الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اقتصاد منهك وحكومة مديونة.. الحصار يعمق معاناة الضفة الغربية

نشر بتاريخ: 27/12/2023 ( آخر تحديث: 27/12/2023 الساعة: 22:42 )
اقتصاد منهك وحكومة مديونة.. الحصار يعمق معاناة الضفة الغربية

بيت لحم-تقرير معا- تواصل قوات الاحتلال فرض حصار خانق على الضفة الغربية، منذ اكثر من شهرين. تغلق مداخل المدن والقرى بالبوابات الحديدية والسواتر الترابية. اليوم هناك مدخل وحيد لكل قرية ومدينة، تلك المداخل والمخارج يتحكم فيها الجنود ايضا.

التنقل من مدينة الى مدينة يحتاج ساعات طويلة حتى يسمح لك الجنود بعبور تلك الحواجز. على سبيل المثال، ينصب الجيش الاسرائيلي حاجزا على مدخل بيت لحم الوحيد، يسمح لك بدخول المدينة، لكن تمكث ساعات طويلة تصل في بعض الاحيان من ساعتين الى 3 ساعات عندما تريد المغادرة بسبب الازمة الخانقة بفعل الحاجز.

رفضت الحكومة الاسرائيلية، كل المطالبات الامريكية والاوروبية بوقف استهداف الضفة الغربية وفك الحصار، لكن الجيش الإسرائيلي يواصل على نطاق واسع تنفيذ عمليات قتل واعتقالات في شمال الضفة بدواع امنية.

ما يجري في الضفة الغربية، بداية مجاعة حقيقية، لا سيما في صفوف شريحة العمال الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في اسرائيل. لم تهتم الحكومة الفلسطينية لامرهم، نقابات عمال لم تقم بدورها وتبحث عن حلول طارئة لتفادي انفجار أزمة متوقعة تهدد السلم الأهلي .

ما زاد الطين بله ان اكثر من 180 الف عامل فلسطيني داخل إسرائيل جلسوا في بيوتهم منذ إعلان إسرائيل حالة الطوارئ في ظل الحرب على غزة دون دخل او مصدر رزق. هؤلاء العمال يدرون شهريا في السوق المحلي الفلسطيني حوالي مليار و500 مليون شيكل.

الموظفون الحكوميون، منذ عام ونصف وهم يتقاضون 80% من رواتبهم، وخلال الحرب تقاضوا سلفة مالية لمرة واحدة من البنوك بمعدل نصف راتب . في المقابل اقتصاد فلسطيني متواضع ومرتبط بشكل تام مع الاحتلال واي قرار إسرائيلي عقابي يتركه يتارجح بين الحياة والموت.

اما البطالة فقط بلغت ارقاما غير مسبوقة، حسب الاحصائيات ارتفع معدل البطالة في الضفة من 13% قبل الحرب ، إلى 35% نتيجة فقدان أكثر من 200 ألف عامل في الضفة الغربية مصدر رزقهم، منهم من كان يعمل في داخل الخط الأخضر، ومنهم من فقد مصدر رزقه داخل القطاع الخاص الفلسطيني.

عدد شهداء الضفة خلال حرب غزة يتجاوز شهداء عام 2002

واستشهد 311 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال في الضفة الغربية منذ بداية الحرب على غزة في 7 اوكتوبر الماضي، ووصفت وزارة الصحة العام 2023 الاكثر دموية منذ 2005.

وذكر جيش الاحتلال اليوم، انه نفذ ما يقرب من 35 عملية لتفكيك ما وصفها "البنية التحتية للإرهاب"في الضفة الغربية، واعتقل أكثر من 2500 "مطلوب" منذ بداية الحرب، بما في ذلك حوالي 1300 من نشطاء حماس.

ووفقا لبيانات الجيش الإسرائيلي، تم تنفيذ أكثر من 25 غارة جوية اخرها كان فجر اليوم في مخيم نور شمس بطولكرم اوقع 6 شهداء. وذكرت القيادة المركزية العسكرية حسب صحيفة يديعوت احرنوت "بأن عدد الذين قتلهم الجيش في الضفة الغربية، منذ بداية الحرب تجاوز عدد الذين قتلهم في عملية اجتياح الضفة "السور الواقي" عام 2002".