واشنطن- معا- تحدثت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الجمعة، في مقالٍ، عن تعارض أهداف "إسرائيل" في حربها على غزة، مشيرةً إلى أنّ خطط "إسرائيل" ليست منطقية.
وذكرت الكاتبة أنشال فورا، في مقالها، أنّه في تشرين الثاني/نوفمبر، "التقيت والد الأسيرة ليري ألباج، في تل أبيب، وبينما كان يجلس في منتصف طريق بيغن وهو يحمل صورة ابنته، قال إنه يدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس. لكن يبدو أنّ صبر ألباج نفد".
وأضافت أنّه في أواخر آذار/مارس، وفي إنذار نهائي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال والد الأسيرة للصحافة المحلية إنّ عائلات الأسرى لن تنظّم مسيرات بعد الآن، بل ستتجمع في الشوارع، لتنضم إلى حركة احتجاجية موسعة مناهضة لنتنياهو.
وأشارت إلى أنّ "المشكلة هي أنه في حين ترى عائلات الأسرى أنّ عودة أقربائها وإخراج حماس هو انتصار - بهذا الترتيب - فإنّ الكثيرين يعرفون منذ فترة طويلة أنّ هدفي الحرب هذين كانا متعارضين".
وأوضحت الكاتبة أنّ "نتنياهو تعمّد إعطاء أولوية القضاء على حماس على إطلاق سراح الأسرى منذ بداية الحملة العسكرية، من دون أن يكون لديه في الواقع خطة متماسكة لتحقيق أي من الأمرين".
ويواجه رئيس الوزراء اتهامات متزايدة من جانب المحللين العسكريين وجزء متزايد من الجمهور الإسرائيلي، بمجرد الردّ على الأحداث، بينما يفتقر إلى الرؤية التي يمكن أن تنهي الحرب، وتحرر الأسرى، بحسب ما ذكرت.
ومع ذلك، "فهو لا يزال ساخطاً"، وفق الكاتبة. ورداً على الاحتجاجات، قال نتنياهو إنه في "اللحظة التي تسبق النصر"، فإن الانتخابات المبكرة من شأنها أن "تشلّ" البلاد ولن تفيد سوى حماس.
وأشارت إلى أنّ نتنياهو "وضع نصب عينيه الآن مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني إلى هناك"، مشيرةً إلى أنّ "أي هجوم من هذا القبيل لن يثير غضباً دولياً فحسب، بل سيجعل المفاوضات مع حماس أكثر صعوبة".
ولفت المقال إلى أنه "بعد فترة وجيزة من هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر، أعلن نتنياهو الحرب. وكانت الرسالة الأساسية الموجهة إلى عائلات الأسرى هي أنّ قصف غزة من شأنه أن يضغط على حماس لحملها على إطلاق سراح الأسرى، وفي الوقت نفسه القضاء على حماس".
وأوضح أنّ نتنياهو "تجنب أسئلة أكثر جوهرية بشأن الكيفية التي يعتزم بها بالضبط للقضاء على حماس التي تتمتع بدعم شعبي هائل، ليس فقط داخل غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية، لكن أيضاً في قواعد في لبنان وسوريا وإيران وأماكن أخرى".
ووفقاً لتقويم التهديد السنوي الذي تجمعه الاستخبارات الأميركية، قد تواجه "إسرائيل" أعواماً من المقاومة من حماس، وهو تقويم يدعمه اثنان من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، الذين تحدثوا إلى مجلة "فورين بوليسي".
وتساءلت الكاتبة قائلةً: "حتى لو تمكنت القوات الإسرائيلية، بعد أعوام من القتال، من تدمير حماس في غزة، فماذا عن تجسيدها في المستقبل؟ وحتى لو تمكن الجيش الإسرائيلي من تدمير فروع حماس على مدى فترة أطول من الزمن، فكيف سيتمكن نتنياهو من القضاء على فكرة المقاومة المسلحة من دون التوصل إلى حل سياسي في الأفق؟".