بيت لحم- معا- يونس جعافرة- يتقدم طلبة الداخل الفلسطيني المحتل سنويا للتسجيل في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية؛ إبان ظهور نتائج الثانوية العامة بنسب متفاوتة، وعلى الرغم من توفر الجامعات الاسرائيلية القريبة من مناطق سكنهم إلا أن اختيار الطلبة لغيرها كجامعة بيت لحم كان نتيجة التضيقات والعوائق العنصرية التي يتعرض لها الطالب الفلسطيني.
فَرح زيدان من إعبلين قضاء الجليل المُحتل، هو أحد طلبةِ التَّمريض في جامعة بيت لحم الواقعة في وسط المدينة؛ يشرَحُ أسباب اختيارِه لها في أنّه قَدْ تخرّج من الثانوية بعمر 24 عام بسبب عمله لمدة 5 أعوام في الإسعاف الأولى، وَلم يُرِد تَقديمَ" البسيخومتري " الاسرائيلي كي لا يضيّع الوقت عليه.
و"البسيخومتري "هو امتحان القبول في الجامعات الإسرائيلية،والذي يشكل أهمية كبيرة بالقبول بنسبة 70% و 30% الباقية تعتمد على "البجروت" أو امتحانات الوزارة في إسرائيل، ويتعرض الطلبة الفلسطينيون لتمييز عنصري واضح بينهم وبين الطلبة اليهود؛ فقد أشارت المحاضرة الجامعية في " علم الاجتماع" في جامعة بيت لحم " عربية منصور " أن الطلبة العرب يحصدون علامات عالية في امتحان "البسيخومتري" لكن تجد التضييق من قبل إسرائيل بسبب هيكلية الامتحان المبني على الثقافة اليهودية التي تصب في مصلحة الطالب اليهودي على حساب العربي حيث يصل الفرق بينهم 100 نقطة؛ فيصبِحُ من الصعب أن يصل النقاط التي يجمعها الطالب أكثر من 650 نقطة من أصل 800 هذا لا يسمح له بدخول التخصصات العلوم الدقيقة كمثل الطب والصيدلة وغيرها من التخصصات.
وأوضحت منصور أن هذا الأمر يأتي بسبب قلة وضعف الاستثمار في الطالب العربي الذي لا يتعدى 20% وأيضا حاجز اللغة والثقافة سبب عائق للدخول للجامعات الإسرائيلية ودافع بنفس الوقت للدخول للجامعات الفلسطينية ومن اكثر التخصصات التي يوجد عليها أقبال هي التخصصات الطبية العلاجية.
وأضاف زيدان في أسباب ارتياده جامعة بيت لحم أن أهمية وجود تنوع في المساقات التي تدرس في الجامعة، وخلق حالة وعي كبيرة للطالب الفلسطيني لقضيته وقضايا مختلفة تعد أهم التشجيعات للدراسة والاستفادة منها، إضافة لاختصار الوقت في دخول الجامعة وذلك لعدم حاجة الجامعات الفلسطينية لأن يكون المتقدم للتسجيل فيها حاصل على شهادة البسيخومتري؛ فقد تقدم للدراسة في جامعة بيت لحم عام 2019 ليتم قبوله مباشرة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من التخصصات التي ترفض " اسرائيل " الاعتراف بها في الجامعات الفلسطينية علاوة على رفضها شهادة الجامعة ككل؛ فاختيار تخصص التمريض لزيدان يعود سببه قبول شريعته في " النظام الإسرائيلي".
وأكدت المحاضرة " عربية منصور" أن مجلس التعليم العالي الاسرائيلي قد أدرك تلفت لموضوع استقطاب الجامعات الفلسطينية للطلبة حاملي الهوية الزرقاء؛ ليرسل مؤخرا رسالة تهديد بطريقة غير مباشرة لجامعة بيت لحم والجامعات الأخرى والمعاهد، فحواها يتضمن أن توقف جامعة بيت لحم التدريب الميداني لكل من تخصصي الخدمة الاجتماعية والتمريض في القدس وعمل التطبيق الميدانية في مناطق السلطة باعتبار فلسطين دولة أجنبية بالنسبة لإسرائيل حدث ذلك بعد صفقة القرن؛ علها تنجح في إعادة استقطاب الطلبة للجامعات الاسرائيليّة.
إن الطلبة العرب الحاملين للجنسية الإسرائيلية يعيشون أوضاعا صعبة وتحديات بعد أكمالهم الثانوية العامة للدخول للجامعات الاسرائيلية، بين أن يتجهوا لقبول الأمرِ الواقع والدراسة بجهد مضاعف للحصول على علامة 469 من أصل 800 وهي علامة النجاح بامتحان البسيخومتري، على الرغم من أنَّ السياسات التعجيزية التي تفرضها وزارة التعليم الإسرائيلية على الطلاب العرب منها حصر مقاعد القبول للطلاب العرب بإعداد قليلة وقليلة جداً. أو التسجيل في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية للحصول على كرامة التعليم وأحقيته رغم صعوبة المواصلات وبعد المنطقة.