بيت لحم- معا- يدرس حلف شمال الأطلسي الناتو فتح مكتب للحلف في الأردن.
جاء ذلك خلال زيارة خافيير كولومينا، نائب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والسياسة الأمنية في حلف شمال الأطلسي، أمس (الأربعاء) إلى العاصمة الأردنية.
وبحسب وسائل إعلام أردنية قال كولومينا، في كلمة ألقاها خلال نقاش على طاولة مستديرة في عمان، ضمن الزيارة: "إن الأردن هو أحد أهم شركاء الناتو في البحر الأبيض المتوسط".
وأعربوا عن تفاؤلهم بأن افتتاح مكتب لحلف شمال الأطلسي في الأردن سيزيد من تعزيز علاقات الأردن مع الحلف.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، أشار كولومينا إلى أن القوات المسلحة الأردنية تشارك بنشاط في التدريبات الإقليمية منذ عام 2017. وناقش الطرفان العمل معًا لتحسين القدرات في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التركيز على إدارة الأزمات المتعلقة بالإرهاب.
وأشار إلى وجود عملي قوي للناتو مع الأردن، مضيفا “قمنا بتوقيع أول حزمة لبناء القدرات الدفاعية مع الأردن في عام 2014، وجرى تحديثها عامي 2017 و2021″، ونستخدم أفضل الأدوات الممكنة في شراكاتنا، ولدينا برنامج قوي للتدريب والتعليم، وبرنامج لبناء النزاهة يركز على الشفافية وحوكمة جيدة.
وبين أن زيارته للمملكة تُعد الأولى من نوعها على الصعيد الرسمي، وتأتي لاحقة لزيارة مماثلة أجراها رئيس اللجنة العسكرية لقيادة حلف “الناتو” الأدميرال روب باور إلى المملكة الأسبوع الماضي، مؤكدًا أن الحلف “بشكل عام راضٍ تمامًا عن مستوى التعاون مع المملكة، ويبحث عن طرق لزيادة وتعزيز التعاون الثنائي”.
وأضاف المسؤول الرفيع في الحلف، أن الأخير يرى أن سياسة العلاقات الخارجية للأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ونهج المملكة حيال تحديات المنطقة هو “نهج متوازن”، ولا يقتصر فقط على السلام في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في التحديات الأخرى المتعلقة بالأمن.
وتتطرق إلى التحديات المتعلقة بالأمن والحروب والإرهاب، الذي يتصدر أولى التهديدات الرئيسية التي حددها الحلف، مبينًا أن “الناتو” عمل مع الأردن على هذا الأمر لعدة سنوات، إذ كان ذلك يتصدر أحدث حزمة بناء قدرات دفاعية للمملكة، التي أقرها الحلف في عام 2021.
وقال كولومينا إن الحلف يُريد أن يكون لديه نهج متكامل يجمع بين المتابعة السياسية للعلاقة والتعاون العسكري والعمل العملي، إذ سيوفر المكتب رؤية وإرادة سياسية، وسيدفع العلاقة إلى مستوى جديد، وسيساعد في الحصول على نهج إقليمي أو ما أسماه بـ”منظور أصلي”، لأنه سيكون المكتب الوحيد لحلف في المنطقة.
وسيساعد مكتب الحلف في الأردن على ما يُسميه “الناتو”، بـ “تأمل عميق” حول التحديات والتهديدات في الجنوب عبر الاستماع لآراء الشركاء، والفرص للتعامل مع الجهات المختلفة في المنطقة، وهو أمر سيبنى عليه مجموعة من القرارات، التي سيتم الموافقة عليها في قمّة الحلف، المُقرر عقدها في العاصمة الأميركية واشنطن العام المُقبل.
ومن شأن المكتب، وفقًا لمسؤول الحلف، أن يكون حلقة وصل بين الحلف وجهات أخرى مهمة في المنطقة، لكنها ليست من الشركاء الحاليين للحلف، مثل مجلس التعاون الخليجي، وذلك من أجل التعرف على تحديات المنطقة وكيفية تأثيرها على استقرار المحيط الأطلسي، وكيفية مواجهتها، وهو دور مهم جدَا للمكتب إذا جرى فتحه.
وقال إن هناك مباحثات تجري حاليًا بشأن ملف افتتاح مكتب للحلف في عمّان، وأن الأمر يسير “في المسار الصحيح، لكن القرار لم يُتخذ بعد”، مؤكدًا أن هناك اهتمامًا كبيرًا مشتركًا من المملكة والحلف تجاه افتتاح المكتب، كما رجح “اتخاذ القرار سيكون قريبًا”.
واعتبر أن الوجود الفعلي للحلف في عمّان عبر المكتب “سيجلب الكثير بالتأكيد، حيثُ سيساعد في تعزيز التعاون ،وسيجعلنا أكثر قربًا بالفعل، وسيكون له وبدون شك رؤية سياسية قوية جدًا ورسالة سياسية ذات تأثير كبير”، منوهًا إلى أن “فتح المكتب سيكون له فوائد عملية كبيرة للعلاقة بين حلف الناتو والأردن، وسيُنظر إليه على أنه رسالة قوية جدًا من الأردن والحلف عن شراكة دائمة ونحن نعتقد أنها يجب أن تكون أقوى في المستقبل”.