بيت لحم- معا- دعت عدة دول غربية وعربية، الجمعة، إسرائيل وإيران إلى "ضبط النفس" وتجنب التصعيد، وذلك بعد هجوم إسرائيلي على أهداف داخل إيران، التي قالت إنه لم يسفر عن وقوع أضرار، وإنه لم يكن هجوماً "من الخارج"، وإنما كان "من الداخل عبر متسللين".
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات في مدينة أصفهان، وسط إيران، الجمعة، فيما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الحديث يجري عن ضربة إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، رداً على الهجوم الإيراني، الذي وقع قبل 5 أيام، والذي كان بدوره رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق.
وضغطت الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى على إسرائيل لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقاً بعد تصاعد العنف في الآونة الأخيرة، بسبب غارة على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، إذ وجهت طهران أصابع الاتهام إلى إسرائيل في هذا الهجوم.
وعلق وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير في منشور عبر حسابه في منصة "إكس" بكلمة واحدة هي "ضعيف"، وذلك في أعقاب تقارير عن ضربة إسرائيلية محدودة داخل إيران.
تجنب التصعيد
وحضت عدة دول إلى "ضبط النفس" وتفادي التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، إذ قالت رئيسة المفوضية الأوروبية في تصريحات مقتضبة: "علينا أن نفعل كل ما يمكن حتى تمتنع جميع الأطراف عن التصعيد في الشرق الأوسط".
وأضافت، وهي تقف بجانب رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في لابينرانتا بفنلندا، على بعد نحو 25 كيلومتراً من الحدود الروسية: "من الضروري للغاية أن تظل المنطقة مستقرة، وأن تمتنع جميع الأطراف عن اتخاذ المزيد من الإجراءات".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بعد خطاب ألقاه في وسط لندن، إنه لا يسعه التكهن بشأن التقارير التي تفيد بأن إسرائيل نفذت هجوماً على الأراضي الإيرانية.
وأضاف: "إنه وضع متطور، لن يكون من المناسب لي التكهن حتى تصبح الحقائق أكثر وضوحاً، ونعكف على التحقق من التفاصيل مع الحلفاء".
وحذر سوناك من أن "أي تصعيد كبير ليس من مصلحة أحد"، وقال: "ما نريد رؤيته هو أن يسود الهدوء كل أنحاء المنطقة".
من جانبه، قال وزير العمل والمعاشات البريطاني ميل سترايد إنه يأمل أن يكون نزع فتيل التصعيد بين إيران وإسرائيل "ما زال ممكناً".
وأضاف الوزير لشبكة "جي بي نيوز": "بينما لا نزال نجهل التفاصيل في الوقت الراهن، فإنني آمل أن يكون نزع فتيل التصعيد هو السبيل للمضي قدماً، بغض النظر عما حدث في إيران".
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا "تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط.. كل ما يمكنني قوله إن موقف فرنسا هو دعوة جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وضبط النفس".
وأكّدت الصين معارضتها لكل الأعمال التي تؤدي "إلى تصعيد التوترات"، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان: "اطّلعت الصين على التقارير التي أوردتها وسائل إعلام. إن الصين تعارض كل الأعمال التي من شأنها تصعيد التوترات، وستواصل القيام بدور بناء لتهدئة الوضع".
في اليابان، قال كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي إن بلاده "تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط وتندد بشدة بأي أعمال تؤدي إلى تصعيد الوضع".
وأضاف هاياشي: "اليابان ستواصل بذل كل الجهود الدبلوماسية اللازمة لمنع تفاقم الوضع بشكل أكبر".
ردود فعل عربية
عربياً، حذرت مصر من عواقب اتساع نطاق الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة، إذ جاء في بيان لوزارة الخارجية: "تعرب مصر عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران بالمنطقة".
وقال الوزارة إن مصر "تطالب الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرة من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة وآثارها الخطيرة على أمن وسلامة شعوبها".
وأكد البيان أن مصر ستستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري.
كما أدانت سلطنة عمان، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، وكذلك "اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة".
إرشادات تحذيرية
في السياق، منعت السفارة الأميركية في القدس موظفي حكومتها من السفر خارج القدس ومنطقة تل أبيب وبئر سبع "إمعاناً في الحذر".
وفي بيان على موقعها الإلكتروني، نبهت السفارة المواطنين الأميركيين إلى "الحاجة المستمرة للحذر وزيادة الوعي بالأمن الشخصي، لأن الوقائع الأمنية كثيراً ما تحدث دون سابق إنذار".
بدورها، حضت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة التابعة للحكومة الأسترالية مواطنيها في إسرائيل على "المغادرة إذا كان القيام بذلك آمناً".
وجاء في أحد المنشورات: "هناك تهديد كبير بعمليات انتقامية عسكرية وهجمات إرهابية ضد إسرائيل والمصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء المنطقة. الوضع الأمني قد يتدهور بسرعة. نحض الأستراليين في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية المحتلة على المغادرة إذا كان ذلك آمناً".
وحذرت الوزارة من أن "الهجمات العسكرية قد تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي وإلغاء الرحلات الجوية وتحويلها وغيرها من اضطرابات السفر"، فيما أعربت عن قلقها من أن مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب "قد يوقف عملياته بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة في أي وقت، وفي غضون مهلة قصيرة"، وفق ما أوردته شبكة CNN.
وأغلقت إيران مطاراتها في طهران وشيراز وأصفهان بعد الهجوم، وسمحت لرحلات جوية بتجنب الجزء الغربي من مجالها الجوي لبضع
ساعات بعد الهجوم، وفقاً لموقع "فلايت رادار 24"، لكنها أعادت في وقت لاحق، فتح المطارات والمجال الجوي.