رام الله- معا- يفتتح غاليري زاوية يوم الخميس ١٨ نيسان/ ابريل معرض ”لا زلت حياً“، ويتألف من لوحات للفنان ميسرة بارود ساعد في نقلها على جدران غاليري زاوية في رام الله الفنان محمد سباعنة، الفنان فؤاد اليماني، ومجموعة من الفنانين المحليين.
منذ أن فقد بيته ومرسمه في مدينة غزة في تشرين الأول/ أكتوبر بدأ ميسرة بارود بتدوين يومياته في الحرب باستخدام ما وصلت له يديه من أوراق وأقلام حبر. لم يتوقف يوما عن الرسم، منذ أن فقد "عالمه الصغير الخاص" والدمار الذي طال بيته ومرسمه وفقدانه جميع لوحاته وأدواته وكتبه بما حملت من "حياة وروح وذكريات". وثق حياة النزوح واللجوء وتنقله المستمر من مكان إلى آخر تحت القصف الوحشي والخوف من الفقدان والقلق من عدم القدرة على حماية الأحبة تحت سطوح الأسمنت الهشة. يقول بارود: "أرسم لأخبر الأصدقاء أنني لا زلت حياً.“
نشر بارود مدوناته بالأبيض والأسود أولاً بأول على صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح بمجموعها منذ بداية الحرب بمثابة معرضاً توثيقياً احتجاجياً مستمراً بسقف زمني مفتوح. ونظراً لاستحالة نقل أعماله للعرض في الشق الثاني من الوطن المحتل، يعمل غاليري زاوية جنبا إلى جنب الفنان محمد سباعنة وفنانين آخرين للتغلب على هذه المعضلة. فيتعاونوا على نقل أعمال بارود كما تصلنا بشكلها الرقمي وذلك برسمها مباشرة على الجدران، وكأنهم أداة لتحقيق معرض مستحيل، لفنان غزي يعيش الحرب منذ ستة أشهر بتفاصيلها المرعبة. يعمل الفنانان بارود وسباعنة معا على اختيار الأعمال وتقنيات نقلها إلى الغاليري قبل أن تمحى الأعمال كاملة عن الجدران في نهاية المعرض تأكيدا على مؤقتية الأعمال ومؤقتية محنة الحرب وأن كابوس الاحتلال سينتهي فـ"دوام الحال من المُحال”.
المعرض تضامن مع ميسرة بارود وفنّاني وأهالي غزّة، وإجلالاً لما مروا ويمرون به في هذه الحرب الإبادية الدموية.