القدس- معا- "يُعتبر الطبق الوطني الأردني، المنسف، أحد الرموز البارزة للأصالة والتراث الغني في المملكة، حيث تعود جذوره إلى فترة تاريخية عريقة تشكلت خلالها تقاليد الطهي والضيافة. يتميز المنسف بتركيبته الفريدة التي تجمع بين لحم الأغنام البلدي، وكرات الجميد المحضرة من حليب الأغنام، والسمن البلدي، والأرز الناعم، واللوز والصنوبر الذي يستخدم لتزيينه بأناقة. يُعتبر المنسف طبقاً لا غنى عنه في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية، وخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يحظى بشعبية كبيرة بين الأردنيين الذين يتمتعون بحب للتقاليد والمأكولات الشهية. يستمر المنسف في البقاء على مدى آلاف السنين كرمز للتراث الأردني الغني ولسحره الذي يجمع بين الطعم الشهي والضيافة العريقة."
ويقول سفير المنسف اياد سلمان او الملقب باياد شمعة في السوشيال ميديا "المنسف" هو طبق شهير في العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي في تلك البلدان. ومع ذلك، يُعتبر الأردن موطنه الأصلي، حيث يُعتبر الطبق رمزًا للهوية الوطنية والتراث الثقافي.
ويقول بلوغر الطعام اياد سلمان يتألف المنسف من عدة مكونات أساسية، من بينها لحم الغنم المطبوخ بطريقة خاصة ومميزة، وكذلك الأرز والخبز واللبن واللوز والصنوبر. تتفاوت طرق إعداد المنسف وتتنوع المكونات المستخدمة حسب القوالب المحلية وتفضيلات كل منطقة. ويكمل اياد شمعة تشير الأسطورة إلى أن منشأ المنسف يعود إلى المملكة القديمة في مؤاب، وهو ما يضيف عنصرًا من التاريخ والثقافة إلى هذا الطبق. يُعتبر المنسف غالبًا طبقًا للمناسبات الخاصة والعائلية، حيث يتمتع بشعبية كبيرة خلال الأعياد والاحتفالات. وبفضل مذاقه الرائع وتركيبته الغنية بالمكونات الطبيعية، يحظى المنسف بشعبية واسعة لدى السكان المحليين والزوار على حد سواء، مما يجعله واحدًا من أشهر الأطباق التي يجب تجربتها عند زيارة الأردن.
ويكمل اياد سلمان المنسف سيد المائدة والولائم في الاردن ، هذه العبارة تبرز مكانة "المنسف" في ثقافة الطعام الأردنية، حيث يُعتبر طبقًا أساسيًا ورمزًا للضيافة والترحيب. يعكس هذا البيان التقدير الكبير لهذا الطبق في المجتمع الأردني، حيث يُعتبر تقديم المنسف للضيوف إشارة إلى الاحترام والتقدير. ة يضيف اياد بفضل مذاقه الرائع والمكونات الغنية، يعتبر المنسف خيارًا مثاليًا لتكريم الضيوف وتقديم تجربة طعام مميزة. وتعكس هذه العبارة القيم الثقافية والاجتماعية التي يحملها المنسف في الثقافة الأردنية، وتؤكد على أهميته كطبق رئيسي في المائدة الأردنية التقليدية.
السياق التاريخي
ويرتبط "المنسف" تاريخيًا بالأردن من خلال حكايات تتداول عن الملك ميشع، أحد ملوك مملكة "مؤاب" التي نشأت في العصور القديمة. يعود تاريخ مملكة مؤاب إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد ودامت حتى القرن الرابع قبل الميلاد. امتدت حدودها على الساحل الشرقي للبحر الميت، من شمال مدينة الكرك إلى الشوبك، وهي منطقة جنوبية تقع على بعد نحو 205 كيلومترات جنوب عمان. ويقول اياد هاني سلمان وتُعد حكاية الملك ميشع وطبق المنسف جزءًا من التراث والأساطير القديمة لهذه المنطقة، حيث يُروى أن الملك ميشع كان يحب الطعام الشهي وكان يُفضل تناول وجبة فاخرة ولذيذة بصحبة ضيوفه. ويعتبر "المنسف" اليوم تجسيدًا لهذه القصة التاريخية، حيث يُعتبر طبقًا شهيرًا في المملكة الأردنية ويُقدم كرمز للتراث والتقاليد الغنية لهذه البلاد.
"المنسف" ليس مجرد وجبة عادية، بل هو طبق يتمتع بمعايير خاصة وطقوس مميزة، ويُقدم بروتوكول خاص في فن الضيافة الأردنية بحسب اياد سلمان او اياد وشمعة . يعكس تقديم المنسف وترتيبه لحظة استقبال وتكريم الضيوف بشكل خاص، ويُعتبر عرضه وتقديمه جزءًا من التراث الثقافي والاجتماعي للأردن. ويتم التعامل مع الضيوف وفقًا للدرجة والمنزلة، حيث يُقدم رأس الذبيحة على أكبر سدر لكبار الضيوف، وقد يتم تقديم الرأس والذبيحة كاملة لتعزيز شعور الضيف بالاحترام والتقدير. يُعتبر هذا النوع من الضيافة جزءًا من الثقافة الأردنية التقليدية، حيث يُظهر اهتمام الشخص المضيف براحة وسعادة ضيوفه، ويُعكس تقديم المنسف بجمالياته وترتيبه الفني العميق الاعتزاز بالضيافة والتقاليد الاجتماعية في البلاد.
تقليدياً يقول اياد شمعة بلوغر الطعام والناشط في السوشيال ميديا ، يشترك مجموعة من 12 إلى 14 شخصًا في تناول وجبة من سدر المنسف الكبير، حيث يجلسون حول الطاولة ويستخدمون أيديهم اليمنى لتناول الطعام بينما تبقى أيديهم اليسرى خلف ظهورهم، وهذا يُعتبر جزءًا من العادات والتقاليد الاجتماعية لتناول الطعام في بعض المجتمعات. ومع ذلك، فإنه في الأوقات الحديثة، بدأت الوجبات الفردية تصبح أكثر شيوعًا، حيث يُقدم المنسف عادةً في أطباق منفصلة لكل فرد. هذا التغيير في طريقة التقديم يمكن أن يكون بسبب عوامل مثل التغيرات في الأساليب الحديثة لتناول الطعام أو اتباع أنماط حياة أكثر انفتاحًا وسرعة. ومع ذلك، فإن الطريقة التقليدية لتناول الطعام معًا في سدر المنسف الكبير لا تزال تُمثل قيمة ثقافية واجتماعية مهمة في بعض المجتمعات الأردنية والعربية.
ويعتبر إدراج "المنسف" في لائحة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو تقديرًا لأهمية هذا الطبق في الثقافة والتراث العربي، وتأكيدًا على قيمته الثقافية والاجتماعية. يعكس هذا الاعتراف العميق بأهمية "المنسف" كرمز للتراث الشعبي والتقاليد الغذائية في المنطقة كما يقول اياد سلمان .
تتميز جميع مكونات المنسف بأنها محلية الإنتاج، وهذا يضيف عنصرًا إضافيًا من الأصالة والجودة إلى هذا الطبق الشهير. ويقول اياد سلمان او اياد شمعة يشتهر الجميد الكركي، الذي يأتي من محافظة الكرك جنوب الأردن، بجودته ونكهته الفريدة، بينما يُعتبر السمن البلقاوي، الذي ينتج في محافظة البلقاء شمال غرب العاصمة عمان، أحد المكونات الرئيسية التي تضيف طعمًا خاصًا للمنسف. بهذا الاعتراف، يُسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الغذائي ودعم الإنتاج المحلي في الأردن وفي العالم بشكل عام، ويؤكد على الدور الذي يلعبه الطعام في تعزيز التواصل الثقافي والتفاهم بين الثقافات.