غزة- معا- حذرت مؤسسات حقوقية من التداعيات الكارثية للأوبئة والأمراض التي تجتاح مراكز الإيواء في القطاع.
وعبرت المؤسسات الحقوقية "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق" عن قلقها البالغ لتفشي العديد من الأمراض الوبائية، بين مئات الالاف من النازحين/ات الفلسطينيين/ات في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين/ات في العراء بالأماكن العامة في قطاع غزة؛ بسبب الازدحام الشديد وطول مدة النزوح، والافتقار لمستلزمات النظافة والصحة، كنتيجة لسياسة التهجير والهجوم العسكري الإسرائيلي الذي دخل شهره الرابع.
واعتبرت مراكز الإيواء والتجمعات المكتظة بمئات آلاف النازحين/ات معظمهم من الأطفال والنساء بيئة خصبة لانتشار هذه الأمراض بسبب الافتقار لأدنى معايير ومقومات النظافة والرعاية فيها كالمياه النظيفة الآمنة والغذاء الكافي، والمراحيض الصحية، فضلاً عن تراكم النفايات وتجمع مياه الصرف الصحي العادمة داخلها.
وأضافت "فاقمت الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي، واختلاط المياه العادمة بمياه الشرب، وتناقص مستلزمات النظافة من انتشار العدوى البكتيرية، في ظل عدم القدرة على الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها في قطاع غزة."
ورأت المؤسسات أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من استهداف ممنهج للمدنيين والمدنيات وللبنى التحتية الأساسية، ودفع المنظومة الصحية للانهيار التام، وخلق بيئة قسرية عمقت من الكوارث الإنسانية، وتسببت في انتشار الأمراض الوبائية بين مئات آلاف النازحين/ات، يندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية، ويشكل انتهاكا صارخا وخرقا جسيما للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وحذرت من الأوضاع الكارثية الحالية وتدهور الخدمات والمنظومة الصحية تزامناً مع انتشار الأمراض الوبائية في مراكز النزوح، وهو ما قد يؤدي إلى الالاف من حالات الوفاة.
وطالبت المؤسسات المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف فوري لجريمة الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة المدنيين/ات، والسماح بإدخال المواد الأساسية إلى قطاع غزة. وتدعو المجتمع الدولي على الضغط إسرائيل من أجل السماح بعودة السكان إلى أماكن سكناهم في شمال وادي غزة، لإنهاء معاناتهم في مراكز الإيواء.
وحثت المؤسسات المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمة الصحة العالمية على التدخل الفوري وتسليط الضوء على الأوضاع الكارثية للحد من المخاطر التي بدأت تتكشف وذلك لإنقاذ حياة الأطفال والمرضى وكبار السن التي باتت مهددة بشكل كبير وتقديم المساعدات الضرورية والاحتياجات الأساسية إلى مراكز الإيواء للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية الحالية.