القدس- متابعة معا- تنقل الناشط المقدسي فخري أبو دياب بين ركام منزله في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، وتأمل ما تبقى من الجدران والأعمدة والحجارة المتناثرة، باحثا عن أي ذكرى تركت له بينها... ذكريات طفولته وأيام الشباب وزواجه... وأيامه مع أبنائه وأحفاده، مرددا "حجارة البيت ليست أغلى من حجارة غزة والضفة".
منزل الناشط المقدسي فخري أبو دياب، من أقدم منازل حي البستان، فأجزاء منه قائمة قبل احتلال القدس ثم وسع البناء في ثمانينات القرن الماضي، وهذا المنزل قصته كباقي قصص حي البستان المهددة جميعها بالهدم "لإقامة حديقة الملك داوود" على أنقاضها، بإدعاء أن الحي هو ارث تاريخي للشعب اليهودي.
وقال الناشط والناطق باسم لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان :" هددت بشكل صريح بأنه سيتم هدم منزلي، لأنني اتحدث للأعلام والجهات الرسمية والدولية عن الهدم معتبرين ذلك هو "تحريض"، وبالفعل نفذ اليوم التهديد وهدم المنزل."
ولفت أبو دياب أن البلدية كانت قد أبلغته أن أحد غرف المنزل قديمة ولا يوجد أمر هدم عليها، وقال:" عملية الهدم بدأت من الغرفة القائمة قبل الاحتلال، هي غرفة والدتي، كنت اشد الحرص على بقاء الغرفة فرائحة والدتي داخلها، هذه الغرفة ولدت بها قبل ٦٢ عاما، الهدم الذي يجري ليس فقط للجدران، بل هو هدم للماضي الخاص بي ولماضي أطفال، وهدم لمستقبل العائلة، كل ضربة من الجرافة شعرتها وكأنها في قلبي".
ولفت أبو دياب أن القوات اقتحمت منزله في ساعات الصباح الباكر بأعداد كبيرة، وأخرجت المتواجدين داخله بالقوة، وشرعت بتنفيذ عملية الهدم.
وقال أبو دياب:" أسباب الهدم لمنزلي سياسية، فالتهديد كان واضحا منذ البداية، هدم منزلي هو بداية لهدم منازل حي البستان، البلدية مصممة على تنفيذ هدم الحي بأكمله، فالاحتلال نيته واضحة تفريغ محيط المسجد الأقصى، وبالفعل بدأ هدم حي البستان وإزالة من يدافع عنه."
وقال أبو دياب:" الاحتلال يمتلك القوة لهدم الحجارة، لكنه لا يمكن هدم الارتباط المعنوي والصمود للفلسطيني".
ولفت أبو دياب أن مساحة منزله تبلغ 120 مترا مربعا، ويعيش فيه 3 عائلات.
حي البستان بمنازله ال116 يتهدده الهدم بأكمله، وأوضح أبو دياب ان منازل حي البستان جميعها استملت ووزعت عليها أوامر الهدم أو أوامر تنفيذ الهدم، والاحتلال بدأ بالمخطط الذي تحدث عنه عام 2010، البعد رفضه كافة المخططات الهندسية والمحاولات لحماية العقارات، ويصمم على تنفيذ الهدم وتشريد 1550 نسمة لصالح "حديقة".
والأسبوع الماضي، هدمت البلدية منزلا لعائلة الرجبي في حي البستان، كما تقوم بشكل اسبوعي باقتحام الحي وتعليق قرارات الهدم بشكل عشوائي.