بيت لحم- معا- أثبتت الدراسات أن بعض الفيضانات تكون شديدة لدرجة أنها نادرًا ما تضرب أكثر من مرة واحدة كل قرن، لكن ارتفاع منسوب مياه البحار يمكن أن يهدد المجتمعات الساحلية بفيضانات شديدة سنوية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.
توصلت دراسة جديدة إلى أن معظم المجتمعات الساحلية ستواجه فيضان الـ"100عام" بحلول نهاية القرن الحالي، وفي وقت مبكر من عام 2050، يمكن أن تشهد مناطق في جميع أنحاء العالم فيضان الـ"100" عام كل تسع إلى خمس عشرة سنة.
فيضان الـ"100عام" هو مستوى مياه شديد، لديه فرصة 1% لتجاوزه بحسب البيانات التاريخية.
على الرغم من الاسم، يمكن أن يضرب المنطقة نفسها لعدة سنوات متتالية أو لا يضربها على الإطلاق، ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة أن تلك البيانات التاريخية لن توفر بعد الآن توقعات دقيقة للفيضانات المستقبلية.
وقال المهندس المدني والأستاذ في جامعة هارفارد، حامد مفتخاري: "الحد الذي نتوقع تجاوزه مرة واحدة كل مئة عام سيتم تجاوزه بشكل متكرر أكثر في مناخ أكثر دفئا، حتى لا تعتبر أحداثا تستمر 100 عام".
وتحدث الفيضانات الشديدة على السواحل نتيجة دفع المياه إلى الداخل بسبب العواصف والمد والجزر والأمواج، لكن هذه الدراسة تركز على عنصر يسهم في الفيضانات على نطاق زمني أطول بكثير، وهو ارتفاع مستوى سطح البحر، ما يزيد من احتمالية تأثير العواصف والمد والجزر والأمواج على المجتمعات.
بحسب اللجنة الدولية لتغير المناخ، إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الارتفاع حتى نهاية القرن 21، أو إذا وصلت ذروته عام 2040 ثم انخفضت، فإنه وفي الحالتين، وجدوا أن ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي إلى زيادة في إحداث فيضان الـ"100 عام" في معظم المواقع التي درسوها.
اعتمدت الدراسات السابقة على تقديرات ثابتة لمستويات سطح البحر، للتنبؤ بفيضان الـ"100 عام"، لكن هذه الدراسة استخدمت أساليب غير ثابتة ووجدت أن التحول في مستويات سطح البحر القصوى لن يكون موحدًا في العديد من مواقع قياس المد والجزر، بحسب دراسة نُشرت في موقع "سايتيك ديلي" العلمي.
مع تغير المناخ، يؤدي ارتفاع درجات حرارة المحيطات والمياه الذائبة من الأنهار الجليدية إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، ما يزيد من تواتر وشدة الفيضانات الساحلية.
تلعب هياكل الدفاع الساحلي جيدة التصميم دورًا مهمًا في قدرة المجتمعات الساحلية على تحمل الفيضانات الكبرى.
ورغم أن متوسط مستوى سطح البحر آخذ في الارتفاع، فإن النتيجة لن تكون نفسها في جميع المناطق، قد تشهد خطوط العرض الأعلى انخفاضًا في مستويات سطح البحر، وتشهد مناطق مثل خليج المكسيك معدلات ارتفاع في مستوى سطح البحر أسرع من المتوسط العالمي.
ووفقاً لمفتخاري، ستحتاج المجتمعات الساحلية إلى حلول فريدة تعتمد على المعلومات المحلية لتتناسب مع احتياجاتها، وخلص مفتخاري إلى أن "هذا كله يتعلق بمستوى المياه الذي نتوقع أن نختبره دون تدابير التخفيف، ولكن ستكون هناك تطورات تكنولوجية يمكن أن تعزز مرونة المجتمعات".