رام الله–معا- أشادت نقابة الصحفيين الفلسطينيين بتقرير مجموعة من الخبراء الأمميين بما يخص جرائم وانتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وأشاد تصريح صحفي صادر عن لجنة الحريات في النقابة، بموقف مجموعة الخبراء الأمميين وأهمية ذلك في تدعيم موقف نقابة الصحفيين بالمحافل الدولية والمحاكم العالمية لملاحقة الاحتلال على جرائمه وانتهاكاته واعتداءاته على الحالة الصحفية الفلسطينية.
وأضافت النقابة، إن مجموعة الخبراء الموقعة على البيان تحمل مسميات وازنة لها قيمة كبيرة في مجال حقوق الانسان على المستوى الاممي مثل (إيرين خان، المقررة الخاصة المعنية بالحق في حرية الرأي والتعبير؛ فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ماري لولور المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان؛ موريس تيدبال-بنز المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا؛ بن سول المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب).
يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان.
ففي البيان الذي نشروه نهاية الأسبوع الماضي جاء فيه ” إنهم يشعرون بالقلق إزاء الأعداد المرتفعة للغاية من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قُتلوا أو تعرضوا للهجوم أو أصيبوا أو اعتُقلوا في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة، في الأشهر الأخيرة، “في تجاهل صارخ للقانون الدولي”. وقال الخبراء “ندين جميع أعمال القتل والتهديدات والاعتداءات على الصحفيين .
وأشاد الخبراء الحقوقيون بشكل خاص “بشجاعة وصمود الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في غزة الذين يواصلون تعريض حياتهم للخطر كل يوم أثناء أداء واجبهم، بينما يتحملون أيضا مشقة هائلة وخسائر مأساوية للزملاء والأصدقاء والعائلات في غزة في أحد أكثر الصراعات دموية وقسوة في عصرنا”.
وأضاف الخبراء، أنه نادرا ما دفع الصحفيون “مثل هذا الثمن الباهظ” لمجرد قيامهم بعملهم كما يفعل الصحفيون في غزة الأن. وسلطوا الضوء على قضية صحفي قناة الجزيرة وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته واثنين من أبنائه وحفيده نتيجة القصف الإسرائيلي في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعانى هو نفسه من هجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى مقتل زميله المصور في أواخر كانون الأول/ديسمبر.
وقال الخبراء إنهم تلقوا تقارير مثيرة للقلق مفادها أنه على الرغم من إمكانية التعرف على الصحفيين بوضوح وهم يرتدون السترات والخوذات التي تحمل علامة “الصحافة” أو وهم يتنقلون في مركبات صحفية تحمل علامات واضحة، إلا أنهم يتعرضون للهجوم، وهو ما يبدو أنه يشير إلى أن عمليات القتل والإصابة والاعتقال هي “استراتيجية متعمدة من قِبل القوات الإسرائيلية لعرقلة وسائل الإعلام وإسكات التقارير الناقدة”.
وأعرب الخبراء عن القلق البالغ إزاء رفض إسرائيل السماح لوسائل الإعلام من خارج غزة بالدخول وتقديم التقارير ما لم تكن برفقة القوات الإسرائيلية، مؤكدين أن الهجمات على وسائل الإعلام في غزة والقيود المفروضة على الصحفيين الآخرين في الوصول إلى غزة، إلى جانب الانقطاعات الشديدة للإنترنت، “تشكل عوائق رئيسية أمام حق الحصول على المعلومات لسكان غزة وكذلك العالم الخارجي”.ودعوا كذلك أطراف النزاع إلى السماح بإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة ونزيهة في كل عملية قتل للصحفيين وفقا للمعايير الدولية، لا سيما بروتوكول مينيسوتا المتعلّق بالتحقيق في حالات الوفاة التي يحتمل أن تكون غير مشروعة.
وحث الخبراء المستقلون كذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية على إيلاء اهتمام خاص “للنمط الخطير للهجمات والإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”، مشددين على أن استهداف وقتل الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة “يجب أن يتوقف”.
وعقب رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام على ان بيان الخبراء الأمميين يشكل مستندا إضافيا ومهما في سعي النقابة لملاحقة منظومة الاحتلال على جرائمها وان هنالك تواصل ما بين نقيب الصحفيين ناصر ابو بكر والاتحاد الدولي للصحفيين وبعض النقابات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لإتمام كافة البيانات المطلوبة قانونيا لمواصلة المساعي لملاحقة الاحتلال على جرائمه.