القدس- معا- دخل حصار المسجد الأقصى المبارك، شهره الثالث والذي بدأ منذ الساعات الأولى لعملية "طوفان الأقصى".
الأقصى يخلو من الفلسطينيين، ساحات ومصليات وأروقة فارغة، انتشار شرطي على كافة أبوابه وفي الطرقات المؤدية اليه، سواتر حديدية على الأبواب، تدقيق وتفتيش وشبح على الجدران وفحص الهويات ومكان السكن، منع الدخول اليه باستثناء موظفي الأوقاف الإسلامية وكبار السن من "سكان البلدة القديمة"، هذا الحال اليومي للأقصى منذ 61 يوماً.
ومع مواصلة منع الدخول الى الأقصى، تتواصل اقتحامات المستوطنين اليه خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، ضمن برنامج" الاقتحامات اليومية" التي تتم عبر باب المغاربة والذي تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس.
ونفذ الآلاف من المستوطنين اقتحاماتهم للأقصى خلال أيام الحرب "خلال فترة الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر"، ووصل عددهم في الأيام السابقة ما يزيد عن 4900 مستوطنا، في وقت يمنع الفلسطينيين من الوصول الى الأقصى.
الحاج اسحق 77 عاماً، قال:" الحصار يشتد يوما بعد الآخر على الأقصى، أنا اسكن في وادي الجوز" الحي الأقرب الى الأقصى خارج أسوار البلدة القديمة"، أيام كثيرة امنع من الدخول وأجبر على العودة الى المنزل، لا يراعون كبار السن ولا النسوة ولا الأطفال، القبضة تشتد."
وأَضاف:" الاحتلال يستفرد بالأقصى هذه الأيام، لا يريد أي مسلم الوصول اليه، عند صلاة الفجر يتعمد الاحتلال التنكيل بالمصلين ومعظمهم من كبار السن، يمنع العديد منهم الدخول اليه، بحجة أن عنوان السكن "خارج البلدة القديمة".
فيما قال الحاج محمود 80 عاماً:" عند باب الاسباط – أحد أبواب السور- يفحص الشرطي بطاقة هويتي أحيانا يسمح لي بالدخول باتجاه الأقصى وأحيانا يطالبني بالعودة الى منزلي، موجها الصراخ في حال حاولت نقاشه، اترك الباب وأحاول من باب آخر للوصول الى البلدة القديمة ومنها الى الأقصى، لا يهمنا المسافات ولا يهمنا المضايقات، يهمنا أن نعمر الأقصى وأن لا نتركه."
مسيرة للمستوطنين
وأمام حصار الأقصى، أصدرت شرطة الاحتلال قرارها بالسماح لمسيرة للمستوطنين في القدس القديمة، "مسيرة المكابيين"، عشية عيد الأنوار، حيث تدخل المسيرة من باب العامود باتجاه شارع الواد وصولا الى ساحة حائط البراق لإضاءة الشمعة الأولى من " عيد الانوار/ الحانوكاة".
حظر "لجنة الزكاة"
ويوم أمس، حظرت سلطات الاحتلال، "لجنة الزكاة المركزية" في مدينة القدس، بحجة "دعم الإرهاب"، حيث وافقت المحكمة المركزية، على طلب "سجل الجمعيات من خلال وحدة التنفيذ والرقابة بهيئة الشركات بوزارة القضاء الإسرائيلية"، لحل وحظر لجنة الزكاة، قدم شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
اعتقالات ومداهمات
ومع دخول الحرب الشهر الثالث، تتواصل عمليات الاقتحامات والمداهمات في مدينة القدس، وتتواصل الاعتقالات في المدينة "والتي تصاعدت بشكل ملحوظ"، وتصاعدت كذلك عمليات الهدم والتشريد للسكان بذريعة البناء دون ترخيص.
وحول ذلك، أوضح مركز معلومات وادي حلوة – القدس أن 766 حالة اعتقال سجلت منذ السابع من شهر تشرين أول، حتى نهاية تشرين الثاني، تضم "كبار سن، نسوة، شابات، فتية وأطفال"، لافتا أن العشرات من المعتقلين قدمت لهم لوائح اتهام أبرزها "التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال النشر أو مشاركة مقاطع لفيديو أو صور"، إضافة الى تحويل العديد من الشبان للاعتقال الإداري.
وحول عمليات الهدم، أوضح المركز أن أكثر من 40 عملية هدم جرت منذ السابع من تشرين الأول، ومن بينها "تفجير لمنزلين/ منزل لأسير وآخر لشهيد".
كما تواصل سلطات الاحتلال حصارها على البلدة القديمة، بالانتشار على أبواب البلدة كافة، منع الجلوس في ساحات باب العامود، تسير فرق راجلة في طرقات البلدة، توقيف الشبان وشبح على الجدران واجراء تحقيقات ميدانية وتنفيذ اعتقالات متفرقة.
وبسبب القيود على الدخول الى البلدة القديمة، أسواقها شبه خالية من المستوقين، وحالة شلل تجاري تصيب المدينة.