الخليل- معا- ضمن فعاليات احياء "يوم الأسير الفلسطيني" احتضنت جامعة القدس المفتوحة فرع الجنوب، ندوة حوارية حول واقع الاسرى والاسيرات بعد السابع من اكتوبر تحت رعاية حركة فتح إقليم الجنوب وبالشراكة مع نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الاسرى ولجنة الاسرى في الجنوب .
وشارك في الندوة الحوارية قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين وعبد الله الزغاري رئيس نادي الأسير الفلسطيني وطواقم الهيئة والنادي العاملين في محافظة الخليل.
وحضر الندوة العشرات من كوادر الاسرى المحررين وفعاليات الجنوب وامين سر حركة فتح في الجنوب اياد ريان والمناطق التنظيمية وكافة مؤسسات الجنوب وبلدية دورا وطاقم مديرية التربية والتعليم وإدارة مركز شهداء دورا والعشرات من طلبة الجامعة إضافة الى أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعة.
وبدأت الندورة الحوارية التي ادارها رمضان مطر رئيس نقابة العاملين في الجامعة بقراءة القرآن والسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء، حيث قدم الدكتور نعمان عمرو مدير الجامعة كلمة مرحبا بكافة الحضور والضيوف وموجها التحية الى كل الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لابشع عمليات التنكيل والاجرام وخاصة بعد السابع من اوكتوبر وأدت الى ارتقاء ما يقارب 16 اسيرا شهداء نتيجة الإهمال الطبي والقتل المباشر.
وأكد عمرو، في كلمته ان الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، استطاعت أن تصنع نبراس البطولة والتضحية، وتسطر تاريخاً رائعاً ومشرقاً، مميزاً، كتبت حروفه بالدم والمعاناة، بالصمود والإرادة الفولاذية، تاريخاً يتواصل عطاء، ويزداد إشراقاً مع فجر كل يوم جديد، تاريخاً حافلاً بالمفاخر الوطنية، ويحوي الكثير من المعاني اللامعة والمدلولات التي تنبض بإرادة الخلاص.
واعتبر ان الشعب الفلسطيني من حقه ان يفتخر بهذا التاريخ، ومن واجبنا أن نسعى لتوثيقه ليبقى منارة للأجيال القادمة، بكل جزيئاته وصوره المختلفة، فمن الواجب علينا أن نوثق التاريخ الرائع والمشرق من شهداء وبطولات وتضحيات، ومن الجانب الآخر، يجب علينا أن نوثق الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطيني الأسير، وما تعرض ويتعرض له من ممارسات غير إنسانية، ومعاملة وحشية قاسية، فاقت في عدم إنسانيتها ووحشيتها ما يتخيله ويتصوره العقل البشري.
مؤكدا ان جامعة القدس المفتوحة، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، ستبقى بكل طواقمها إلى جانب الأسرى ودعمهم، معتبراً ذلك جزءاً من رسالة الجامعة الوطنية وجزءاً من تاريخها النضالي المشهود، وأن الجامعة ستبذل كل ما تستطيع من أجل تمكين الطلبة الأسرى من استكمال تحصيلهم العلمي ومساعدتهم على التغلب على كل العقبات التي وضعها الاحتلال في طريقهم.
واستعرض، قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين، خلال كلمته، واقع الحركة الأسيرة أمام طلبة وكادر جامعة القدس المفتوحة فرع الجنوب، معربا عن أمنياته بأن تعود الجامعات الى مكانها الطبيعي في الحركة الوطنية ودعم واسناد الشعب الفلسطيني في مسيرة تحرره، من خلال قطاع الطلبة، الذي يشكل الطاقة الشبابية الحقيقية كمصدر للثورة والتمرد على الواقع الصعب الناجم عن استمرار الاحتلال واجرامه المتصاعد بحق الشعب الفلسطيني.
وكشف رئيس الهيئة الهجمة الشرسة والنازية التي تنفذها ادارة سجون الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات، تحديداً بعد السابع من اوكتوبر المنصرم.
وأطلع فارس الحضور على مجمل الممارسات والجرائم التي ترتكب اليوم داخل السجون والمعتقلات، والتي طالت كل مناحي حياتهم المعيشية والصحية والحقوقية، حيث الضرب والتعذيب والقتل والجوع والبرد والاهانة والعزل، ولم تبقى اداة تنكيل الا ومورست بحقهم، وذلك ضمن سياسة انتقام ممنهجة ومدعومة من كل الاوساط السياسية والعسكرية الاسرائيلية، اذ تم تجنيد كل مكونات منظومة الاحتلال لأداء هذا المهمة الفاشية.
وقال فارس :" اليوم أفضل فرصة للقطاع الطلابي والحركة الطلابية لاستنهاض ذاتها، ويجب أن تكون الانطلاقة من هذه القاعة، وأن يتم استشعار واستذكار هذا القطاع ودوره في الانتفاضتين الاولى والثانية، والمساهمة في اعادة احياء قضية الأسرى واسنادهم وإسناد عائلاتهم بما يليق بتضحياتهم وصمودهم وصبرهم ".
وأضاف فارس :" كل طالب وكل شخص في هذه القاعة مهم بمكانته وقدراته، وكل شيء يقدم مهما كان نوعه وحجمه يصب في مصلحة الأسرى ويخفف من معاناتهم، لذلك علينا أن لا نستهين بما يمكن أن نصنعه، فالقليل سيتحول الى الكثير وسيكبر، وسنجد أنفسنا في نهاية المطاف أمام حراك وطني مشرف ".
من جانبه قال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري في كلمته أن حجم التغيرات التي طرأت على واقع الحركة الأسيرة، وازدياد التضيق والخناق على أسرانا ومعتقلينا، ذلك في سياق فرض امر واقع جديد خاصة منذ بداية الحرب على غزة اوكتوبر الماضي ، بهدف النيل من صمودهم الذين ينتهك أمام المجتمع الدولي .
وبين زغاري هذه الاجراءات التي اتخذتها إدارة السجون بحق الاسرى والأسيرات في مختلف السجون الاسرائيلية حيث اغلقت كافة الغرف على الأسرى ومنعتهم من الخروج لساحة الفورة، كما قامت بمصادرة الأجهزة الكهربائية، وسحب كافة الاغطية والملابس ومحاربتهم بمياه الشرب وحرمانهم من الاستحمام ، بالإضافة إلى عزل ونقل قيادات الحركة الاسيرة للزنازين الانفرادية، والاعتداء عليهم بالضرب القاسي والمبرح ورائحة الدم تفوح بين صفوف الأسرى .
وأستعرض زغاري عدد الحالات الاعتقالية التي نفذها الاحتلال منذ السابع من اوكتوبر حيث اعتقل ما يزيد عن 8000 من بينهم 355 طفلا و300 إمراة بالإضافة إلى المئات ممن اعتقلوا من قطاع غزة بعد السابع من اوكتوبر وحتى اليوم، حيث ما زالت تخفي دولة الاحتلال اماكن احتجازهم وظروفهم الحياتية والصحية، علماً أن الاحتلال أعلن عن استشهاد العديد من أسرى غزة ولكن ما زال هناك حالة من التعتيم عن هويتهم وظروف استشهادهم حتى هذه اللحظة.
وفي مداخلة باسم أهالي الاسرى القاها نادر أبو هليل امين سر فتح منطقة دورا التنظيمية، وهو والد اسيرين معتقلين إداريا في سجون الاحتلال وتعرضا لتنكيل وحشي واعتداء اجرامي خلال اعتقالهم وخلال وجودهم رهن الاعتقال. موضحا ان ما يحدث مع الاسرى من عمليات قمع وتنكيل وفظائع ترتكب بحقهم مدعاة لكل الشعب الفلسطيني ان يتحرك للانتصار لهم معربا عن قلقه وتخوفه على حياة ابناءه في ظل انقطاع أي اخبار ومعلومات عن ظروفهم وان اخبارا ترشح عن اسرى تحرروا حديثا ان ما يحدث هو قرار قتل بحق الاسرى. موجها نداءه وصرخته الى الى كل الاحرار والشرفاء لايقاف الجريمة المنظمة التي ترتكب بحقهم مع سبق إصرار وترصد.