القدس- تقرير معا- لم تنسحب قوات الاحتلال طوال اليوم الأربعاء من بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، فانتشرت على مداخل البلدة وفي شوارعها، وخاصة أمام منزلي الشهيدين علي العباسي وعبد الرحمن فرج، ولم تهدأ البلدة؛ فشهدت مواجهات متفرقة اشتدت مع حلول الظلام.
قوات الاحتلال لم تكتف باستهداف الشابين بالرصاص الحي وتركهما ينزفان حتى ارتقيا واحتجازهما في الثلاجات، بل لا تريد أي مظهر في منزليهما "لا خيمة عزاء ولا تجمع للمعزين، ولا حتى لأفراد العائلة"، فكان عنوان الاقتحام اليوم لمنزلي الشهيدين، وتهديد متواصل للعائلات.
فمنزل عائلة العباسي، اقتحم 4 مرات، أولها كان لإجبارهم على إزالة خيمة العزاء داخل ساحة المنزل، والمرة الثانية اعتدى بالقنابل والضرب على الشبان بحجة "التجمع أمام المنزل"، وثالثة لتفقد المكان، أما المرة الرابعة كانت لمنع تواجد أي شخص في المنزل باستثناء والد الشهيد وأعمامه فقط.
أما منزل الشهيد فرج في حي مراغة، والمقابل مباشرة "لعمارة يوناتان" الاستيطانية، فقد اقتحم من قبل القوات لإجبار العائلة كذلك على إزالة الشادر عن سطح المنزل، فيما علق المستوطنون العلم الإسرائيلي على أحد الأعمدة المقابل لمنزل العائلة في محاولة لاستفزاز السكان، فيما تواجدت القوات على مدار الساعة أمام المنزل.
ومن منزل عائلة الشهيد الشاب فرج، جلست والدته تستذكر نجلها وتقول:" قبل 5 أيام احتفل بعيد ميلاده 18 عاماً، واليوم هو شهيد.. وجثمان محتجز في الثلاجات، عبد الرحمن مبارح طلع صلى العشاء وكان بده يشتري أغراض للدار وما رجع، عبد الرحمن نسمة وملاك ما في حد متله.. عبد الرحمن طفل، بدي ابني بدي أدفنه ليرتاح."
وقالت:" بأي حق وبأي قانون قتلوا عبد الرحمن، الاستهداف بالرصاص للجميع."
ومن منزل عائلة الشهيد العباسي، قال عبد الرحيم – شقيق الشهيد-:" علي الأخ الأصغر لنا، بس هو كان أكبر من عمره، ومن أطيب الشباب تمنى الشهادة ونالها وهو قمر من أقمار سلوان والقدس."
شاهد عيان من بلدة سلوان، أوضح أن جنود الاحتلال قاموا باستهداف الشبان في حي عين اللوزة، بالرصاص الحي، وأصيب خلال ذلك الفتى عبدالرحمن فرج، وتمكن علي من حمله والوصول به الى مدخل أحد الحارات، وبشكل مفاجئ حضر الجنود وأطلقوا الرصاص مباشرة على الشاب علي وبعض الطلقات أصابت المصاب عبد الرحمن.
وأوضح الشاهد أن القوات منعت علاجهما رغم وصول الإسعاف على الفور، بل قامت بالتنكيل فيهما والتحقيق الميداني مع علي عبيسان قبل أن يرتقي والذي قال:" فدا الأقصى".
مواجهات وحصار
وتواصل قوات لاحتلال فرض حصارها على مدينة القدس القديمة والأقصى لليوم الخامس على التوالي، بنشر القوات على الأبواب ومنع الدخول وشبح الشبان والفتية.
ومنعت القوات دخول المصلين الى الأقصى الذين تقل أعمارهم عن ال50-60 عاما.
وشهدت بلدة سلوان والعيسوية ومخيم شعفاط والطور، وحي وادي الجوز،مواجهات متفرقة.