السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. التميمي : العدوان الاسرائيلي المستمر تدمير ممنهج لكل القطاعات وجريمة حرب

نشر بتاريخ: 28/10/2023 ( آخر تحديث: 28/10/2023 الساعة: 10:21 )
د. التميمي : العدوان الاسرائيلي المستمر تدمير ممنهج لكل القطاعات وجريمة حرب

مسقط _معا _ شددت رئيس سلطة جودة البيئة د. نسرين التميمي خلال مشاركتها في اجتماع الدورة 34 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بأن العدوان الإسرائيلي من تدمير ممنهج وانتهاكات صارخة بحق قطاع غزة على كافة المستويات وفي جميع القطاعات الحياتية، هي جريمة حرب يجب أن لا تفلت من العقوبة.

وعقد مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في العاصمة العمانية مسقط، تحت شعار ( معا لمواجهة التحديات المناخية لتحقيق الأمن المائي والغذائي )، وبمشاركة وزراء البيئة العرب .

و تم انتخاب دولة فلسطين ممثلة في سلطة جودة البيئة عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس 2024 ـ 2025 ، وناقش المجلس عدد من الموضوعات المتعلقة بالبيئة العربية وخطة العمل العربي للتعامل مع قضايا التغير المناخي.

واستعرضت د. التميمي في كلمة لها صورة الوضع البيئي في فلسطين مشيرة بأن قطاع غزة يتعرض لكارثة بيئية حقيقية وعميقة تعصف بكل عناصر البيئة فيها، وتستهدف الإنسان بالدرجة الأولى، وتدمر البيئة الفلسطينية بكافة عناصرها بما يتنافى مع المواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية.

وبينت بأن العدوان المستمر سيحول قطاع غزة بأكمله الى مكرهة صحية وتجعل منه بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة وسببا في تلوث مصادر المياه والتربة وغيرها من عناصر البيئة.

وأضافت بأن صوت القتل والحقد والكراهية والتطهير العرقي والعنصري يعلو على كل أصوات الحق والحقيقة وحقوق الانسان، و تقف غطرسة وصلف العدو أمام كل المساعي الدولية والإقليمية لوقف العدوان واغاثة شعبنا في قطاع غزة الذي بات هناك دون ماء و غذاء.

وأوضحت د. التميمي، بأن الاحتلال الإسرائيلي يشن على شعبنا حربا بلا هوادة وبكل ما أوتي من قوة ، اذ يلقي بالقنابل بكافة أنواعها على المساكن والابراج السكنية ليدمرها على رؤوس قاطنيها، كما يدمر المنشآت الصحية والاجتماعية والثقافية والتعليمية ومرافق البنية التحتية والبيئية والأراضي الزراعية وهناك تخوفات من استخدام الفسفور الأبيض الذي أكدت استخدامه بعض المنظمات الإنسانية الدولية كما يمارس الاحتلال فعل التهجير القسري لأكثر من مليون مواطن من شمال قطاع غزة ويدفعهم الى جهة الجنوب في الوقت الذي يقصف فيه قوافل المهجرين الذين يطلبون الأمان ويبحثون عن ملاذات وملاجيء آمنة.

وبينت بان الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتشديد الإغلاق والحصار على قطاع غزة، حيث قام بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والمستلزمات الصحية والأدوية عن قطاع غزة. و انخفض معدل ضخ المياه من الابار الجوفية في القطاع من 262000 متر مكعب في اليوم ما قبل العدوان الى 14000 متر مكعب في اليوم حاليا، وانخفضت كمية المياه المحلاه بواسطة محطات تحلية متواضعة من 18000 متر مكعب يوميا الى صفر متر مكعب يوميا بسبب انقطاع الوقود والطاقة اللازمة لذلك.

وعقبت د. التميمي بأنه وبسبب وقف توريد الوقود الى القطاع بات من المستحيل استمرار عمل المستشفيات في تقديم خدماتها للمواطنين في الوقت الذي تتزايد الحاجة فيه الى المستشفيات ومراكز العلاج مع ارتفاع عدد الجرحى والشهداء، كما أن ذلك حال دون إمكانية تشغيل مضخات مياه الصرف الصحي لتصريفها حسب الاصول أو تشغيل محطات معالجة المياه العادمة، كما حال ذلك دون تشغيل نظام إدارة النفايات الصلبة سواء في الجمع او النقل او إدارة المكبات مما سيعمل على تراكم النفايات الصلبة في أماكن تولدها بين المساكن وفي المرافق والمنشآت المختلفة، وكذلك تراكم النفايات الطبية الناتجة عن التعامل مع الاعداد الهائلة من الشهداء والجرحى ، ناهيك عن الكميات الهائلة من مخلفات الدمار والهدم المتواصل والذي يزيد الامر تعقيدا وحدة، اذ نتوقع ان يتخلف عن هذا العدوان ملايين الاطنان من تلك المخلفات.

و دعا المجلس، المجتمع إلى القيام بما عليه من مسؤوليات تجاه الشعب الفلسطيني والبيئة الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، من أجل وقف العدوان أولا، ورفع الحصار ثانيا، وترميم ما ينجم عن هذا العدوان من آثار وكوارث بيئية وصحية وإنسانية، وضمان بناء وصيانة وتشغيل المرافق الصحية والبيئية والإنسانية ومرافق البنية التحتية، من أجل تفادي التبعات التي قد تنجم عما يحدث في قطاع غزة.
وطالب بإجراء التحقيق والتقصي الفوري حول ما تنطوي عليه هذه الحرب من نتائج كارثية بحق البيئة، ومن استخدام لمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها تلك المحرمة دوليا.

وأدان المجلس ، العدوان الغاشم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق مؤكدين بأن ما يحدث جريمة إنسانية وبيئية أتت على الأخضر واليابس، وتهدد حياة المواطن الفلسطيني وتدمر البيئة بكافة عناصرها ومقوماتها على نحو غير مسبوق وبشكل همجي.