اوساط دبلوماسية غربية تشن هجوما على السلطة وتتهمها بعدم الالتزام باتفاق رام الله
نشر بتاريخ: 15/03/2006 ( آخر تحديث: 15/03/2006 الساعة: 12:55 )
القدس- معا- حملت اوساط دبلوماسية غربية في القدس المحتلة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ابو مازن المسؤولية المباشرة عما حدث بالامس في اريحا, حيث اعتقل احمد سعدات امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه الآخرون.
وكشفت هذه الاوساط لمراسلنا في القدس النقاب عن ثلاث رسائل وليست رسالة واحدة موجهة الى السلطة الفلسطينية, يرد فيها بالنص: السلطة الفلسطينية لم تتقيد بالاحكام الرئيسية للاتفاقية التي جلبت بعثة المراقبة الامريكية البريطانية الى سجن اريحا في حين هناك اعتقال مستمر, السلطة الفلسطينية فشلت بشكل متواصل بالتقيد بالاحكام الاساسية لترتيبات المراقبة في سجن اريحا فيما يتعلق بالزوار, تفتيش غرف السجن, وتزويدهم بأجهزة الاتصال والمراسلات, واذا ما ارادت السلطة استمرار الولايات المتحدة وبريطانيا يجب التقيد الكامل بالشروط في سجن اريحا, واذا لم يحصل ذلك سننهي مشاركتنا وسنسحب مراقبينا.
وتحمل الرسالة الاولى تاريخ الخامس عشر من شهر كانون اول الماضي, فيما الثانية مؤرخة في يوم 31 كانون ثاني, اضافة الى الرسالة الثالثة المؤرخة يوم 8 آذار من الشهر الجاري.
واكدت هذه الاوساط ان الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت تصريحات الرئيس ابو مازن يوم الثامن من آذار امام حشد من النساء الفلسطينيات بمناسبة يوم المرأة والتي اعلن خلالها استعداده الصريح لاطلاق سراح سعدات ورفاقه, شريطة حصوله على ضمانات من المكتب السياسي للجبهة الشعبية بحماية امينه العام.
وقالت هذه الاوساط:" بدا واضحاً لنا ان تصريحات ابو مازن هي الرد الذي لم نكن نتوقعه على رسائلنا الثلاث, والتي تضمنت ايضا اشارة الى الاخطار التي تهدد حياة المراقبين الاميركيين والبريطانيين وعدم اتخاذ السلطة اية اجراءات عملية لتنفيذ مقترحاتنا بشأن الالتزام ببنود اتفاقية رام الله او التوصل مع الاسرائيليين الى تفاهمات جديدة حول ظروف وشروط اعتقال سعدات ورفاقه, لكن شيئا من هذه لم يحدث".
واشارت هذه الاوساط الى ان الاسرائيليين من جانبهم استوعبوا تصريحات ابو مازن حول اطلاق سراح سعدات وبالتالي اتخذوا اجراءاتهم الخاصة والتي توجت باجتياح سجن اريحا امس بعد انسحاب المراقبين الذين تأكد لهم ان السلطة لن تقوم بما عليها من واجبات تجاه تأمين حياتهم, وتجاه ضمان الالتزام بشروط اتفاق رام الله.
وتصف هذه الاوساط تجاهل السلطة ورئيسها ابو مازن تحديداً لمطالبات المراقبين بأنه تقصير الى ابعد الحدود, يصل الى حد الفضيحة.
واضافت" عانى المراقبون الاميركيون والبريطانيون كثيرا خلال ادائهم مهامهم في السجن, وعبروا عن استياء شديد ازاء التعامل غير المهني معهم, وكانوا منزعجين جداً, وشعروا بالامتهان من سوء التصرف من قبل السلطة في السجن, وتخبط مستوياتها السياسية".
وختمت هذه الاوساط حديثها بالقول: لو تحلى مسؤولو السلطة الفلسطينية بالحد الادنى من المسؤولية لما حدث ما حدث بالامس في اريحا.
بيد ان اوساطاً اخرى كشفت عن وجه آخر لحقيقة ما جرى امس في اريحا, وهو يتعلق هذه المرة بالامريكيين والبريطانيين الذين لم يخفوا حيرتهم وتخبطهم من فوز حماس وتسلمها حقيبة وزارة الداخلية الفلسطينية ما كان يعني عجزهم عن خطوة قد تقوم بها حماس باطلاق سراح سعدات ورفاقه, وهو ما اكدته تصريحات اكثر من مسؤول في الحركة بهذا الخصوص واضافت هذه الاوساط" من المؤكد ان الاميركيين والبريطانيين كانوا سيشعرون بالحرج الشديد بحكم المسؤوليات والمهام التي اسندت لمراقبيهم, ورفض حكومتيهما التعامل مع حكومة حماس".