القدس- تقرير معا- حرمت سلطات الاحتلال "بإجراءاتها وشروطها" الفلسطينيين من الوصول بحرية وسهولة الى المسجد الأقصى المبارك، في الجمعة الثالثة من شهر رمضان، وحولت الأقصى ومحيطه والحواجز المقامة على مداخل المدينة الى ثكنة عسكرية.
الآلاف القوات من العناصر المختلفة انتشرت في شوارع مدينة القدس وطرقات البلدة القديمة وتمركزت على أبواب الأقصى، ونصبت السواتر والمتاريس الحديدية في الطرقات والأحياء القريبة من الأقصى والبلدة، وأغلقت العديد من الطرقات والشوارع أمام حركة المركبات والحافلات، وسمح لحافلات معينة التي تقل المصلين بالسير فيها وخصصت لهم نقاط معينة لتنزيل المصلين وخصصت ممرات معينة لذلك.
125 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
وأوضح الشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى لوكالة معا أن 125 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة في الأقصى، والمعظم من أهالي القدس والداخل الفلسطيني، وأعداد قليلة من أهالي الضفة الغربية بسبب القيود التي فرضت على دخولهم.
وأضاف الشيخ الخطيب أن موظفي الأوقاف ولجان النظام عملوا منذ ساعات الفجر لتأمين ما يلزم للوافدين الى الأقصى، وخصصت أماكن لصلاة النساء والرجال.
ولفت الشيخ الخطيب أن التوافد الى الأقصى بدء منذ صلاة فجر الجمعة، حيث أداها قرابة 50 ألف مصل.
الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك
فيما قال الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك أنه رغم القيود التي فرضت على أهالي الضفة الغربية وتحديد الأعمار للنساء والرجال، فقد أدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة الجمعة الثالثة من الشهر الفضيل في الأقصى، وهذه رسالة واضحة وهي "الأقصى هو حق خالص للمسلمين ولا يقبل القسمة ولا الشراكة.
وشدد الشيخ الكسواني على ضرورة شد الرحال الى الأقصى لكل من يستطيع، لكسب أجر وثواب هذه الأيام الفضيلة، وقال:" شد الرحال الى الأقصى هو واجب".
ولفت الشيخ الكسواني عن بدء الاعتكاف وصلاة قيام الليل في الأقصى، منذ ليلة أمس وحتى نهاية شهر رمضان.
وأضاف أن الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان ستكون فيها ليلة القدر، مشددا على ضرورة احياء الليلة وأداء الصلوات في الأقصى.
خطبة الأقصى
فيما تحدث الشيخ يوسف أبو سنينة في خطبته عن "سياسة التجويع" وحرمان أهالي القطاع من الطعام والغذاء والدواء.
كما تحدث عن قتل الأطفال والنساء والشباب، داعيا الى إعانة المظلومين والابتعاد عن الظلم.
مصلون ... الوصول الى الأقصى حلم كل فلسطيني
ومن جهة ثانية، التقت مراسلة معا في القدس بعدد من المصلين الذين شدوا رحالهم الى الأقصى، فمنهم من خرج منذ ساعات الفجر من قرى ومدن الضفة الغربية للصلاة في الأقصى، ومنهم من حضر عبر الحافلات التي سيرت من كافة مناطق الداخل الفلسطيني، أما العدد الأكبر فكان للمصلين من أهالي مدينة القدس الذين ساروا المسافات سيرا على الأقدام بسبب اغلاق الطرقات والشوارع المحيطة بالبلدة القديمة.
ويشار أنه هذا العام حددت سلطات الاحتلال مجموع من سيسمح لهم بالدخول أيام الجمع الى الأقصى ب 10 الاف مصلٍ فقط، وكما حددت الاعمار، بمنع الرجال من هم دون ال55 عاما، والنساء دون ال50 عاماً، والسماح للأطفال دون سن 10 سنوات، إضافة الى تحديد الساعات للتصريح من الساعة الرابعة فجرا حتى الخامسة بعد العصر، وما زاد على أهالي الضفة المعاناة هذه الجمعة "تغيير التوقيت في مدينة القدس للتوقيت الصيفي" حيث اضطروا لمغادرة المسجد الأقصى مسرعين للوصول الى الحواجز في الوقت المحدد، وبسبب" التصريح المحدد بالتوقيت" يحرم أهالي الضفة من أداء صلوات العصر، المغرب، العشاء والتراويح في الأقصى".
السيدة وفاء أبو ريان من الخليل، أوضحت أن القيود كانت كثيرة على الحاجز العسكري المقام، "بصمة البطاقة الممغنطة" يجب أن نقوم بها 3 مرات عند دخول القدس وعند المغادرة، الطريق صعبة وإجراءات التفتيش كثيرة، لا أعداد للمصلين على الحواجز بسبب القيود وتحديد الأعمار."
وقالت أبو ريان:" رغم صعوبة الطريق والإجراءات فهذا هو شد رحال الى الأقصى، وعلينا أن نشد الرحال اليه حتى لو لم يتمكن من الصلاة في الأقصى فعليه الصلاة على الحواجز."
وقالت:" التوقيت الصيفي ضغط "المصلين من أهالي الضفة الغربية" في الوقت، علينا مغادرة القدس بشكل سريع، لافتة أن في الأسبوعين الماضيين فرضت غرامات أو اقتحمت منازل لمن تأخر عن "موعد البصمة الساعة الخامسة بعد العصر" أو لم يتمكن من "وضع البصمة" عند دخول الضفة الغربية.
فلسطيني من مدينة رام الله قال:" هذه الجمعة "توقيت صيفي" حسب الدخول الى القدس والخروج منها، وفي الضفة الغربية لا يزال التوقيت شتوي، وهذا يعني علينا مغادرة الأقصى بعد انتهاء الصلاة مباشرة للوصول "والختم على الحواجز"، لنتمكن الدخول الى الأقصى في الأسبوع القادم."
ولفت أنه هذه الجمعة الثالثة تمكن من الصلاة في الأقصى، وقال:" الأقصى في صميم كل انسان مسلم في كل مكان، ونحن نحرم منه ونستغل الشهر الفضيل للوصول اليه والصلاة فيه".
عبد بن جامع من عقربا قضاء نابلس أوضح أنها المرة الأولى التي يتمكن من الوصول الى الأقصى منذ 10 سنوات، بسبب القيود وتحديد الأعمار على مدار السنوات الماضية وقال:" اعتبرت دخولي الى الأقصى والصلاة فيه "لحظة تاريخية"، أتمنى أن يعيش هذه اللحظة كل فلسطيني، والأقصى هو الحياة وهو شيء عظيم".
سيدة من مدينة بيت لحم قالت:" الوصول الى السعودية للعمرة هو أسهل من الوصول الى الأقصى، نحرم وتفرض علينا القيود حتى نحصل على "تصريح للدخول الى القدس"،وهذا العام "أجراءات وتحديد ساعات للدخول والخروج"، ونحرم من الجلوس في الأقصى وأداء كافة الصلوات فيه، لكن رغم ذلك نصر على الوصول اليه حتى لو ساعة، وسنحاول الدخول اليه في الجمعة الرابعة والأخيرة من رمضان.
ومن مدن وقرى الداخل الفلسطيني، سيرت مئات الحافلات منذ ساعات الفجر الى الأقصى، كما يتواصل تسيرها لأداء صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى.
اعتقالات وتوقيف وشبح
قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها انها اعتقلت 11 فلسطينيا من مدينة القدس، بينهم 6 من أهالي الضفة الغربية.
كما قامت القوات بتوقيف العشرات من الشبان خلال توافدهم الى الأقصى، واخضعتهم للتفتيش الجسدي والتحقيق الميداني قبل السماح لهم بالدخول.
كما قامت بتوقيف بعض الفتيات لتفتيش الحقائب والأكياس.