الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا لا يشرب الصحفيون في غزة الماء ؟

نشر بتاريخ: 26/10/2023 ( آخر تحديث: 26/10/2023 الساعة: 18:51 )
لماذا لا يشرب الصحفيون في غزة الماء ؟

غزة ––معا- رصد نقابة الصحفيين - أكد العديد من الصحفيين العاملين في مدينة غزة لتغطية الحرب الاسرائيلية على القطاع انهم يعيشون ظروفا استثنائية وغير انسانية في ظل تهديد دائم على حياتهم وهم الذين فقدوا نحو 22 صحفيا من زملائهم بين اكثر من 7 الاف مواطن قضوا بفعل صواريخ الاحتلال المنطلقة من الطائرات الإسرائيلية منذ السابع من الشهر الجاري .

أهم قواعد العمل الإعلامي ( حياتك أهم من الخبر) الصحفي مطالب ألا يعرض حياته للخطر في سبيل الخبر وهذا المفهوم المهني سليم الا ان المهنية هنا في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص لا يمكن فصلها عن الوطنية والانتماء لهموم وهمة الحالة العامة لان الحالة الاعلامية لم تكن يوما انعزالية ولذلك تتجلى المهنية مع الوطنية وهذا له اثمان .

من بين الأمور الحياتية التي قد تبدو صغيرة وسط المجازر الاحتلالية هي " قضاء الحاجة" بالبعد الآدمي البيولوجي حيث ترك الصحفيون مكاتبهم بعد قصف أكثر من 50 مؤسسة اعلامية وتركوا بيوتهم بعد قصف أكثر من 20 منزل صحفي كان آخرهم منزل الزميل وائل الدحدوح مراسل الجزيرة الذي فقد زوجته وابنائه بقصف الطائرات الاسرائيلية لمنزله .

يتواجد حوالي 80 من الصحفيين والصحفيات والطواقم الإنتاجية في محيط مستشفى الشفاء وفق تقديرات بعض الزملاء وهؤلاء الصحفيون ضاقت عليهم السماء والارض ولم يجدوا الا أطراف مستشفى الشفاء التي بها وفي محيطها الاف من المرضى والنازحين ممن تقطعت بهم السبل وفقدوا بيوتهم إضافة للطواقم الطبية والإغاثية حيث لا يتوفر بالمستشفى سوى عدد محدود من " المراحيض" هي اصلا مخصصة لعدد محدود من المرضى .

وقال الصحفي وسام زغبر وسط ذلك تجد ان لزاما عليك حجز دور حقيقة قد يمتد الى 5 ساعات واكثر حتى تتمكن من " قضاء الحاجة" بفعل زحمة المكان.

كما اشار الصحفي عادل الزعنون من وكالة الأنباء الفرنسية ان العديد من الصحفيين يتكيفون مع الواقع من خلال التقليل قدر الإمكان من شرب الماء او السوائل وكذلك الاكتفاء بوجبة واحدة تحسبا لصعوبة إيجاد " مرحاض" من جانب وتحسبا من الانشغال بحاجة ادمية لساعات في سبيل قضائها وترك الميدان في ظل استدامة القصف وتوالي الأحداث .

فإذا كان هذا حال الصحفيين في غزة الذين كفل لهم القانون الدولي والمواثيق الاممية الحماية وحرية العمل فما بالكم بحال الشعب الأعزل الذي يتعرض للذبح أمام الشاشات ومجالس الأمم التي رفضت حتى اللحظة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في إشارة لتشريع تلك النظم السياسية التي تمثل اممها باستمرار قتل شعبنا الفلسطيني .