واشنطن- معا- قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن إسرائيل شنت واحدة من أكثر الحروب تدميرا في هذا القرن على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة، إن الهجمات الإسرائيلية الأكثر ضراوة، أدت إلى تسوية مبان بأكملها بالأرض وتدمير البنية الأساسية، ولفتت إلى استشهاد أكثر من 20 ألفا وإصابة أكثر من 53 ألفا، وتشريد الغالبية العظمى من سكان القطاع.
وقامت الصحيفة بتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الغارات الجوية وتقييمات الأمم المتحدة للأضرار، وأجرت مقابلات مع أكثر من 20 من عمال الإغاثة ومقدمي الرعاية الصحية وخبراء في الذخائر والحرب الجوية.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الأدلة تظهر أن إسرائيل نفذت حربها على قطاع غزة بوتيرة ومستوى من الدمار من المرجح أن يتجاوز أي صراع حديث، حيث دمرت المزيد من المباني، في وقت أقل بكثير، مما تم تدميره خلال الحرب السورية في حلب من عام 2013 إلى عام 2016، أو الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في الموصل بالعراق والرقة بسوريا في عام 2017.
ووجدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية متكررة وواسعة النطاق بالقرب من المستشفيات، التي من المفترض أن تتلقى حماية خاصة بموجب قوانين الحرب.
وكشفت صور الأقمار الصناعية التي استعرضها مراسلو صحيفة «واشنطن بوست» عن عشرات الحفر الواضحة بالقرب من 17 مستشفى -من أصل 28- في شمال غزة، حيث كان القصف والقتال على أشده خلال الشهرين الأولين من الحرب، بما في ذلك 10 حفر تشير إلى استخدام قنابل تزن 2000 رطل.
ولتقييم آثار الدمار في غزة، استخدمت الصحيفة بيانات من مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، يونوسات (UNOSAT) الذي يحلل صور الأقمار الصناعية من مناطق النزاع لتحديد عدد المباني، ومعظمها من المباني، التي تضررت ودُمرت.
وللمقارنة مع غزة، فحصت الصحيفة بيانات الأضرار التي لحقت ببرنامج يونوسات من حملة الحكومة الروسية والسورية حول المعارك في مدينة حلب من عام 2013 إلى عام 2016، ومن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، الذي قصف بشدة مدن الموصل في العراق. والرقة في سوريا في عام 2017.
وأظهر تحليل الصور تدمير 10049 مبنى بالكامل في القطاع، وكانت حملة القصف والقتال البري خلال هذه الفترة هي الأسوأ في شمال غزة، حيث تم تدمير 8561 مبنى بالكامل.
وكانت هذه المباني المدمرة من بين 29732 مبنى تضررت في شمال غزة وحده.