روما -معا منح الحبر الأعظم البابا فرنسيس، السبت، بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، الرتبة الكاردينالية، خلال مراسم دينية واحتفالية جرت في ساحة القديس بطرس بحاضرة الفاتيكان، بحضور وفد رسمي فلسطيني، إلى جانب وفود رسمية وكنسية وشعبية من فلسطين والأردن وسائر أنحاء العالم.
وحضر المراسم ممثلا عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين رمزي خوري، وعضو اللجنة التنفيذية فيصل عرنكي، وعضو اللجنة الرئاسية، سفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسية، وسفيرة دولة فلسطين لدى إيطاليا عبير عودة، وبطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، ونائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس، وعدد من رؤساء الكنائس والكهنة من البطريركية اللاتينية، وحشد من أبناء شعبنا الفلسطيني من داخل الوطن، وعدد من أبناء جاليتنا في أوروبا.
وحمل عدد من المشاركين في المراسم العلم الفلسطيني، تأكيدا على أهمية منح الرتبة الكارديناليّة لبطريرك القدس للاتين، في إعلاء صوت المدينة المقدسة في العالم أجمع، وتسليط الضوء على معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته التي تطال الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، ورجال الدين، إلى جانب حرمان أبناء شعبنا من الوصول بحرية إلى أماكن العبادة في القدس، في ظل جدار الفصل والتوسّع العنصري والحواجز العسكرية التي تحيط بالمدينة.
وقال خوري، إن رسامة كاردينالا للاراضي المقدسة يؤكد الأهمية التي ينظر بها الكرسي الرسولي للقضية الفلسطينية، ويعكس التزامها نحو تحقيق السلام والعدل لشعبنا.
وأضاف أن العلاقة التي تربط دولة فلسطين وحاضرة الڤاتيكان تاريخية، وسجلت العديد من المواقف المناصرة لشعبنا ووقوفها الى جانب الحق ومناهضة كافة أشكال الممارسات العنصرية والمتطرفة الممنهجة تجاه الفلسطينيين.
وتقدم خوري نيابة عن الرئيس محمود عباس بأحر التهاني والتبريكات للكاردينال بيتسابيلا، مؤكدا استمرار العمل المشترك لخدمة الكنيسة والمجتمع والحفاظ على الوجود الفلسطيني المسيحي.
وعلى هامش مراسم التنصيب، التقى خوري مع بطاركة كنائس المشرق، بطريرك المدينة المقدسة للروم الارثوذكس كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة مار بشارة بطرس الراعي، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الارثوذكس الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم مار اغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف الاول عبسي، ورئيس اساقفة كانتربري جاستن ويلبي، اضافة الى عدد من المطارنة المشاركين في الاحتفال.
وإضافة إلى البطريرك بيتسابالا، منح البابا فرنسيس الرتبة الكاردينالية إلى 20 أسقفا في الكنيسة الكاثوليكية من مختلف أنحاء العالم، في مراسم تعرف باسم "الكونسيستوار"، تعقد للمرة التاسعة منذ انتخاب البابا في آذار/ مارس 2013، وذلك في إطار سعيه لأن تكون الكنيسة أكثر شمولا وعالمية، متجاوزا حدود أوروبا ليختار رجال دين من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية لشغل أعلى المراتب في الكنيسة الكاثوليكيّة.
ويشارك الكرادلة المعينون حسب السن القانوني، في انتخابات اختيار الحبر الروماني، بالإضافة لمهمة مؤازرة البابا في العناية بالكنيسة الجامعة والكنائس المحليّة في أبرشياتهم المتعدّدة المنتشرة في أنحاء العالم.
وكان البابا فرنسيس قد أعلن تعيين بطريرك القدس للاتين بيتسابالا، كاردنيالا، في التاسع من تموز/ يوليو الماضي، مشيرا إلى أن تعيين كرادلة جدد في أبرشية روما يبين العلاقة غير القابلة للفصل بين الكرسي الرسولي والكنائس المنتشرة في العالم.
يذكر أن بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيتسابالا، ولد في بيرغامو في إيطاليا في 21 نيسان/ أبريل 1965، ودخل رهبنة الإخوة الأصاغر عام 1984، وفي 15 أيلول/ سبتمبر 1990، سيم كاهنًا، قبل أن ينتقل إلى القدس.
وبعد دراساته الفلسفية واللاهوتية، حصل على إجازة في اللاهوت الكتابي من المعهد الكتابي الفرنسيسكاني في القدس.
في الثاني من تموز/ يوليو 1999، دخل رسميًّا في خدمة حراسة الأراضي المقدّسة، كما شغل منصب نائب بطريركي في البطريركية اللاتينية في القدس. وانتخب حارسًا للأراضي المقدسة للمرة الأولى في أيار/ مايو 2004، لمدة ست سنوات. وفي أيار/ مايو 2010، تم التجديد له لولاية ثانيّة مدتها ثلاث سنوات، وفي حزيران 2013 لثلاث سنوات أخرى.
وفي 24 حزيران/ يونيو 2016، عيّنه البابا فرنسيس مدبّرًا رسوليًّا لبطريركية القدس للاتين، قبل أن تتم رسامته الأسقفية في أيلول/ سبتمبر 2016 في إيطاليا، وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 عيّنه البابا فرنسيس بطريركًا جديدًا للاتين في القدس.