معا- قفزت أسعار النفط، الجمعة، فور ورود أنباء الضربة الإسرائيلية ضد أهداف في إيران، مع ارتفاع خام برنت وسط مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع قد يعرض إمدادات النفط الخام للخطر، بحسب "بلومبرغ".
وشنت إسرائيل هجوماً صاروخياً على إيران، وفق مسؤولين أميركيين وإسرائيل، وذكرت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية أن دوي انفجار سمع، الجمعة، في مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً نسبته أكثر من 3% في التعاملات الصباحية بالأسواق الآسيوية، الجمعة، وارتفع سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط 3,66% ليصل إلى 85,76 دولار، بينما ارتفع سعر برميل برنت بنسبة 3,44% ليصل إلى 90,11 دولار.
وكان تجار النفط يستعدون لرد إسرائيلي على الهجوم "غير المسبوق" الذي شنته إيران بالصواريخ والطائرات بدون طيار، الأسبوع الماضي، مع تصاعد الخطاب بين تل أبيب وطهران، إذ يمثل الشرق الأوسط نحو ثلث إمدادات الخام العالمية.
كما ارتفعت أصول الملاذ الآمن مع تصاعد التوترات، إذ ارتفع الذهب نحو مستوى قياسي، في حين ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له منذ عدة أشهر، وارتفع النحاس أيضاً، فيما انخفضت الأسهم.
ونقلت "بلومبرغ" عن وارن باترسون، وهو رئيس استراتيجية السلع في شركة "ING Groep NV" في سنغافورة قوله: "نحن نقترب من سيناريو تصبح فيه مخاطر العرض حقيقة واقعة، وذلك اعتماداً على طبيعة الضربات، إذ إن من المرجح أن يبدأ السوق في التسعير بعلاوة مخاطرة أكبر".
وارتفع النفط الخام هذا العام بسبب تزايد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، فضلاً عن خفض إمدادات "أوبك بلس" التي أدت إلى تشديد السوق.
وحذرت "بلومبرغ" من أن ارتفاع أسعار الطاقة، حال استمراره، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة المخاطر التي يواجهها الاقتصاد العالمي، كما أنه سيشكل تحدياً لمحافظي البنوك المركزية في سعيهم لكبح جماح التضخم.
وارتفع حجم التداول، حيث تم تداول حوالي 300 ألف عقد من خام برنت وأكثر من 260 ألف عقد من خام غرب تكساس قبل الساعة 11 صباحاً بتوقيت سنغافورة، وهي أرقام أكثر بكثير من المعتاد، وكان هناك أيضاً تداول نشط لخيارات شراء خام برنت لشهر يونيو المقبل، والتي تركزت حول أسعار التنفيذ البالغة 90 دولاراً و95 دولاراً للبرميل.
ونقلت "بلومبرغ" عن محللي "RBC Capital Markets LLC"، بما في ذلك هيليما كروفت، قولهم في مذكرة قبل ارتفاع أسعار النفط: "نواصل تسليط الضوء على الخطر المتزايد المتمثل في أن هذه الحرب ستزيد من حدة التصعيد، وأن إمدادات النفط يمكن أن تقع في مرمى هذا الصراع المنتشر".