الكاتب: زاهر عريضي
إلى غزة تذهب الروح، تبحث عن ماهيتها، تغرف معنى التضحية، تسأل الشهادة وتتعلم حياكة العزة من امهات ونسوة. هناك تعود الروح الى فطرتها لتنبثق مع شمس الحرية، وتنسكب في شرايين المقاومة.
إلى هناك تذهب بعيداً تناجي الفتها، تتماهى مع الزند والزناد،
تخرج من صرخة أم، من أعماق الجرح، تمضي في عتمة الشوارع، في تآلف الحارات، في هال القهوة، تتعمق في تاريخ الصبر، تسكن الأجساد، تسكن الأسماء، تسكن الشهداء، تتوضأ بالدموع، وتتطهر بالدماء... تمضي الى أبعد وتتعمق في أنفاق الضوء، في شرايين الأرض، تتراقص في فضاء الأفق، تتحرر من أغلالها... هناك الروح تدفن هزائمها مع أحذية أطفالها، وتركض خلف الحلم، تمتشق بندقية مقاوم، هناك تنزف الروح خجلها لتمحي عار يلّف المعمورة، تقف أمام بحر غزة،،، لترمي أكذوبة الانسانية، هل يكفي هذا البحر .. خساسة العالم المتحضر.. فالأرض ما عادت تتسع لقرابين الطفولة.. تقف الروح أمام الركام.. وتلملم هشاشتها، وتصفع وجه البشرية علّه يصحو من وحشيته