غزة- معا- نظمت اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات المحافظة الوسطى وقفة جماهيرية حاشدة أمام مقر تموين الأونروا بالنصيرات وذلك تزامناً مع اجتماع المانحين للأنروا في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وشارك في الوقفة رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية في مخيمات المحافظة الوسطى وحشد كبير من المخاتير ورجال الإصلاح وممثلو الفصائل الفلسطينية والجمعيات الأهلية والأندية الرياضية والمؤسسات النسوية وأبناء الأجهزة الأمنية وهيئة المتقاعدين العسكريين وجموع أبناء شعبنا من كافة مخيمات المحافظة الوسطى .
وتأتي هذه الوقفة لمطالبة الدول المانحة للأنروا بضرورة استمرار دعم المؤسسة الأممية والايفاء بالتزاماتها اتجاه الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال .
ورفع المشاركون اليافطات واللافتات الداعية لاستمرار التمويل للأنروا والتي تندد بالحصار الصهيو أمريكي لمؤسسة الأونروا.
وقال أيمن أبو شاويش رئيس لجنة النصيرات في كلمته عن اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات المحافظة الوسطى " يحتشد اليوم جموع اللاجئين في كل مخيمات اللجوء تزامناً مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع المانحين للأنروا في نيويورك ".
وأضاف أبو شاويش " نقف اليوم وقفة اسنادية لمؤسسة الأنروا الشاهدة على جريمة اللجوء والمعاناة لشعبنا ورفضاً لكل أشكال الابتزاز لشعبنا وتتزامن هذه الحشود الشعبية مع التحركات الفلسطينية ، الدبلوماسية والرسمية التي يقودها الرئيس محمود عباس، لدعم الحقوق الفلسطينية وحشد الموارد المالية للأنروا من خلال خطابه اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والدول المانحة ، وتسعى دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية لحث المجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياته وتوفير الميزانيات اللازمة لقيام وكالة الغوث بمسؤولياتها اتجاه مجتمع اللاجئين " .
وواصل أبو شاويش " لندق جدار الخزان ونحذر من خطر فشل مؤتمر المانحين من تلبية متطلبات تمويل الأونروا لنهاية العام "
وأكد أبو شاويش أن الخطر المحدق لجموع اللاجئين نتيجة للعجز المالي الذي تعاني منه وكالة الغوث وعجزها عن تنفيذ برامجها الخدماتية الأساسية في الصحة والتعليم والإغاثة، لهو خطر يمسّ حياة اللاجئين وقضيتهم الوطنية، وإن تخلي الدول المانحة عن مسؤولياتها اتجاه مخيمات اللاجئين ضمن مسلسل التقليصات المتراكمة والمتدرجة في الأعوام الأخيرة لهو جريمة لا يمكن السكوت عليها ولا يمكن أن تمر .
وطالب أبو شاويش الجميع أن يدركوا مدى الخطر المترتب على العجز في تقديم الخدمة لمجتمع اللاجئين وعلينا أن نكون سند لأنفسنا لحماية حقوق اللاجئين في كل ساحات اللجوء وعلى وكالة الغوث أن تستمر في تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لحماية اللاجئين في كل المخيمات حتى تحقيق حقنا التاريخي بالعودة وفق قرارات الشرعية الدولية وستبقى وكالة الغوث الشاهد الحي والسياسي على نكبة شعبنا وتهجيره من أرضه .
وبيّن رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في النصيرات أن الظروف المأساوية التي تعيشها المخيمات وشعبنا من حصار وبطالة، حيث أن نسبة البطالة تفوق 70% والتي تعتبر أعلى نسبة بطالة في العالم ونسبة الفقر التي تزيد عن 80% من جموع اللاجئين، فاللاجئون الفلسطينيون يعيشون على صفيح ساخن ، وانتظارهم لن يطول في ظل انهيار أوضاعهم المعيشية والصحية، ونحذر من الخطر الذي يتهدد المنطقة إذا ما فشل مؤتمر المانحين من تأمين الأموال المطلوبة للأنروا والتي تقدر بـ190 مليون دولار لتمكينها من المضي قدماً في تقديم خدماتها لمجتمع اللاجئين وصرف رواتب موظفيها .
وقال " إن اللاجئين الفلسطينيين يترقبون بحذر ما سيخرج عنه المؤتمر ولن يقفوا مكبلي اليدين أمام فقدانهم لحقوقهم الإنسانية في التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية ، ومقايضة حقهم المشروع في العودة بجوع أطفالهم، وندعو المجتمع الدولي والدول المانحة المجتمعة في نيويورك لأن تمتلك الإرادة السياسية لترجمة دعمها السياسي الذي تعبر عنه دوماً في أروقة الأمم المتحدة إلى تمويل مستدام قابل للتنبؤ باحتياجات اللاجئين بحياة كريمة وإنسانية " .
وأشار أبو شاويش إلى أن سبب تفاقم أزمة الأنروا المالية غياب تلك الإرادة السياسية، لذلك نطالب الدول المانحة لتوفير تمويل مستدام بدلاً من التمويل الطوعي من خلال تخصيص موازنة ثابتة من الميزانية الأساسية للأمم المتحدة، وإن كل مؤامرات الالتفاف على حقوق شعبنا وعلى رأسها حق العودة وكل المؤامرات لتفكيك الأنروا وانهاء دورها بنقل صلاحياتها للدول المضيفة والمنظمات الدولية لانهاء قضية اللاجئين واسقاط حق العودة لن تمر، وإنها سوف تتحطم أمام صمود وثبات اللاجىء الفلسطيني .
وأكد أنه من منطلق إيمان اللجان الشعبية للاجئين بدورها الأساسي في المخيمات بالدفاع عن حقوق اللاجئين وضمان استمرارية تقديم وكالة الغوث لخدماتها وتحميلها التزاماتها المقررة بموجب القرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1949، علينا الوقوف جميعاً أمام مسؤولياتنا وضرورة العمل الجاد والفعلي على تعبئة أبناء شعبنا وشحذ هممهم وخصوصاُ داخل مخيماتنا متسلحين بما نضعه نصب أعينهم حول حقيقة هذه المؤامرات وتوعيتهم بالظروف والتغيرات السياسية المحيطة ليكونوا دائماً على أهبة الاستعداد إلى جانبنا لمواجهة أي طارئ مستقبلي .
وأضاف أبو شاويش " مشاركتكم اليوم وجموع اللاجئين في كل مخيمات اللجوء تأكيداً على تمسك اللاجئين بحقوقهم وعلى رأسها حق العودة والتعويض وتلاحمهم في كل مخيمات اللجوء حتى تحقيق حلم شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف " .
وتحدث طاهر العصار مسؤول دائرة الأنروا في اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات كلمة باللغة الإنجليزية وأوضح خلالها بأن الأنروا تعاني من عدة سنوات من تقليص التمويل وذلك بسبب التغيرات الجيوسياسية وتغيير الأولويات لدى الدول المانحة، وأن هذه الدول تواجه أطول صراع سياسي مبررةً بأن هذا الصراع لا يوجد حل له في الأفق القريب .
وأضاف العصار " أن أعباء التمويل لوكالة الغوث تزداد بشكل مستمر، ويجد أعداء الوكالة أن ذلك مبرر لقطع التمويل أو تقليصه، ولكن بالتجاوب مع إعلان حقوق الإنسان العالمي نحن كلاجئين فلسطينيين لنا الحق بالحصول على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية ضمن شبكة أمان اجتماعي وأيضاً لنا الحق في حياة كريمة مهما كانت المبررات".
وأكد العصار أن من الغباء أن يعتقد أعداءنا وأعداء الأنروا بأن تقليص التمويل أو انهاء تفويض الوكالة ، سيعمل على محو وجود أكثر من 5 مليون لاجئ فلسطيني أو إضاعة حقنا في العودة أو التعويض كما كفلته قرارات الشرعية الدولية وإرادة الشعب الفلسطيني .
وبيّن العصار أن بعض القرارات لتقليص ودعم وكالة الغوث هي قرارات سياسية حيث من عام 2018 كان هناك محاولات وضغوطات سياسية لتقويض تفويض وكالة الغوث بأشكال مختلفة وعليه تطالب دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية للاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدول الأعضاء والدول المانحة المجتمعين اليوم في الجمعية العمومية في نيويورك لمساعدة وكالة الغوث في الاستمرار بتقديم خدماتها الأساسية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن، وقد حان الوقت للتمويل المستدام للأنروا وبرامجها الرئيسية لتجنب العجز المالي المستمر كل عام والذي سوف يساعد على حالة الاستقرار في المنطقة .