الخليل-معا- تقرير: محمد العويوي- تعالت الاصوات في الآونة الأخيرة المطالبة بخفض اسعار اللحوم الحمراء المجمدة، في ظل ارتفاعها المضطرد خلال الـ 6 أشهر الماضية، حيث وصل سعر كيلو لحم العجل المجمد الى 35 شيكل في أسواق الخليل، في حين يباع كيلو لحم العجل طازج 45-60 شيكل، ويباع كيلو لحم الخراف مجمد ما بين 50 - 55 شيكل والطازج ما بين 85 - 110 شيكل للكيلو الواحد.
في هذا التقرير نسلط الاضواء، على "الكوتة" الخاصة بلحم العجل المجمد، الذي زاد الطلب عليها خلال السنوات القليلة الماضية.
وبحسب اتفاقية باريس الاقتصادية، فإن كمية لحم العجل المجمد التي يُسمح لنا باستيرادها هي 12500 طن سنوياً، وهذه الكمية تباع في أسواق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقدر الأصوات، بأننا نحتاج الى أكثر من 30000 طن سنوياً لتلبية احتياجات المستهلك الفلسطيني من اللحوم المجمدة، في ظل زيادة الاقبال على شرائها.
وفي وقت سابق كان وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي قد تحدث عن توجه وزارة الاقتصاد، للطلب من الجانب الآخر لتعديل الكثير من بنود اتفاقية باريس الاقتصادية وخاصة القوائم السلعية وزيادة كمياتها.
وقال المستشار الاقتصادي أحمد حسونة، ان نظام القوائم السلعية "الكوتة" جاء نتيجة اتفاقية باريس الاقتصادية، التي مر عليها أكثر من 25 عاما، وهذه السلع هي معفية من الجمارك وضرائب أخرى. ولذلك كنا نشاهد اسعارها متدنية وتناسب كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.
وأضاف:" على مدار 25 عاماً، بقيت كميات هذه السلع محددة وفقاً لتلك الاتفاقية، 12500 طن سنويا، من لحم العجل المجمد، وتناست هذه الاتفاقية النمو الطبيعي وزيادة عدد السكان، ما أوقع ظلماً على المواطن الذي يلجأ لشرائها في ظل تردي الاحوال الاقتصادية، ومع استمرار الحالة أصبحت بديلا عن اللحوم الحمراء الطازجة المرتفع سعرها نوعاً ما".
وتابع المستشار الاقتصادي:" خلال العقدين الماضيين زاد عدد مستوردي اللحوم المجمدة في فلسطين، وكانوا يعدون على اصابع اليدين، واليوم هم أكثر من 40 مستورد، وهذا ساعد على توفير هذه السلعة بشكل دائم، على الرغم من محدودية كمية "الكوتة" يقوم التجار والمستوردين بشراء كميات كبيرة من السوق الاسرائيلي لتلبي احتياجات المستهلك في السوق الفلسطيني، وهذا ما رفع سعرها".
من جانبه، كشف المدير التنفيذي لمجموعة السلام الاستثمارية عدلي النتشة، بأن نمط حياة المواطنين المتغير باستمرار وابتعادهم عن تربية الاغنام، وتغير عاداتهم الاستهلاكية، والانخفاض الحاد في الثروة الحيوانية في السوق الفلسطيني مع ارتفاع اسعار لحومها، دفعت بالمستهلك للاقبال على شراء اللحوم المجمدة سواء العجل او الخراف.
النتشة والذي عمل منذ عدة سنوات على توفير لحوم الخراف المجمدة في السوق الفلسطيني، أوضح بأن هناك تنامي وزيادة كبيرة في اقبال المواطنين على شراء هذا النوع من اللحوم خاصة وأن مستوردي لحوم الخراف يستوردون أفضل وأجود أنواع اللحوم المتوفرة عالمياً.
ويؤكد النتشة، بأن زيادة كميات اللحوم المجمدة "الكوتة" سيساهم بشكل فاعل في تخفيف الأعباء عن المواطنين، أمام غلاء المعيشة وتردي الاوضاع الاقتصادية".
رائد البايض ورث مهنة بيع اللحوم عن والده المرحوم والذي ورثها عن جده، وتعمل عائلته في الاتجار باللحوم الحمراء الطازجة منذ ما يزيد عن 60 عاما، وفي اللحوم الحمراء المجمدة منذ ما يزيد عن 45 عاما، وقد عمل حتى قبل عامين على استيراد اللحوم الحمراء المجمدة "خراف وعجل" وتوقف عن ذلك.
يقول البايض، بأنه اضطر بسبب اجراءات وتعقيدات وزارة الاقتصاد الوطني، التوقف عن استيراد اللحوم الحمراء المجمدة "بالكوتة"، ويقوم بتوفير احتياجات السوق من هذه اللحوم من السوق الاسرائيلي، الأمر الذي سيزيد من سعرها على المستهلك.
وأوضح بأن نظام "الكوتة" كان يتيح له استيراد اللحوم وبيعها للمستهلك بسعر مخفض بسبب رفع الضرائب والجمارك عنها، وكانت سبباً في سعادة المواطنين، اما الآن فهي ...... .