تل أبيب- معا- أكدت ضابطة في الجيش الإسرائيلي، استمرار القتال في قطاع غزة خلال العام الجاري، قائلة "هدفنا السماح بالقتال الطويل والمكثف، انطلاقا من إدراكنا بأن عام 2024 سيكون عام قتال".
وأضافت الضابطة، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها في تصريحات صحفية لوسائل الاعلام "لا يمكن استيفاء هذا الهدف إلا من خلال الإدارة الذكية والصحيحة للقوات، مع مراعاة اعتبارات هامة مثل الاقتصاد ومدى انتعاش القوات".
وقالت "نجري تقييما للأوضاع باستمرار، وننظر إلى المهام المطروحة على جدول الأعمال، ونلائم انتشار القوات داخل القطاع".
وأضافت "نلائم كذلك حجم قوات الاحتياط مما سيخفف إلى حد ملموس من العبء الملقى على الاقتصاد وسيسمح لها بشحن الطاقات الضرورية للنشاطات التالية في العام المقبل"، مؤكدة "لا يعني ذلك تضاؤل كثافة القتال وإنما الظروف المصممة لضمان استمرار القتال".
وقالت إن "الخطة الحربية- المرحلة الحالية، سيستمر الجيش في المحاربة في قطاع غزة بكل قوة مع متابعة الخطط الحربية المعدة مسبقا"، مضيفة "نحن عازمون على مواصلة ترسيخ الإنجاز خلال الأشهر المقبلة؛ القوات تقوم حاليا بنشاطات بالغة الأهمية في مراكز الثقل لدى في جنوب القطاع ووسطه".
وأشارت الى انه تم "تحديد هدفين رئيسيين لهذه الحرب هما تفكيك حماس وخلق الظروف التي ستسمح بإعادة المخطوفين. وكذلك استعادة الأمان على كافة الحدود ومن وجهة نظري يُعتبر النجاح تحقيق هذين الهدفين فلهذا الغرض نحارب. ويتطلب ذلك وقتا طويلا."
قطاع غزة
وحول المعارك في قطاع غزة، قالت "نشغل حوالي ثلاثة ألوية في القتال الذي يدور في قطاع غزة، حيث يقاتل أحد الألوية في شمال القطاع ويقوم بعمليات مداهمة، في حين يمسك لواء آخر بالممر الذي يقطع شمال القطاع عن جنوبه ويخوض القتال في وسط القطاع ويقاتل لواء ثالث في خان يونس".
وتابعت "القتال مستمر، وفي الاسبوع الاخير قامت قوات احتياط تابعة للمظليين بعملية توغل في المنطقة التي أطلِقت منها القذائف الصاروخية باتجاه نيتيفوت، وعثرت على 30 فوهة منصات كانت محشوة بقذائف صاروخية جاهزة للإطلاق ودمرتها – نحن متواجدون في الميدان ومستمرون في التصرف بشكل متواصل".
وادعت "لقد استكملنا تدمير البنى التحتية لصناعة الوسائل القتالية التابعة للواء الوسطى في حركة حماس. حيث شملت البنى التحتية ورش عمل ومصانع فوق الأرض وتحتها والتي كانت تشكل جزءًا محوريًا من قدرة حماس على التعاظم، وقد تطلب تدمير البنية التحتية وقتًا طويلاً نظرًا لمسار تحت أرضي متشعب لم يتسنَ تدميره إلا من خلال عملية برية".
وقالت "لقد وسعنا رقعة الهجوم من شرق خان يونس نحو جنوبه. وخاض الجيش معارك شرسة في المنطقة. ونقوم بعملية تمشيط إضافية في خان يونس بحثًا عن موقع المتاهة التحت أرضية تحت الأرض ومن أجل تدميرها. إنها عملية تستغرق وقتًا طويلاً – بسبب الحرص على سلامة قواتنا وسلامة المخطوفين".
وتابعت: نستخدم القوات الهندسية فوق الأرض والوحدات الخاصة تحت الأرض خلال النشاط المليء بالتحديات داخل الأنفاق. والذي يدمج أساليب قتالية جديدة – نتعلم باستمرار، ونستخلص العبر، ونتحسن ونحرز التقدم في المهمة".
اما بالنسبة لسحب الوية من الجيش من القطاع قالت " هذا شأن عملياتي، يعود لأمان قواتنا الذي يستلزم الانتعاش، والتدريب واستخلاص العبر. لذا سحبنا في وقت سابق في الاسابيع الاخيرة أحد الألوية للانتعاش – ونقوم بملاءمة القوات حسب الوضع العملياتي في الميدان".
وقالت ان "مجهود إعادة المخطوفين يتصدر الأولويات. حيث نمارس كافة الجهود من أجل تشكيل صورة استخباراتية عن المخطوفين ونعدّل أسلوب القتال حسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة لدينا. ونبذل مجهودًا استخباراتيًا متواصلاً من أجل الحصول على الصورة الكاملة وهو ما يجد تعبيره من خلال النشاطات الاستخباراتية والعملياتية المركبة".
وقالت "سنستمر في بذل كافة الجهود من أجل خلق الظروف التي ستسمح بإعادة جميع المخطوفين فهذه مهمة وطنية وواجبنا الأخلاقي".
وحول الحدود الشمالية، قالت "رئيس الأركان قام في الاسبوع الماضي بزيارة تفقدية إلى هضبة الجولان واطلع على مدى جاهزية القوات – نحن عازمون ومنتشرون بشكل قوي على الحدود".
وقالت ان "الجيش يهاجم سلسلة أهداف تابعة لحزب الله ا على أرض لبنان. السياسة التي نتبعها واضحة ومفادها الرد بقوة على كل تهديد إرهابي موجه ضدنا."
وقالت "هدفنا في المنطقة الشمالية واضح ويتمثل في إحداث تغيير بحيث سيستطيع سكان المنطقة الشمالية العودة إلى ديارهم بأمان".
واشارت الى انه "منذ نشوب الحرب، حزب الله، بدعم وتوجيه إيراني، يسعى لإلهاء إسرائيل عن القتال في غزة. وبالتالي فإن حزب الله يشكل عمليًا "حامي حماس"، ويبذل جهودًا للحؤول دون تفكيك سلطتها في غزة حفاظًا على "محور المقاومة".
وقالت "الخط الذي نسترشد به يقضي بعدم العودة إلى الواقع الأمني الذي كان يسود قبل 7 أكتوبر. لدينا خطة عمل لتغيير الواقع الأمني على الحدود الشمالية بحيث سيستطيع السكان العودة إلى ديارهم والشعور بأمان".
وقالت "لقد شن الجيش سلسلة غارات واسعة النطاق ودقيقة على انتشار الحزب على خط التماس ومنظومة جمع المعلومات الاستخباراتية التي أنشأتها المنظمة بمحاذاة الحدود الشمالية والتي ألحقت أضرارًا فادحة للغاية بمنظومة جمع المعلومات الاستخباراتية التابعة للمنظمة . بالإضافة إلى ذلك، هاجمنا مجمعات عسكرية محورية في المنطقة الشمالية من جنوب لبنان".
وتابعت "يكمن وراء خطط الغارات على لبنان منطق عملياتي منظم كونها تحرم القدرات العسكرية التي كان يُفترض استخدامها من قبل حزب الله عند تحقق سيناريوهات قتال ضد إسرائيل بعد ورود الأمر بخوضه”.
وقالت :كافة النشاطات التي يقوم بها الجيش تتم ونحن نتمتع بحرية الطيران فوق سماء لبنان محتفظين بقدرتنا على أداء كل مهمة وفي كل مكان".
وقالت "جنوب لبنان في الوقت الراهن هو عبارة عن منطقة قتال، وسيستمر على هذا الحال طالما بقي حزب الله منتشرًا فيه كما كان منتشرًا في 6 أكتوبر".
وتابعت "من يدفع ثمن قرار حزب الله هم سكان لبنان والدولة اللبنانية. إذ انتقلت أعداد كبيرة من سكان جنوب لبنان شمالاً منذ اللحظات الأولى للحرب خشية اندلاع حرب".
الضفة الغربية
وحول التطورات في الضفة الغربية، قالت "الجيش وغيره من أجهزة الأمن تتصرف على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في الضفة الغربية خلال الحرب، حيث تم اعتقال ما يزيد عن 2700 مطلوب منهم 1300 ينتمون إلى حماس".
واضافت "تمت مصادرة عشرات الملايين من الشواقل من أموال وصفتها بـ" الإرهاب"، الذي يعود معظمها إلى حماس، فيما تمت مصادرة ما يزيد عن 400 قطعة سلاح، مع تدمير آلاف العبوات الناسفة.
كما وتمت مصادرة أكثر من 2500 سيارة غير قانونية (مشطوبة) والتي تكون ضالعة "عادةً في عمليات إرهابية وحوادث طرق" حسب قولها.
وقالت انه خلال الحرب تم اغتيال نحو 70 شخصاً خلال 40 غارة جوية شنتها طائرات.
وقالت انه تم تنفيذ ما يزيد عن 150 عملية في مخيمات اللاجئين، اعتقِل خلالها ما يزيد عن 500 مطلوب، وتمت مصادرة أكثر من 160 قطعة سلاح واغتيال اكثر من 130 شخصاً.
"الحماية الجديدة"
وقالت انه "بعد الـ 7 من أكتوبر بات واضحا لنا أن الجيش سيتغير بشكل جذري. فقد تغير مفهوم الدفاع وسيستمر في التغير إذ سنبني أنفسنا من جديد وسنستخلص كافة العِبر من أحداث الـ 7 من أكتوبر لضمان واقع أفضل بالنسبة لجميع مواطني إسرائيل، وبشكل خاص سكان منطقة الغلاف".