رام الله- معا- نشر المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية "تحقق" تقريره السنوي حول واقع المعلومات المضللة والخاطئة التي تمكن فريقه من التعامل معها ورصدها خلال العام 2023، إذ يوضح التقرير واقع انتشار هذه المعلومات عبر الفضاء الرقمي في نطاق الموضوعات والقضايا الفلسطينية على وجه الخصوص.
وتمكن فريق المرصد وبجهود تطوعية من إنجاز 354 تحققاً مختلفاً ومتنوعاً من تصنيفات المعلومات المضللة والخاطئة.
وكشف التقرير عن تعامل المرصد مع كم كبير من المواد والمحتوى المنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، التي خضعت جميعها لآلية التدقيق المعمول بها في المرصد، فيما تمكن من نشر العدد الموضح من التحققات، نظراً للمنهجية المتبعة وتعذر الوصول لبعض المصادر في حين، وحفاظاً على سلامة المصدر والفريق في حين آخر، وفق ما أوضحه مدير "تحقق" الإعلامي بكر عبد الحق.
وبيّن عبد الحق: "واجهنا تحديات جديدة لم نشهدها سابقاً في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ كانت هناك صعوبة بالغة في الوصول والتواصل مع المصادر في قطاع غزة بفعل انقطاع الكهرباء وشبكات الاتصال، واستشهاد عدد من الزملاء الصحفيين الذين كنا على تواصل معهم للحصول على المعلومات".
الجانب الآخر من التحدي تمثل بتضييق الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين في الضفة، والذي شكل عاملاً ضاغطاً على فريق المرصد تجاه التحقق من معلومات ارتبطت بحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، والتردد في التواصل مع مصادر مرتبطة بها، خشية الاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال.
وتبعاً لمنهجية المرصد في تصنيف المحتوى المضلل على منصات ووسائل الإعلام المختلفة، فإن المواد المنجزة المصنفة كمعلومات خاطئة بلغت نسبتها 49% من مجموع المواد التي جرى رصدها والتعامل معها، أما الادعاءات المضللة فشكلت 48% منها، وفيما يتعلق بالقضايا والموضوعات التي جرى التعامل معها فقد احتلت المعلومات التي ارتبطت بالحرب الإسرائيلية على غزة ما نسبته 43%، منها 18% ادعاءات مصدرها المنصات الأجنبية والإسرائيلية، فيما كانت نسبة المعلومات التي صححت للجمهور الأقل وروداً حيث بلغت 3%.
كما اتجه المرصد بمبادرة هي الأولى في مراصد التحقق الفلسطينية، وهي إعداد ونشر التحققات باللغة الإنجليزية واستحداثها في موقع "تحقق" الرسمي، حيث أنجز عددًا من التحققات والتقارير حول الأوضاع في غزة باللغة الإنجليزية للمواد المضللة التي جرى رصدها باللغات الأجنبية المختلفة، وقد لاقى النشر بالإنجليزية اهتماماً واسعاً من جمهور الحقيقة رغم التحديات الرقمية التي شهدها المحتوى الفلسطيني.
وقال عبد الحق: "في ظل المشاهد اليومية القاسية التي يشهدها الفلسطيني والحالة الصعبة المعاشة ومع تحديات صحافة المواطن، يستمر (تحقق) بنشر تنويهات بالممارسات الفضلى حول منشورات خالفت مبادئ التربية الإعلامية، لتأتي هذه التنويهات ضمن جهود المرصد لتعزيز التوعية حول الاستخدام السليم لوسائل التواصل الاجتماعي، ولتشجيع الجمهور على الممارسات الإعلامية الواعية التي تحفظ الصحة النفسية لدى المجتمع وسط تكرر هذه المشاهد".
وشهد "تحقق" خلال العام المنصرم مشاركات وأنشطة متنوعة تركزت على تعزيز ثقافة التعامل مع المعلومات المضللة وأخلاقيات النشر عبر المنصات الإلكترونية، إذ تضمنت ورش تدريبية في مختلف الفعاليات والمؤتمرات الدولية والمحلية وبالتعاون مع المنظمات المؤسسات العالمية ذات العلاقة؛ ليمثل المرصد واقع تدقيق المعلومات في فلسطين.
هذا واستطاع المرصد الفلسطيني “تحقق” الحصول على التراخيص الرسمية اللازمة من قبل وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بالاستناد لقانون الشركات رقم (42) لسنة 2021 وتعديلاته، وتسجيله كشركة مساهمة خصوصية – غير ربحية تحت مسمى “شركة دراية للتربية الإعلامية والرقمية”، وذلك ضمن مساعيه نحو المأسسة، وتوسيع نطاقات عمله.