القدس- تقرير معا- 24 يوما على معركة "طوفان الأقصى"، ولا يزال الحصار المشدد يفرض على المسجد الأقصى والبلدة القديمة بشكل خاصة، ومدينة القدس بشكل عام.
قيود وتشديدات على دخول المصلين الى الأقصى، وقرارات تخضع لمزاجية جندي الاحتلال الذي يتمركز على أبواب الأقصى، فلا قرارات معلنة عن "تحديد أعمار أو قيود"، إنما إجراءات على الأرض بحجة "فترة الطوارئ"، والتي تحرم المصلين من الوصول الى الأقصى والصلاة فيه للأسبوع الرابع على التوالي.
الحاج أبو علي 82 عاماً، يحرص يوميا الصلاة في الأقصى خاصة صلاة الفجر، ويعيش في أحد الأحياء المجاورة للبلدة القديمة، وقال:" الباب الأقرب الى منزلي للوصل الى الأقصى هو باب الاسباط، جنود تتمركز عند الباب "باب سور البلدة القديمة" وسواتر حديدية، الأسئلة اليومية"من أين أنت.. ولماذا أنت هنا؟ منذ الحرب 5 مرات منعت الدخول الى الأقصى عبر باب الاسباط، بحجة أنني "أسكن خارج البلد ويمنع دخولي."
وأضاف أبو علي:" أنا ومجموعة من كبار السن نخضع لذات الاسئلة والمضايقات، نحاول مجادلة الجنود للدخول الى الأقصى، لكنهم لا يقومون بالصراخ واشهار السلاح باتجاهنا ومطالبتا بالعودة الى منازلنا.
وأوضح :" لا نيأس ولن نترك الأقصى وحيدا، من باب الاسباط نسير باتجاه باب الساهرة، نصر للوصول الى الاقصى، قوة شرطية جديدة تقابلنا باسئلة عامة، ثم يسمح لنا بدخول البلدة القديمة، نسير باتجاه حارة باب حطة -ومن الممكن أن توقفنا فرقة راجلة لسؤالنا من جديد "أين سنذهب"؟
وتابع:" نواصل السير وصولا الى باب حطة ونتمكن من الدخول الى الأقصى، وفي حال منعنا من الدخول نتوجه الى باب السلسلة أو باب المجلس - الأبواب التي تكون مفتوحة عند صلاة الفجر".. لا يهم المسافة التي نمشيها فقط يهمنا الصلاة في الأقصى."
أما الحاج أبو أكرم 65 عاماً، فقال:" لحسن الحظ أنا من سكان البلدة القديمة، أتمكن من الدخول الى الأقصى مع مضايقات واستفزازات، القوات على الأبواب تتعمد ذلك، في محاولة لإخافتنا وعدم الحضور مجددا الى الأقصى".
وأضاف أبو أكرم:" الأقصى حزين، أعداد المصلين قليلة جدا، الساحات شبه خالية والمصليات كذلك، حصار خانق يفرض عليه، بينما يتمكن المستوطن اقتحام الأقصى والصلاة فيه.
أما البلدة القديمة، فكحال المسجد الأقصى، فالقوات حولت أبواب البلدة الى ثكنة عسكرية، بنشر القوات عليها على مدار الساعة، وخاصة أبواب "الاسباط، الساهرة، باب العامود".
وقالت شابة ثلاثينة من سكان البلدة القديمة:" أخرج لعملي ويوميا عند عودتي الى المنزل، يتم توقيفي وفحص هويتي ومكان السكن، إضافة الى تحقيق ميداني واستفزاز متعمد بطريقة الأسئلة."
وأضافت:" التوقيف ليس فقط على أبواب البلدة، بل في أزقتها وحاراتها نفاجئ بفرق راجلة، توقف وتحقق وتفحص هويات، إضافة الى نشر القوات في الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة"
أما باقي بلدات وأحياء القدس، فمنذ 24 يوماً تعيش الاقتحامات ونشر الحواجز، ومداهمات المنازل والمحلات التجارية، وتنفيذ اعتداءات على المقدسيين، وإصدار أوامر وقرارات هدم، تنفيذ عمليات هدم واسعة.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، أصيب سكان حوش أبو تايه بحالات اختناق بعد اقتحام الحي وإطلاق القنابل الغازية، وأوضح أحد السكان:" القوات اقتحمت الحوش دون سبب وأطلقت قنابل بشكل مكثف بين الأزقة وباتجاه المنازل."
أما روائح عدة أحياء في المدينة، خاصة "حي وادي الجوز، مخيم شعفاط"، فتنبعث منه رائحة المياه العادمة، التي ترش بشكل عشوائي في الشوارع، وأوضح أحد الأطفال في حي وادي الجوز أن رائحة المياه العادمة عالقة في الحي منذ أسبوعين، بعد اقتحام المنطقة ورشها بالمياه لمنع صلاة الجمعة في شوارع الحي، موضحا أن المياه العادمة تسبب أوجاع بالعين والرأس وحروق بالوجه."
ناصر قوس مدير نادي الأسير في القدس قال:" ان الوضع في القدس في غاية الصعوبة، منذ السابع من الشهر الجاري، الاحتلال يحاول عزل البلدة القديمة بنشر القوات ومنع الدخول اليها وفرض القيود حتى على سكانها وتجارها، أما الوضع في الأقصى فهو الأصعب والأخطر، بسبب القيود المشددة والمنع المتواصل.
وقال:" من يتمكن الدخول والصلاة في الأقصى فهو "حقق انجاز".
ولفت قوس الى حملة الاعتقالات والمداهمات والاعتداءات على المقدسيين، واستهداف الأسرى المحررين في البلدة القديمة، باقتحام 15 منزلا للأسرى المحررين خلال الأسبوع الماضي، وأخذ القياسات وتصوير المنازل دون معرفة السبب، موضحا أن طواقم مشتركة من البلدية والشرطة والمخابرات نفذت عملية الاقتحام.
وأضاف قوس أن القوات تتعمد مضايقة وملاحقة الاسرى المحررين، بتوقيفهم وشطب ترخيص مركباتهم أو دراجاتهم النارية وتهديدهم.
أما الوضع التجاري في البلدة القديمة، فأوضح قوس أن الحالة التجارية شبه مشلولة، بسبب القيود المفروض على البلدة والأقصى والمضايقات على التجار وقلة المتسوقين.
وخلال الأسابيع الأخيرة، يتعرض كل معتقل لعملية اعتداء وضرب وتنكيل كبير، الشاب عمران عكة 18 عاماً من حي الشيخ جراح، تعرض للضرب المبرح على وجهه وظهره وقدميه، لأنه سار مسرعا باتجاه منزله في الحي عندما اقتحمت قوة المكان.
وقال عكة:" ضربني أحد الجنود على وجهي وهو يلبس "البومة" بيده، سالت الدماء من وجهي، وقبل وصولي الى مركز التوقيف قام الجندي برش غاز الفلفل على قطعة قماش ومسح بها الجرح، وكذلك أجبرت على الشرب من ماء رش فيها الغاز كذلك.
ومن جانب آخر، علقت طواقم بلدية الاحتلال قرارات وأمر هدم على أبنية ومنازل في المدينة، علما أنها قائمة منذ عشرات السنين، وقرارات الهدم مجمدة، ونفذت عمليات هدم واسعة مستهدفة المنازل المأهولة بالسكان.
وأوضح أحد سكان بناية سكنية -فضل عدم ذكر اسمه-، أن البلدية علقت "أنذار هدم" على البناية التي تضم 80 فردا، بشكل مفاجئ، وفرضت عدة مخالفات على السكان خلال الأيام الماضيو، وقال:" ما يجري انتقام فقط.
وخلال الأيام الأخيرة، عادت سلطات الاحتلال بملاحقة عائلات الشهداء المقدسيين، باقتحام منازلهم أو محيطها، وفرض مخالفات عشوائية عليهم.