رام الله- معا- أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، ذكرى ميلاد القائد الوطني سعد صايل (أبو الوليد)، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
وبدأت الفعالية بالنشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفيقه سعد صايل، وجميع شهداء الوطن العربي وفلسطين.
ورحب مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح بالحضور، وأكد أن هذه الفعالية، التي تقام بالقرب من ضريح الرئيس الشهيد أبو عمار ومن مكان حصاره، بمثابة تكريم ووفاء للراحل صايل ولما قدمه لفلسطين وثورتها. وأشار إلى أن الفعالية تقع ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية"، الذي تُنفذه المؤسسة وتُسلط الضوء فيه على رموز وقادة من المؤسسين ورفاق درب الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأكد صبح أن الراحل سعد صايل لم يكن قائدا اعتياديا، بل كان مُختلفا بامتياز، وشكل نموذجا عسكريا احترافيا في عهد الثورة الفلسطينية، حيث التحق بالكلية العسكرية وتدرج في الرتب العسكرية أثناء الثورة، وأضفى لها أبعادا جديدة، وكان على تماس مع رجال الثورة في الميدان، ووصل لموقعه باستحقاق.
وعرضت المؤسسة فيلما من إنتاجها بعنوان "مارشال بيروت" يستعرض سيرة ومسيرة الراحل سعد صايل في محطات الثورة الفلسطينية وإسهاماته في تطويرها.
وقال نائب رئيس حركة "فتح"، عضو اللجنة المركزية محمود العالول، إن سعد صايل شخصية استثنائية وله بصمة في تاريخ الثورة الفلسطينية، ولا يمكن معرفته بالقراءة عنه، وهو دائما صامت ولا يتكلم وكان فعله أكبر دليل عليه.
وأضاف: "أشعر بالحرج عند الكلام عن القائد سعد صايل لما له من صفات، وان هزيمة 67 أثرت في شخصية أبو الوليد بشكل كبير وجعلته يبحث عن الأمل في وجوه فدائية حركة فتح، والدخول في معركة عسكرية كبيرة ومستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، للوصول إلى التحرير، وأن صايل من القادة الأقلاء الذين كانوا على تواصل دائم مع الجنود بشكل يومي ليتابع أحوالهم والمسيرة الثورية للقضية الفلسطينية، ولم يدخر أي جهد مادي أو معنوي لمدّ الثورة الفلسطينية بتقنيات جديدة، كما أنه استخدم علاقاته مع العديد من الدول للحصول على أسلحة وذخائر بتقنيات جديدة".
وقال: "أبو الوليد بذل جُهدا كبيرا من أجل بناء القوات وتقسيمها وتبعيتها، وفتح الكثير من الآفاق من خلال علاقاته مع الدول لتدريب الثوار الفلسطينيين، وعمل على دمجهم مع أفراد من الجيش النظامي الأردني والسوري واللبناني".
وأشار العالول إلى أن سعد صايل منح لقب "مارشال بيروت" لدوره البارز في الصمود التاريخي والأسطوري خلال حصار بيروت، برفقة الشهداء ياسر عرفات وخليل الوزير وصلاح خلف.
من جهته، قال الكاتب والسياسي نبيل عمرو، أن "أبو الوليد عسكري مُحترف، يقوم بدوره العسكري على أكمل وجه دون الارتباك والالتفات لصغائر الأمور حتى في أحلك الأمور".
وتابع: "شكل أبو الوليد منظومة عسكرية كبيرة ومشتركة ومنظمة من جنود غير متجانسين، وروض الحالة الفوضوية التي نشأت بعد أحداث بيروت". وذكر عمرو أنه وبارتقاء سعد صايل خسرت فلسطين علما مميزا من أعلامها وقائدا عسكريا وسياسيا قلّ نظيره.
وفي كلمة العائلة، شكر وليد سعد صايل، عضو مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، الحضور للمشاركة في إحياء ذكرى ميلاد والده، كما شكر مؤسسة ياسر عرفات على تنظيم هذه الفعالية.
وقال: "لم يكن والدي قائدا ومدافعا ومبدعا في ميادين القتال فحسب، بل كان أبا حنونا وجبلا صلبا يسندنا في أحلك وأصعب الظروف".
وتابع: "هي ذكرى أب لا يتكرر في الحياة أبدا، ولا تزال ذكراه معطف أمان في ليالي العمر، وورق أيلول الأصفر يعيد نسج مواقفه التي عجزت عن قولها آلاف الكتب، وهو صاحب العطايا التي تنبعث من حضرتها الحياة وقسوة الطبيعة في ساحات الجهاد العربية، ليستخدم علم السلاح والحب والحرب بين كفيه لعودة فلسطين".
وشدد وليد صايل على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، "ففلسطين لكافة أبنائها على اختلافهم تبقى هي الصلاة الجامعة، ولا تزال القدس منبع القوة للوصول إلى تحرير فلسطين حرة".
يذكر أن سعد صايل استشهد يوم الإثنين 1982/9/27 أول أيام عيد الأضحى المبارك، بعد أن فتح مسلحون النار على موكبه " الذي كان يضم ثلاث مركبات، على الطريق الرابط بين منطقتي الرياق وبعلبك، أثناء جولة تفقدية له لقوات الثورة الفلسطينية المتواجدة في البقاع اللبناني.