الأربعاء: 13/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد عشر ساعات من الحصار والقصف المدفعي - الاحتلال هدم مقاطعة اريحا على راس سعادات ورفاقه حتى تمكن من اعتقالهم

نشر بتاريخ: 14/03/2006 ( آخر تحديث: 14/03/2006 الساعة: 16:03 )
اريحا- معا- افادت مراسلة قناة الجزيرة في اريحا انها شاهدت قوات الاحتلال الاسرائيلية تقتاد الامين العام احمد سعدات الى جهة مجهولة .

وكانت اعداد كبيرة من قوات الامن الفلسطينية قد سلموا انفسهم للقوات الاسرائيلية مساء اليوم في اعقاب تهديدات اسرائيلية باقتحام السجن .

ولم يعرف مصير فؤاد الشوبكي والمعتقلين الاخرين من الجبهة الشعبية .

وكانت العملية العسكرية بدأت صباح اليوم بمحاصرة سجن اريحا بهدف اعتقال سعدات ورفاقه .

وكان سعدات اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا واسرائيل بالتواطؤ في عملية الاقتحام التي تجري منذ صباح اليوم لاقتحام سجن اريحا .

وكانت عملية الاقتحام الاسرائيلية لسجن اريحا بدات صباح اليوم بعد دقائق معدودة من مغادرة الحرس البريطاني والامريكي للسجن فيما يبدو تنسيقا مشتركا للعملية العسكرية التي بدات وسط تعزيزات للدبابات وقصف جوي شاركت فيه المروحيات .

وافاد مراسلنا عن استشهد احد افراد الامن الفلسطيني واصابة عدد اخر بجراح خلال عملية الاقتحام الواسعة.

وكانت الجرافات الاسرائيلية بدات بهدم باجزاء كبيرة من المقاطعة تمهيدا للوصول الى المعتقلين والذين يتجاوز عددهم المئتين .

وكان عدد من قوات الامن الوطني والمعتقلين الجنائيين استسلموا لقوات الاسرائيلية بعد ان اقتحمت اجزاء من السجن وطالبتهم بخلع ملابسهم .

ومنعت قوات الاحتلال الهلال الاحمر الفلسطيني من الوصول الى السجن لمعالجة المصابين فيه .

من جانبه وصف مدير المخابرات العامة توفيق الطيراوي العملية الاسرائيلية بالجريمة النكراء محملا الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ما يجري، واضاف الطيراوي ان الدم الفلسطيني كان على مدى السنوات الماضية في المزاد العلني للانتخابات الاسرائيلية.

واضاف الطيراوي :" ندين الجريمة ونحمل اسرائيل كاملة المسؤولية عما قد يحدث للمعتقلين في اريحا".

واتهم الطيراوي الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بعدم الالتزام بالعهود والاتفاقيات المبرمة.

واشار الطيراوي الى اتصالات تجريها السلطة مع جهات عربية ودولية لوقف العملية الاسرائيلية التي تستهدف المعتقلين في سجن اريحا.

وكشفت مصادر اسرائيلية لـ معا ان تعليمات صدرت للجيش الاسرائيلي بعدم العودة الا باعتقال او اغتيال المطلوبين في سجن اريحا.

من جانبها هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، اليوم ، الاحتلال الاسرائيلي برد قاس اذا تم المس بحياة امينها العام النائب احمد سعدات و باقي المعتقلين . و في بيان وزع خلال مسيرة تضامنية مع معتقلي سجن اريحا في مدينة رام الله حملت الشعبية مسؤولية مايجري للاحتلال و لرئاسة السلطة الفلسطينية و الدول الراعية لاتفاق الصفقة .

و اتهم البيان الولايات المتحدة و بريطانيا بالتواطؤ مع اسرائيل حيث قام الحراس الانجليز و الامريكان بالهروب و التسلل من موقع السجن .

كما اهاب البيان المجلس التشريعي الفلسطيني و اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير و كافة القوى الوطنية و الاسلامية و منظمات حقوق الانسان المجتمع المدني و الامم المتحدة بالتدخل لوقف ما وصفته بجرائم الحرب و ارهاب الدولة المنظم الذي تقوم به اسرائيل بدعم من الولايات المتحدة .

وكان العشرات من كوادر الجبهة الشعبية قد تجمعوا في ساحة دوار المنارة في رام الله فور سماعهم للخبر ، و انطلقوا في مسيرة جابت شوارع المدينة تعبيرا عن تضامنهم مع امينهم العام و استنكارهم لتواصل الانتهاكات الاسرائيلية .

اما حركة حماس فقد اتهمت امريكا وبريطانيا بالتواطؤ في جريمة اقتحام سجن اريحا واستهداف حياة سعدات ورفاقه و حمل اسعد فرحات الناطق الاعلامي باسم حركة حماس في الضفة الغربية الحكومتين الاميركية والبريطانية المسؤولية الكاملة عن جريمة اقتحام سجن اريحا مؤكدا ان سحب عناصر الامن البريطانيين والاميركيين لحظات قبل الهجوم الاسرائيلي على السجن يثبت بان هناك تواطئا اميركيا بريطانيا في هذه الجريمة.

واعتبر فرحات الاعتداء على سجن اريحا لاعتقال امين عام الشعبية ورفاقه بأنه تحد لكافة الخطوط الحمراء وتأكيد على ان الاحتلال لا يريد اي سلام او هدوء في المنطقة.

واضاف يبدو ان هذا الاعتداء الاجرامي هو الترجمة الحرفية لتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس عن الفوضى البناءة ما يعني انقلابا اميركيا على الخيار الديمقراطي الفلسطيني ومحاولة واضحة لنشر الفوضى البناءة مقابل تحقيق اهداف اميركية متوافقة مع المصالح الاسرائيلية.

يذكر أن احمد سعدات من مواليد 1953 بمدينة البيرة في الضفة الغربية ويحمل شهادة الدبلوم في الرياضيات من معهد المعلمين في رام الله وكان قد التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1969 واعتقل اكثر من مرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث امضى فيها حوالي عشرة اعوام متقطعة كما كان سعدات مطاردا ومتخفيا لعدة سنوات ايضا.

انتخب سعدات عضوا في اللجنة المركزية للجبهة الشعبية عام 1981 وعضوا في المكتب السياسي عام 1993 وبعد استشهاد ابو علي المصطفى الذي استهدف بقصف من الطائرات الاسرائيلية تم انتخابه امينا عاما للجبهة الشعبية في بداية أكتوبر/ تشرين اول عام 2001 اتهمته الحكومة الاسرائيلية بالوقوف خلف مجموعه عسكرية للشعبية قامت بقتل الوزير الاسرائيلي السابق رحبعام زئيفي في القدس.

وفي آيار 2001 نقل احمد سعدات ورفاقه ومعهم العميد فؤاد الشوبكي من المقاطعه في رام الله بعد اتفاق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع الجانب الامريكي والبريطاني بهذا الخصوص.