الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حاصر حصارك لا مفرُّ

نشر بتاريخ: 26/01/2024 ( آخر تحديث: 26/01/2024 الساعة: 13:29 )
حاصر حصارك لا مفرُّ

الكاتب: منجد صالح

"حاصر حصارك لا مفرُّ"، مقطع من رائعة محمود درويش الملحميّة "مديح الظل العالي"، حول حصار بيروت عام 1982،

ما اشبه اليوم بالبارحة!!،

هل قدر الفلسطيني ان ينتهي من حصار إلى حصار؟؟!!

هل مصير الفلسطيني ان يخرج من مجزرة إلى مجزرة،

وهل الفلسطيني يمضي حياته قافزا من بطولة إلى بطولة اخرى؟؟،

كان يُقال الفلسطينيّون يٌاتلون كالابطال، لكن لسان الحال يقول الآن أن الابطال يُقاتلون كالفلسطينيين،

"الله اكبرهذه آياتنا فاقرأ باسم الفدائي الذي خلق من جزمةٍ افقا"،

باسم المجاهد الذي خلق من نفقٍ تألّقا،

"باسم الفدائي الذي يرحل من وقتهم الاول، الاول الاول"،

باسم المجاهد الذي يحضر في وقتهم الاول والثاني والثالث والرابع والسابع،

"سقط القناع عن القناع، عرب اطاعوا رومهم، عرب وباعوا روحهم، عرب وضاعوا!!"،

وما زال العرب في سبات امام حصار الفلسطينيين،

ما زال العرب في اندحار امام مجازر الفلسطينيين،

ما زال العرب في حيرة امام بطولة وصمود الفلسطينيين،

واستمرّ العرب في الجري وراء "رومهم" يبيعون انفسهم وسواعد شعوبهم لهم،

مع العلم والمنطق يجب ان يكون العكس، ان يجري "الروم" وراء العرب يسترضونهم لثرواتهم وقوّتهم المُستترة المُغطّاة بقشّة،

"الفلسطيني يخمش صُرّة الافق باظافره"، وابناء جلدتنا يزحفون باستحياء على انهار آبار نفطهم وغازهم،

يتألّق من بينهم ويفوز عليهم حُراس باب المندب، فرسان سيف بن ذي يزن،

يتفوّقون عليهم رجال الجنوب، وهل نغار من نسمة الجنوب؟؟!!،

بل نعشق نسمات الجنوب الهابة على مُحيّاك يا فلسطين، على طريق القدس،

بيروت الامس واليوم، وغزة اليوم والغد، وفلسطين امس واليوم والغد ودائما وابدا،

"ويا فلسطين ولا احلى ولا اجمل وابهر، كلّما قاتلنا من اجلك احببناك اكثر"،

ايها الفلسطيني الثائر الفدائي المجاهد حاصر حصارك لا مفرُّ، فالارض ارضنا والسماء سماءنا والبحر بحرنا والزيتون زيتوننا،ولا نرضى عن حواكير بيوتنا العتيقة "المدبوزة" بالميرمية والزعتر بديلا ولا تبديلا ولا"جُزرا مُختلقة!!؟؟".

* كاتب ودبلوماسي فلسطيني