القدس- معا- مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا في حياة الأسر، يواجه الأهل تحديات في التواصل الفعّال مع أطفالهم. يمكن أن يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى فقدان الاتصال الشخصي وضعف العلاقات الأسرية بحسب ما تقول المختصة الاجتماعية والأسرية دانيال يوسف . وتضيف هناك حاجة إلى إيجاد توازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة.
في الحياة اليومية، يمكن أن يؤثر الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على جودة التواصل داخل الأسرة وفق ما توضح دانيال يوسف . على سبيل المثال، قد يتحول العشاء العائلي إلى وقت للتصفح عبر الهواتف بدلاً من التحدث وتبادل الأحاديث بين أفراد الأسرة. هذا السلوك يمكن أن يقلل من جودة العلاقات الأسرية ويؤثر سلبًا على الاتصال الشخصي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير دانيال قد ينشأ تحديات جديدة في فهم الجيلين المختلفين للتكنولوجيا. على سبيل المثال، قد يفضل الأطفال استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع أصدقائهم بينما قد يفضل الأهل استخدام الهواتف لأغراض عملية مثل الاتصالات الهاتفية. يمكن أن يؤدي هذا الاختلاف في الاستخدام إلى انقطاع في التواصل بين الجيلين.
للتغلب على هذه التحديات تقول المختصة الاجتماعية دانيال ، يمكن للأسر تطبيق بعض الإجراءات العملية. على سبيل المثال، يمكن تحديد أوقات محددة لاستخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل وقت العشاء أو الأنشطة العائلية، حيث يتم التركيز على التواصل الحقيقي بدون تشتت. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تشجيع الأسر على القيام بأنشطة
و تنوه دانيال إلى أهمية فهم تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية يساعد الأهل على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية استخدام هذه التقنيات. على سبيل المثال، يمكن للأهل مناقشة مع أطفالهم تأثير الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية والصحة النفسية.
وعن مسألة الأمان الرقمي تبين دانيال يوسف : يجب أن يتمكن الأهل من إرشاد أطفالهم حول كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن. يمكن استخدام أمثلة محددة لتوضيح المخاطر المحتملة، مثل مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء عبر الإنترنت أو التحدث مع أشخاص غير معروفين.
وتؤكد دانيال على قضية التواصل الحقيقي خلال النشاطات اليومية بحيث يكون الوقت المخصص لأنشطة يومية مثل تحضير الطعام مثاليًا للتواصل الحقيقي بين الأهل والأطفال. على سبيل المثال، يمكن للأمهات والآباء الاستفادة من وقت الطهي للتحدث مع أطفالهم عن يومهم و مشاكلهم وأحلامهم.
وفيما يتعلق بالتواصل العاطفي عبر التكنولوجيا يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز التواصل العاطفي بين الأهل والأطفال بحسب دانيال ، على سبيل المثال، يمكن للأهل إرسال رسائل نصية تشجيعية أو صور مضحكة لأطفالهم خلال اليوم، مما يعزز الشعور بالاتصال والدعم.
وحول التحديثات والتفاعلات العائلية الرقمية توضح المختصة الاجتماعية دانيال يوسف يمكن لإنشاء مجموعات عائلية على منصات التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة أن يكون وسيلة ممتازة لمشاركة الأخبار والصور والأحداث الهامة في حياة الأسرة. على سبيل المثال، يمكن للأهل مشاركة صور من رحلة عائلية أو تحديثات عن إنجازات أطفالهم في المدرسة.
ومع تبني الأسر لإستراتيجيات التواصل الفعّالة والمتوازنة، يمكنهم بناء علاقات قوية وصحية بين أفراد الأسرة بحسب دانيال. يتطلب ذلك توفير الوقت للتواصل الشخصي، وفهم تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، وتشجيع الحوار المفتوح والصادق بين الأهل والأطفال.
في النهاية، تختم المختصة دانيال يوسف بانه يجب على الأسر أن تكون مدركة للتحديات التي قد تواجهها في عصر السوشيال ميديا، وأن تعمل معًا على تطبيق أفضل الممارسات للحفاظ على روابطهم العائلية وتعزيز التواصل الحقيقي والمعنوي. إذا تمكنت الأسر من ذلك، فإنها ستحقق التوازن المثالي بين التكنولوجيا والتواصل الحقيقي، وستستمر في بناء علاقات قوية ومتينة تستمر للأجيال القادمة.