رام الله- معا- رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات والإعلامية (مدى) ووثق 47 انتهاكات ضد الحريات الإعلامية في الضفة وقطاع غزة ومدينة القدس الشرقية خلال الشهر الثاني من العام 2024 مقارنة بما مجموعه 80 اعتداء كانت سجلت خلال شهر كانون ثاني المنصرم.
وقال المركز "للشهر الثاني على التوالي لازالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقواته تنفرد بارتكاب جميع الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية في فلسطين بنسبة 100%".
الانتهاكات الإسرائيلية:
للشهر الثاني على التوالي، استمرت الانتهاكات الإسرائيلية تتصدر المشهد فيما يتعلق بالانتهاكات ضد الحريات الإعلامية الفلسطينية التي ارتكبتها بنسبة 100% حيث وثق مركز مدى 46 انتهاكاً (31 في الضفة و16 في قطاع غزة) بانخفاض مقدراه 33 اعتداء عن الشهر الذي سبقه وبنسبة 41%. ولا يدل هذا الانخفاض على أي تحسن أو تحول إيجابي على حالة الحريات الإعلامية، إنما يرجع السبب في هذا الانخفاض لانخفاض أعداد الفعاليات التي من شأنها أن تؤدي للاحتكاك المباشر ما بين الصحفيين والطواقم الإعلامية وقوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من استمرار الحرب ضد القطاع للشهر الخامس.
وعلى الرغم من الانخفاض في أعداد الانتهاكات الموثقة من حيث العدد إلا أن هذا لا يحمل أي مدلول إيجابي، إذا لا زالت الانتهاكات الإسرائيلية المرتكبة مع استمرار الحرب على القطاع تقع ضمن الأنواع الخطرة التي تمس حياة الصحفيين/ات بشكل مباشر، حيث أقدمت قوات الاحتلال خلال شهر شباط الماضي على استهداف 10 صحفيين بالقتل المباشر في القطاع، وشكلت عمليات القتل 21% من مجمل الانتهاكات المرتكبة. كما وثق مركز مدى 12 اعتداءات جسدية ضد الصحفيين/ات، ثلاث منها في قطاع غزة حيث استهدفت قوات الاحتلال مراسل قناة الجزيرة إسماعيل أبو عمر ومصور القناة أحمد مطر جنوب قطاع غزة بطائرة مسيرة ما أدى لإصابتهم ونتج عن هذه الإصابة بتر قدم المراسل أبو عمر، كما أصيب الصحفي عبد الله الحاج جراء استهدافه بطائرة استطلاع.
وفي الضفة نكلت قوات الاحتلال بطاقم تلفزيون فلسطين (مدير المكتب عمر أبو عوض، المراسلة إلهام هديب، المصور محمد زغب والسائق سامر أبو سليمان) بالضرب والركل أثناء احتجازهم في معسكر للجيش في أريحا، كما تعرض طاقم تلفزيون فلسطين (المصور عادل أبو نعمة والمراسلة إلهام هديب) للاختناق برائحة الغاز الذي استهدفهم به جنود الاحتلال خلال تغطية عملية هدم أهد المنازل في منطقة "الديوك التحتا" قرب مدينة أريحا.
ونكل جنود الاحتلال بالصحفي الحر سامي الشامي بالضرب المبرح بعد اعتقاله من منزله فجر يوم الأحد والافراج عنه بعد ساعات من الاعتقال، كم اعتقلت الصحفي لدى قناة "الجزيرة مباشر" سامي الساعي من منزله في مدينة طولكرم والذي تم تمديد اعتقاله فيما بعد لفحص إمكانية إصدار أمر اعتقال إداري ضده. واعتقلت سلطات الاحتلال الصحفي الحر حمزة صافي من منزله في مدينة طولكرم وصادرت معداته الصحفية، كما اعتقلت الصحفية سيقال قدوم وقامت بالإفراج عنها بعد 11 يوم وترحيلها لقطاع غزة. كما اعتقلت الصحفي محمد أبو سنينة أثناء التغطية في مدينة القدس واعتدت عليه بالضرب وأفرجت عنه في اليوم التالي بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع.
أيضا احتجزت القوات الخاصة مراسل شبكة "العاصمة" الصحفي سيف القواسمي ومنعته من تغطية الأحداث في مخيم "شعفاط" بالقرب من مدينة القدس بحجة أنه لا يحمل بطاقة صحافة إسرائيلية، فيما استهدفت زميلته بذات الشبكة بقنابل الغاز لمنعها من التغطية. واحتجرت الصحفي الحر عامر الشلودي في البلدة القديمة في مدينة الخليل فقط لأنه صحفي.
وخلال شهر شباط الماضي داهمت قوات الاحتلال مطبعتي "سومر" و"حسام" وسط مدينة رام الله وقامت بتخريب محتوياتها ومصادرة معداتها. كما أصاب جنود الاحتلال سيارة مصورة قناة "رويترز" رنين صوافطة برصاصتين أثناء تغطية اقتحام قوات الاحتلال لمدينة طوباس. ووثق مدى حالة منع سفر للصحفي ساري جرادات لأسباب أمنية خاصة بجهاز "الشاباك"، وقصفت صواريخ الاحتلال منزل الصحفي زكريا أبو غالي غرب مدينة رفح ما أدى لاستشهاده هو وعدد من أفراد عائلته، فيما قصفت صواريخ الاحتلال منزل الصحفي عبد القدر صباح خلال تغطيته الصحفي ما أدى لإصابة عدد من أفراد عائلته.