رام الله- معا- حذر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، من عمليات قتل قادمة بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، وبخاصة أن إسرائيل قررت تمديد إعلان حالة الطوارئ في منشآت مصلحة السجون، مما يعني مزيداً من الإجراءات والممارسات اللإنسانية المخالفة لأحكام القانون الدولي الإنساني.
جاء ذلك على خلفية استشهاد الأسير عبد الرحمن مرعي في سجن مجدو بتاريخ 13/تشرين الثاني 2023، إثر تعرضه للضرب المبرح من قِبل مجموعة كبيرة من السجانين عقب مشاجرته مع أحدهم قبل سبعة أيام من استشهاده ، مما تسبب له بإصابات بليغة في القسم العلوي من جسده، وإحداث خلل في عمل الرئتين له، ولم تقم إدارة المعتقل بنقله للمستشفى وتقديم العلاج اللازم له، بل عزلته في زنزانة انفرادية حتى استشهاده.
هذه الوقائع، التي أوردتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حول كيفية استشهاد الأسير مرعي، والتي جاءت على لسان المندوبة لدى نيابة سلطات الاحتلال، خلال الجلسة الاولى التي عقدت في محكمة الخضيرة حول ظروف استشهاد الأسرى الثلاثة في سجن مجدو وهم عبد الرحمن مرعي، وعمر دراغمة، وعبد الرحمن البحش، تؤكد على النية المبيتة لدى إدارات السجون بارتكاب أفعال فيها إهمال مقصود يقود إلى قتل الأسرى مادياً ومعنوياً، من خلال وإخضاعهم لظروف لا تصلح للحياة.
إن "حريات"، إذ ينظر بقلق شديد لأوضاع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، ويدين بشدة سياسة القتل المادي والمعنوي التي تتبعها إدارات سجون الاحتلال بحقهم، فإنه يطالب الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف بالقيام بدورهم القانوني والأخلاقي باتخاذ إجراءات عملية عاجلة لحمايتهم، واجبار "إسرائيل" على وقف الانتهاكات الجسيمة بحقهم.
وعلى ضوء المعلومات المؤكدة التي تفيد بأن الأسرى والأسيرات في كافة السجون يعانون من ظروف اعتقال قاسية جدا ولاإنسانية، وعمليات انتقام ممنهجة من قبل إدارات السجون، فإن "حريات" طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بواجبها، والمباشرة فوراً بزيارة السجون للاطلاع على أوضاع الأسرى الفلسطينيين والعرب.
كما دعا "حريات" إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في ظروف احتجاز الأسرى في سجون الاحتلال، وبخاصة أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها مصلحة السجون منذ السابع من تشرين الأول 2023، قد أدت لغاية الآن إلى استشهاد سبعة أسرى، مما يؤشر على خطر كبير يتهدد حياة الأسرى والأسيرات.