تل أبيب- معا- قال مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي، الجمعة، إن عمليات القصف التي تنفذها إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة "تشكل جريمة حرب".
وأضاف في بيان: "الدمار الهائل في قطاع غزة غير مسبوق إذ أن أحياء سكنية بأكملها دُمّرت بعد أن ألقت إسرائيل آلاف القذائف على القطاع".
وأضاف: "منذ بدء الحرب ألقت إسرائيل آلاف القذائف على قطاع غزة. ليس أمام سكان القطاع، المغلق من جميع النواحي، أي طريقة للاحتماء. ليس هنالك في القطاع غرف آمنة أو ملاجئ ولا مناطق محمية".
وتابع: "ينتظر السكان، برعب وخوف، ويأملون في البقاء على قيد الحياة. أكثر من مليون شخص هجروا بيوتهم في محاولة للبحث عن أماكن آمنة، بعضهم قُتل في طريق هروبه وآخرون قُتلوا في المواقع التي لجأوا إلها".
وأشار إلى أن "إسرائيل، مثل حماس وكل دول العالم، ملزَمة بالتصرف وفق أحكام القانون الإنساني الدولي".
وقال المركز الحقوقي: "لم تكن منظمات حقوق الإنسان أو هيئات مناصرة للفلسطينيين هي التي وضعت أحكام هذا القانون، وإنما تم اعتمادها بتوافق جميع الدول، بما فيها إسرائيل ـ انطلاقاً من الفهم بأنه خلال الحرب أيضاً ينبغي أن تكون هنالك قواعد من شأنها أن تقلص، إلى الحد الأدنى، المعاناة التي تلحق بالمدنيين وتضمن إبقاءهم خارج دوائر القتال، قدر المستطاع".
وذكر "بتسيلم" أن "ثمة مبدآن أساسيان اثنان أُقرّا لتحقيق هذه الغايات. الأول ـ مبدأ التمييز ـ الذي يحدد أي الأهداف هي التي يمكن المس بها (..) والثاني ـ مبدأ التناسبية الذي يحدد طريقة تنفيذ الهجوم".
وقال: "عمليات القصف التي تنفذها إسرائيل منذ بداية الحرب تجري على نحو مناقض تماماً لهذين المبدأين وتشكل جريمة حرب".
وأضاف: "الدمار الهائل في قطاع غزة غير مسبوق. أحياء سكنية بأكملها دُمّرت ووفقاً للسلطات في غزة فإن 16000 وحدة سكنية على الأقل قد تهدمت تماماً و11000 أخرى على الأقل لم تعد صالحة للسكن".
وتابع: "أعداد القتلى المرعبة، التي تزداد يومياً، لا يستوعبها العقل: وفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، قُتل حتى الآن أكثر من 7000 إنسان. بين القتلى ما يقرب من 3000 قاصر وأكثر من 1700 امرأة وعشرات العائلات التي قُتلت بالكامل وقد تهدمت منازلها عليها. أكثر من 17000 إنسان أصيبوا بجراح، نحو 2000 ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض".
وأشار "بتسيلم" إلى أنه "ليس من الممكن أن تستوي هذه المعطيات مع أحكام القانون التي ذُكرت أعلاه: لا مع مطلب أن يكون كل واحد من آلاف الأهداف التي تم قصفها ذا "مساهمة فعالة" في عمليات حماس وأن تدميرها يمنح إسرائيل "مكسباً عسكرياً واضحاً"؛ ولا مع مطلب أنه حتى لو استوفت آلاف الأهداف هذه الشروط، فإن المس بحيوات آلاف السكان وممتلكاتهم هو تناسبيّ".
وأضاف: "مثل هذا التفسير لن يكون مغلوطاً من الناحية القانونية فحسب، وإنما غير محتمل من الناحية الأخلاقية أيضاً".
وذكر "بتسيلم" إن "معنى إلقاء إسرائيل المسؤولية كلها على حماس هو أن أي عمل تقوم به إسرائيل، مهما كانت نتائجه فظيعة ومرعبة، سيُعتبر شرعياً. ليس لهذا الادعاء أي أساس من الصحة: في القانون الدولي الإنساني، كما في أي قانون آخر، لا يسري مبدأ التبادلية: فحقيقة أن طرفاً ما ينتهك القانون لا تمنح الطرف الآخر حق انتهاكه، هو أيضاً".