غزة- معا- حذّرت سلطة المياه في بيان لها صدر اليوم من المخاطر التي قد تترتب على اقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته باستخدام مضخات كبيرة لضخ مياه البحر ، مبررا الاحتلال ذلك بتحقيق أهدافه بإغراق الأنفاق في غزة، فيما أكدت سلطة المياه أن تنفيذ هذا التهديد سيتسبب بحدوث كارثة مائية وبيئية ومخاطر جسيمة وخصوصاً على المياه الجوفية قد يصعب تداركها مستقبلاً.
وذكر البيان أن هذا التهديد جاء من خلال ما نشرته وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس، والتي ذكرت أنّ الاحتلال سيقوم باستخدام ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد كيلومتر تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، بهدف إغراق الأنفاق في غضون أسابيع.
وأشارت سلطة المياه في بيانها الى أن تنفيذ هذا التهديدبضخ مياه البحر في الأنفاق بغض النظر عن الكميات آليات التنفيذ، سيكون له آثار مدمرة على الخزان الجوفي الساحلي في قطاع غزة من حيث ارتفاع معدلات ملوحة المياه الجوفية بشكل غير مسبوق، بسبب ملوحة مياه البحر و التي تقدر بحوالي 30 الف ملغم/ لتر، مما سيؤدي إلىتدمير الخزان الجوفي، وبالتالي القضاء على أي أمل مستقبلا في اعادة تأهيله، ويأتي ذلك لينسف الجهود الكبيرة و المضنية التي بُذلت خلال السنوات السابقة لمعالجة وضع الحزان الجوفي وتجاوز الكارثة البيئية التي كانت محدقة بالقطاع في العام 2020و تهدد باستحالة استمرار الحياة فيه.
وذكر البيان أن ضخ مياه البحر اسفل القطاع في طبقات رملية سيؤدي الى خلخلة وتمييع التربة الرملية وبالتالي حدوث هبوط في سطح الارض في العديد من مناطق القطاع، وهو ما ينذر بانهيار ما تبقى من منازل ومباني وبنية تحتية، عدا عن انعكاس ذلك على زيادة نسبة الملوحة في التربة، مما سيجعلها غير قابلة للزراعة.
وأكدت سلطة المياه في بيانها أن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة تعتبر خرقاً غير مسبوقاً لجميع القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية، من خلال الاستهداف المباشر للمواطنيين الابرياء والتدمير الممنهج لجميع مقومات الحياة في ظل صمت دولي مطبق، وغياب تام للشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني. وحذرت سلطة المياه في بيانها من غياب تدخل المجتمع الدولي وعدم تحمله لمسؤولياته في حماية أبناء شعبنا في القطاع، مؤكدة على أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته كافة بما يضمن أيضا كبح جماح الاحتلال الاسرائيلي بوقف عملية تدمير الخزان الجوفي الساحلي من خلال ضخ مياه البحر للخزان.
ومن الجدير بالذكر أن الخزان الجوفي الساحلي يُعتبرالمصدر المائي الرئيسي في قطاع غزة والذي يعتمد عليه المواطنيين لتلبية احتياجاتهم المائية لمختلف الاستخدامات. حيث يمتد الخزان الساحلي على كامل مساحة قطاع غزة، وتصل سمك طبقاته الحاملة للمياه إلى حوالي 150 متر. هذا وتتكون الطبقات الحاملة للمياه في هذا الخزان أساسا من ترسيبات رملية وحصى وحجر رملي. اما الجزء غير المشبع بالمياه والذي يعلو الطبقات المائية المنتجة فتتكون أيضا من رمل وحصى وطين وحجر رملي وتصل سماكتها إلى حوالي 80 متراً. وهو ما يقود امكانية الاستمرار في معالجة وضع الخزان الجوفي في حال قام الاحتلال بضخ مياه البحر أسفل قطاع غزة.