الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة تاب الهولندية تسعى لخلق فرص عمل لشباب الفلسطيني والاردني

نشر بتاريخ: 17/12/2023 ( آخر تحديث: 17/12/2023 الساعة: 18:44 )
مؤسسة تاب الهولندية تسعى لخلق فرص عمل لشباب الفلسطيني والاردني

تشكل البطالة تهديداً كبيراً للشباب اجتماعيا واقتصاديا حيث أنّ فلسطين تحمل أحد أعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم. ولهذا السبب، كرّست مؤسسة تاب (TAP) جهودها لتمكين المواهب الفلسطينية الشابة عن طريق طرح برامج لتحسين المهارات، وقد نجحت منصة تاب في توظيف 80% من طلابها بعد التخرج.

وفي خضم الأزمة التي تمر بها غزة، صار الطريق لخلق مستقبل مزدهر أكثر صعوبة؛ وبرزت أهمية ما تقوم به المؤسسة تاب أكثر من أي وقت مضى. وحيث أنّ فريق تاب يتطلع قدماً وإلى الأمام بمرونته وروح المثابرة لديه؛ تُضاعف منصة تاب جهودها في فلسطين وتتوسع إلى الأردن بدءًا فبراير من عام 2024.

عن برامج تطوير المهارات التي تحتاجها الوظائف

منصة تاب (TAP) هي مؤسسة هولندية فلسطينية تعمل على تحسين المهارات المهملة في فلسطين ومواءمتها مع الشركات المبتكرة في جميع أنحاء العالم، والذي بدوره يساهم في سد فجوة الاختلافات وتحقيق تعاون مثمر يُمكّن الجميع من لعب دور فعّال في الاقتصاد العالمي.

تُقدّم منصة تاب، بدعم من وزارة الخارجية الهولندية، ومجلس التنمية السويسري، والبنك الدولي، والعديد من الجهات الأخرى، برامج عدة مدتها أربعة أشهر، وذلك في تطوير البرمجيات، وتطوير الأعمال والمبيعات، والتسويق الرقمي. وتتضمن البرامج تدريباً تقنياً لا مثيل له، إلى جانب منهج متكامل لتطوير المهارات الشخصية، وجلسات توجيه فردية، وتدريب إرشادي مهني، وتدريب عن بعد لتجربة العالم الحقيقي.

عبد الحليم الديراوي هو أحد خريجي المجموعة الأولى من برنامج تطوير الأعمال في مؤسسة تاب حيث قامت شركة وينجترا (Wingtra) السويسرية بتوظيفه عقب تخرجه من برنامج تاب. قال عبد الحليم "منذ بداية برنامج تاب، كنت أتطلع إليه كل يوم، جئت باحثاً عن حياة جديدة لنفسي، وقد خرجت بمهنة جديدة، ولكنني أيضاً، حظيت بمجموعة من الأصدقاء الجدد، بل يمكنني القول، بعائلة جديدة. لقد كان برنامج تاب أكثر بكثير من مجرد برنامج أتعلم من خلاله كيف أصبح مندوباً للمبيعات، وهذا شيء أعتز به ". كان إجراء مقابلة وظيفية واحدة مع عبد الحليم كافياً لتقتنع شركة وينجترا بمهاراته وإمكانياته، وقامت بتوظيفه مباشرة.

الشركة نفسها وظفت خرجية اخرى وهي بتول عبد الله وتعليقا على ذلك قال ميراخمد علي أكبروف عن بتول، وهو مدير القنوات وتطوير الأعمال في شركة وينجترا: "لقد أصبحنا الآن قادرين على الوصول إلى أشخاص في الشرق الأوسط لم نتمكن من الوصول إليهم من قبل، وقمنا بإجراء محادثات أكثر فائدة. إنّ وجود بتول في الفريق يُعدّ ميزة كبيرة بالنسبة لنا." تستحق قصص خريجي تاب المليئة بالمثابرة والنجاح في ظل المحن والشدائد أن تُسمع ويُحتفى بها. وبما أنّ خريجي تاب لا توقفهم الشدائد، فسوف نكون نحن كذلك أيضاً.

نظرة للأوضاع في فلسطين والمستقبل

ويشير جعفر شنار، وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في مؤسسة تاب أنّ الوضع الحالي في فلسطين صعب للغاية، وقد تركنا في حالة من الألم. "هناك ثلاثة من أعضاء الفريق وأكثر من خمسين متدرباً لدى تاب في غزة، وإننا هنا نبحث كافة السبل لضمان سلامتهم."

يضيف الشنار: "وفي الوقت نفسه، نرى أن الناس يتمسكون ببرامجنا كوسيلة للأمل، ويطلبون منا الاستمرار، ويتابعون المحاضرات، ويتحدثون مع المرشدين. نحن نرى مدى أهمية عملنا، ونرى أنّ أفضل طريقة للمساهمة في تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً هي مواصلة هذا العمل المؤثر، بل والاجتهاد أكثر وأكثر. ونحن في منصة تاب، سنعمل بجهد أكبر لخلق المزيد من فرص العمل للمهارات المهملة في فلسطين.

وقد أكدّ الشنار أيضاً ضمان مقاعد في الأفواج المستقبلية لطلاب تاب في غزة، وبيّن أنّ طلاب تاب في الضفة الغربية اختاروا الاستمرار في جلسات التعلم والتوجيه، ماضين قُدماٌ في العمل على مستقبلهم.

منصة تاب تفتح أبوابها للمواهب في الأردن

لقد كانت برامج تاب متاحة حصرياً للمواهب في فلسطين حتى الآن. ومع روح النمو والمثابرة، فإنّ منصة تاب تُضاعف جهودها في فلسطين وتتوسع إلى الأردن في فبراير من عام 2024، وبالتالي هي توفّر أيضاً مجموعة أوسع من المواهب للشركات الناشئة التي تتطلع إلى التوظيف.

ويضيف الشنار: "ندرك في منصة تاب الإمكانيات الهائلة للشباب الأردني، حيث يواجه الشباب الأردني تحديات مماثلة للشباب الفلسطيني، ونحن نستعد لإدراجهم في برامجنا للمضي قدماً. يستحق الشباب مستقبلاً عادلاً ومزدهراً، يسمح لهم بالنمو والنجاح، وحيث أنّ منصة تاب أثبتت نجاحها في توظيف خريجي برامجها من الفلسطينيين، فإننا نريد أن نتوسع في تقديم أعمالنا في المنطقة، بدءًا من الأردن."