اثينا- معا- شاركت جموع شعبية غفيرة، مساء الخميس، بمظاهرة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي امام البرلمان في وسط العاصمة اليونانية أثينا، وذلك بدعوة من منظمات يسارية يونانية واتحاد العمال والشغيلة الفلسطيني فرع اليونان و الملتقى التقدمي للتضامن اليوناني الفلسطيني.
وتحدث في المظاهرة وامام حشد واسع من المشاركين، كل من أمين عام حزب الوحدة الشعبية والمؤسس المشارك للملتقى التقدمي للتضامن اليوناني الفلسطيني كوستاس اسيخوس وهو نائب وزير دفاع سابق ومهيار قطامي سكرتير اتحاد العمال والشغيلة بالإضافة إلى مروان طوباسي السفير السابق لدى اليونان والمؤسس المشارك للملتقى التقدمي للتضامن.
وقدم طوباسي مع ترجمة يونانية كلمة الأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حيث نقل تحياته من خلف الاسلاك الشائكة وقضبان زنازين الاحتلال التي يقبع بها اكثر من ٦٠٠٠ من مقاتلين الحرية ، الى المتضامنين مع شعبنا من الأصدقاء اليونان الذي خاض شعبهم مقاومة بطولية ضد النازية والديكتاتورية العسكرية الفاشية عبر تاريخهم المعاصر ، كما يخوض شعبنا اليوم غمارها منذ انطلاقة الثورة ضد "الاستعمار الصهيوني" حتى يومنا هذا .
وفي كلمته، استعرض طوباسي "سياسات الحركة الصهيونية واداتها دولة الاحتلال الاستعماري منذ جريمة النكبة حتى حرب الإبادة الجماعية التي تقترف اليوم ضد شعبنا في قطاع غزة مرورا بجريمة الأحتلال عام ٦٧ لما تبقى من ارض فلسطين ، كما وجرائم الاستيطان والضم والتهويد وأعمال القتل اليومي لأبطال المقاومة الشعبية وابناء شعبنا بشكل عام في مدن ومخيمات الضفة الغربية من دولة فلسطين المحتلة".
وقال: "ان تلك الجرائم التي تحظى بالدعم الأمريكي الكامل وفق سياسات الغرب الاستعماري المنحازة بل والمشاركة مع اسرائيل في عدوانها بهدف استدامة القهر التاريخي ومحاولات خنق المشروع الوطني الفلسطيني وتقويض مبدأ حق تقرير المصير والاستقلال والعودة أمام صمت المجتمع الدولي ، في محاولات جديدة للتهجير القصري وتنفيذ سياسات الاحلال . واشار القائد مروان البرغوثي في كلمته إلى تكامل المقاومة والكفاح الفلسطيني بمختلف أشكاله مع النضال التحرري بالعالم من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والسلام الذي رفضته كل حكومات الأحتلال السابقة كما الحكومة الأكثر فاشية القائمة الآن وفق الإجماع الوطني على الحرب والدمار والتدمير الذي ميز برامجها دائما . واشاد بدور الشعوب والقوى التقدمية والديمقراطية في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته في وقت تعتمد الحكومات الأوروبية واليونانية منها ازدواجية المعايير ومساواة الضحية بالجلاد بل والدعوة إلى حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها ، في وقت هي تدافع عن استدامة احتلالها الاستعماري".
وفي النهاية أكد الأسير القائد مروان البرغوثي في كلمته على "حتمية انتصار شعبنا باصراره على افشال واسقاط المشاريع الصهيو أمريكية بالمنطقة"، مشيدا بدور القوى اليونانية اليسارية بدعم حقوق شعبنا وبرفضهم لمواقف حكومتهم اليمينية واجراءاتها الأخيرة بتلطيخ مبنى البرلمان اليوناني منبع الديمقراطية بعلم دولة الاحتلال والاستيطان والفصل العنصري البشع، كما ومواقفها في إطار سياسات الاتحاد الأوروبي الذي يتجاهل الاسباب الحقيقية لمقاومة شعبنا ويتنكر لمسوؤلياته القانونية والاخلاقية والسياسية في انهاء الاحتلال الذي يمثل جذر المشكلة، كذلك تحقيق مبدأ حق تقرير المصير لشعبنا واستقلاله الوطني واسقاط الابرتهايد الذي بات يمثل هذا النظام الاستعماري الذي يشيع الإرهاب بالمنطقة.
اما نائب وزير الدفاع السابق وأمين عام حزب الوحدة الشعبية كوستاس اسيخوس، فقد حيا الشعب الفلسطيني واشاد في كلمته بالمقاومة الفلسطينية الوطنية بمختلف تشكيلانها السياسية والتنظيمية، وقال: "إن ما جرى من اقتحام المواقع العسكرية والاستيطانية حول غزة هو تعبير طبيعي عن الحق بمقاومة الاحتلال لشعب لا يخضع للأحتلال فقط وانما لحصار عنصري مقيت في سجن مفتوح يشبة غيتوات النازية".
وعبر عن تضامن الشعب اليوناني مع حقوق شعبنا الثابتة التي اقرتها الشرعية التاريخية والقانونية والقرارات الأممية لشعب هو صاحب الأرض اصلاً.
وطالب الحكومة اليونانية بمراجعة مواقفها السياسية في شأن القضية الفلسطينية وفق ما نصت عليه قواعد القانون الدولي وحقوقه التاريخية التي اقرتها القرارات الاممية، كذلك الالتزام بمواقف اليونان التاريخية في شأن الصداقة بين الشعبين والوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ .
وفي كلمته أوضح مهيار قطامي، طبيعة النظام المارق الاستعماري الذي تدافع عنه قوى الاستعمار بالغرب كاداة لها في تنفيذ مخططاتها للمنطقة لضمان تفوق كيان الاحتلال.
وقال: "إن صمت المجتمع الدولي المريب يشكل وصمة عار في جبين الإنسانية امام سياسات الإجرام والتدمير اليومي والقتل بالجملة من خلال كل أنواع الأسلحة الجوية والبحرية والبرية ورصاص عصابات المستوطتنين التي أدت إلى استشهاد حوالي ١٨٠٠ فلسطيني بغزة والضفة والقدس منذ بداية اسبوع العدوان البربري".
كما تحدث بالمظاهرة عدد من قادة المنظمات اليسارية الأخرى الذين نددوا بجرائم الاحتلال المستمرة وسياسة حكومة اليونان ومحاولاتهم تنفيذ جرائم الابادة بحق الفلسطينيين.
وقال السفير السابق مروان طوباسي المتواجد باليونان الآن لاستكمال إجراءات تشكيل الملتقى التقدمي التضامني اليوناني الفلسطيني، انه من المنتظر أن تحرج مساء اليوم مظاهرات حاشدة قد دعا لها الحزب الشيوعي اليوناني ومنظمات جماهيرية اخرى إلى جانب جمعية الجالية الفلسطينية باثينا.