بيت لحم- معا- بعد انقضاء 43 يوما من الحرب، بدأت الأصوات تتعالى في إسرائيل لإقالة نتنياهو، من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهي سابقة في تاريخ إسرائيل زمن الحرب.
نتنياهو انتهى
في استطلاعات الرأي الأخيرة لم يحصل تحالف اليمين المتطرف على أكثر من 45 صوتا، ولذلك في اليوم التالي للحرب- بغض النظر كم طالت- سيكون هناك دعوة لانتخابات، ومن المتوقع أن يكون اليمين الإسرائيلي الخاسر الأكبر، وقد يتحول كافة وزرائه إلى المحاكم وبالتالي هذه الحرب هي شهادة الوفاة لليمين الإسرائيلي.
لذلك فلا يجد اليمين بدا سوى الاستمرار في هذه الحرب وتوسيعها ما أمكن، تحت شعار "حرب الاستقلال الثانية"، وهي إقامة إسرائيل الكبرى، وهي خطة خطيرة ومقامرة كبيرة، قد تؤدي لحرب عالمية، تفضي إلى القضاء على إسرائيل نهائيا، وهو ما لن يسمح بها الغرب وخصوصا أمريكا.
جانتس مصيره يكتب بالدم
بالرغم من أن بيني جانس (الوزير المشارك في الكبينت الحربي) وتحالفه يحصل على 75 مقعدا في حال إجراء الانتخابات في إسرائيل، الا أن الامريكان ورطّوه في حكومة الحرب والتي ترتكب حاليا مجازر، قد تفضي بكافة قادتها للمحاكم الدولية، وعليه فإن جانس سيكون عليه تبرئة نفسه، خصوصا بعد أن بدأت وسائل الاعلام الإسرائيلية والعالمية وحلفاء إسرائيل بنسف الروايات الإسرائيلية للجثث المتفحمة، وقصف المستشفيات، وحتى تسريبات بعض الوزراء "الجهلة" في الحكومة الإسرائيلية عن خطة إسرائيلية محتملة لاستخدام القنبلة النووية في إقرار لاعتراف امتلاك إسرائيل لهذا السلاح.
لبيد فاشل في المعارضة ولن يحكم
يُمتحن القادة وقت الشدة، وحضور لبيد كان ضعيفا، واثبت أن اليسار الإسرائيلي أجبن من أن يحكم، ويعود للتصرف بعنصرية، وهو ليس صاحب قرار حتى وهو في المعارضة، والتي لم تحمي حتى الأقليات في داخل إسرائيل في زمن الحرب، وخصوصا العرب والذين يلاحقون من قبل الحكومة الإسرائيلية، حتى بات وجودهم مهددا بالرغم من أن جزءا من العرب يحارب مع إسرائيل، وتكبدوا أكثر من 20 قتيلا وتضرروا وهجروا وأسرو، فما كان من لبيد الا أن ترك حلفاءه، ولم يعلِ صوت المعارضة لمجاز إسرائيل في غزة والضفة وفي أرضي 48.
رئيس إسرائيل القادم بلنكن
أصبح واضحا أن بايدن سيخسر الانتخابات في أمريكا، وبالتالي فإن اليهود الذين يحكمون أمريكا حاليا من خلال الحزب الديمقراطي، لن يجدوا مكانا في الساحة الامريكية، بعد أن حمّلهم الجيل الشاب في الحزب، توريط أمريكا في أخطاء إسرائيل، والإساءة للحزب وخسارته الانتخابات.
وكذلك سينتقم منهم ترامب بعد أن نكّلوا به في المحاكم، لذلك فإن هؤلاء القادة وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي والذين يحملون الجنسية المزدوجة أو يخططون للحصول عليها قريبا بحكم قانون حق اليهود بالجنسية الإسرائيلية وقت يرغبون.
بلينكن بدأ بالفعل حملته الانتخابية فقد عملت وزارته على إنشاء قسم منذ تولي الحكومة الحالية، تحت مسمى حماية إسرائيل من نفسها، وكان أول من وصل إسرائيل بعد الحرب، معلنا انه جاء كيهودي لأداء واجبه، وشارك في سابقة لم تحدث في تاريخ إسرائيل باجتماع مجلس الكابنيت الخاص بالحرب عدة مرات، ثم أخذ على عاتقه أن يعمل وزيرا لخارجية إسرائيل منذ الحرب للحفاظ على إنجازات إسرائيل وعدم تركها للوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف والذي يتسبب باستقطاب الاعداء بدل الاصدقاء من خلال جهله بالسياسة.
الحكومة الأمريكية سعت منذ فترة لسيطرة إسرائيل على منطقة الشرق الأوسط، خصوصا بعد أن سلّمت الخليج لإسرائيل، تحت مسمى التطبيع، وهددت بل وشاركت بقمع كل من يعادي إسرائيل، خصوصا إيران وحزب الله، وارسلت جيوشها الى المنطقة، وهي تمارس الضغط على لبنان وسوريا والعراق وتضع مصر والأردن- الحلفاء لأمريكا- في موقف محرج، بقبول فكرة الترحيل، مقابل المال، أو على الأقل أن تكون جسرا لعبور الفلسطينيين المجبرين على الرحيل تحت الضغوطات الاسرائيلية بالحرب والحصار.
إسرائيل الكبرى، والتي ستحتل الشرق الأوسط بكامله، بالحرب أو السلم أو المال، ستكون بحاجة لقيادة أمريكية، لذلك فإن بلينكن وطاقمه يستعدون إلى الانتقال للحكم الفعلي لإسرائيل، وليس عن بعد.
ولهذه الأسباب فقد ورّطت أمريكا إسرائيل، للقضاء على "ملك إسرائيل" نتنياهو وحكومته المتطرفة، والتي بدأت أصواتهم تتعالى بأننا لسنا تابعين لأمريكا، ونحن دولة عظمى وقوية تستطيع أن تكون جزءا من حكم العالم، كشريك لأمريكا وليس تابع، بعد أن سيطرنا على منابع النفط وطرق النقل.