القدس- معا- قال الدكتور عبد الناصر الزيود، ان ما شاهده في قطاع غزة، يؤكد بأنها انتصرت.
ويعمل الدكتور الزيود، لدى الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية الملكية، حيث عمل في المستشفى الاردني الميداني في غزة، وخرج من غزة الاحد الماضي، وأمضى 23 ساعة على الطريق من غزة الى العريش في مصر.
وأضاف الزيود في مقالة شخصية، تحدث فيها عن تجربتة الشخصية، مع ما يحدث في قطاع غزة.
وقال:" بحمد الله وفضله الوصول الآن من داخل غزة وبالذات المستشفى الميداني الأردني إلى رفح المصرية الملاصقة لرفح الفلسطينية ، ومن ثم لمطار العريش مصر للعودة إلى الأردن, تقريباً 23 ساعة قضيناها داخل غزة من الساعة 10 ليلاً يوم السبت ولغاية الساعة 3 بعد الظهر يوم الأحد 2023/10/29.
نعم يوجد دمار وخراب كثير في غزة لكنه بالحجارة ، أما معنويات الناس في غزة فهي تُعانق السماء.
قضينا أكثر الوقت داخل المستشفى الميداني الأردني بين الجرحى والمصابين ، وللعلم كانت معنويات وقوة الجرحى والمصابين أفضل من معنوياتنا نحن بكثير.
حرصاً علينا مُنعنا من الحركة كثيراً لوحدنا نهائيا ، إلا بمرافقة شباب المستشفى الميداني الأردني والهلال الأحمر الفلسطيني ، واستطعنا ان نتجول ٣ ساعات كاملة في غزة العزة ، وليتهم تركونا نتجول لوحدنا لعلنا ننال شرف الشهادة مع هذا الشعب الجبار.
هي ٢٣ ساعة شعرنا فيها بالعزة والعنفوان والرجولة الموجودة في هذه البقعة من الأرض رغم كل ما أصاب الناس هنا.
المستشفى الميداني الأردني غزة بحمد الله وضعه ممتاز متوفرة فيه كل المستلزمات الأساسية الطبية ، وحتى مولدات الكهرباء ، وحتى شبكات إتصالات خاصة بالمستشفى ، وشبابنا بالمستشفى رجال بكل ما تحمل الكلمة من معنى الله يعطيهم العافيه.
على ذكر الإتصالات للعلم : بالرغم من قيام الصهاينة بتعطيل الأنترنت والإتصالات عن غزة إلا أن الأنترنت والاتصالات متاحة وذلك من خلال شبكات الإتصالات المصرية المحاذية لغزة ، وحتى شبكات الاتصال الصهيونية أيضاً ، شعب جبار لا يمكن أن يضيقوا عليهم مهما فعلوا فعندهم لكل معضلة حل.
الناس هنا يتقاسمون لقمة الخبز وشربة الماء وحتى المصروف النقدي ، ويُشفقون على بعضهم البعض بشكل لم أشهد له مثيل ، لمست ذلك أثناء توزيع المساعدات الغذائية والنقدية ، علماً بأنني زرت ودخلت غزة عشرات المرات سابقا لكن ما شاهدته هذه المرة يختلف عن كل المرات والسنوات السابقة ، فالمفرح جدا هو التلاحم الموجود الآن في غزة ، والكل يقول بأن هذه اللحمة والوحدة الوطنية التي وجُدت الآن لم تُوجد منذ ٤٠ سنة سابقة ، وهذا والله فعلاً ما لمسناه نحن بأنفسنا ، وذلك بفضل الله.
الصهاينة عند دخولنا أمس ليلاً من معبر رفح وخروجنا اليوم قُبيل العصر ، وأثناء قيامهم بالكشف على الشاحنات للتأكد مما فيها ، أقسم بالله أن الخوف يظهر من عيونهم وحركاتهم ، والإرتجاف والرعب ظاهر عليهم حتى أثناء كلامهم ، وأثناء مشيهم يلتفتون يميناً ويساراً يحسبون كل صيحة عليهم.
والله لولا أنني أمثل هيئة إغاثة دولية هي الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية الملكية ، وأي تصرف مخالف لتعليمات الأمم المتحدة سيسبب حرجاً وسيعود على هيئتنا بالضرر والأذى ما رجعت ولا خرجت من غزة ولبقيت هناك معهم وبينهم لعل الله يكرمنا ولو بالشيء البسيط مما أكرمهم به.
ابشركم الأمور بغزة العزة ممتازة جداً جداً ، ولن نقول النصر قريب فما شاهدناه يؤكد انهم انتصروا فعلاً بفضل الله وكرمه وما يتبقى هي مجرد تفاصيل.
الكلام يطول كثيراً ولنا عودة مرات ومرات إلى أهلنا بغزة العزة ، وأسأل الله أن يكون الفرج قريبا وأن نعود إليها وهي محررة ، وكل أراضي فلسطين بإذن الله تعالى.
سلام يا غزة يا أرض العزة والكرامة والرجولة التي لم تُوجد عند الكثير الكثير من الناس في زمننا الحاضر ، وراجعين يا غزة العزة بإذن الله تعالى.