لإسناد الموقف الفلسطيني وواقع المدينة، كما وتناول إجراءات الاحتلال بالاستهداف المتواصل للمدينة وأهمية الاحتواء ومواجهة هذا الحصار للحفاظ على هوية القدس المستهدفة ومؤسساتها والتحلي بالمسؤولية تجاهها من الوطن العربي والإسلامي أجمع، ودور الوقفيات في رعاية القدس وصمود أهاليها ومؤسساتها من أجل أن تبقى صامدة ومواجهة للمخططات والإجراءات.
وفي كلمة وزارة شؤون القدس أكد د. سعيد يقين أهمية الوقوف ضد التطهير العرقي والإبادة والتزييف، وتفعيل القانون الدولي الذي عليه أن يحمي الواقفين أمام هذه الجرائم لتزوير عروبة القدس وهوية المكان، متحدثًا عن مشروع دعم التعليم والصحة والخدمات لدعم المجتمع المدني ومؤسساته في القدس العاصمة من العرب كافة.
وعبرت ضيف شرف المؤتمر مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية سعادة الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني عبر تقنية زووم، عن أهمية الإغاثة وشؤون التنمية كأولوية، ولا سيما في قضية القدس، ويعد التعاون الإقليمي الدولي مسؤولية كبيرة من باب المكانة التاريخية والثقافية والعربية والعالمية للمدينة، لذا يتحتم تحسين جودة التعليم والمؤسسات والحفاظ على التراث والاحتياجات الأساسية التي تتطلب جهودًا مشتركة بالتعاون العربي والدولي والتضامن لدعم تنمية القدس وسكان المنطقة وتحقيق التنمية والرفاه الاقتصادي والتقدم المجتمعي من خلال الشراكات متعددة الأطراف، تبادل المعرفة وبناء القدرات بين الخبراء الدوليين والمحليين، التخطيط العمراني والبنية التحتية، التعليم وتطوير المهارات وتنمية السياحة الثقافية، التكافل والتضامن الاجتماعي.