الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ايها الرئيس يليق بك أن تكون رئيسا لدولة كفرنسا بقلم : احمد زكي

نشر بتاريخ: 15/03/2006 ( آخر تحديث: 15/03/2006 الساعة: 19:34 )
معا - اتذكر ايها الرئيس محمود عباس صباك قبل عام ثمانية واربعين ، وما فعل اليهود في فلسطين, لعلك وعلى صغر سنك - وكبر سنك وجاهك الآن - تذكر كيف مهدت بريطانيا لليهود أقامة الدولة المزعومة على ارض فلسطين التي ذرات ترابها تدخل في تكوين دمائك وشراينك ؟ ولعلك تذكر كيف انسحبت القوات البريطانية ومسرحية الحرب المدعاة بأن العرب قاتلوا العصابات الصهيونية؟

الا تترحّم على صباك عندما كنت في صفد ، بالتأكيد صفد افضل واحسن من اية مدينة فلسطينية رغم تساوي المدن والقرى, لأنها مسقط رأسك وربما تفاخر انك من هذه المدينة المنسية التي اغتصبتها العصابات الصهيونية, ما اشبه اليوم بالامس, مراقبون دوليون بريطانيون وامريكيون ينسحبون من سجن اريحا المتواجد به الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات, ليمكنوا الاسرائيليين بغطرستهم وبطشهم من هدم السجن فوق رؤوس ساكنيه عنوة، مشهد درامي عصابات تقتل وتدمر ولا تعير وزنا لاي قانون سوى احترامها لقانون شريعة الغاب كما فعلوا عام ثمانية واربعين وبذات الاسلوب والقانون الذي اعتاد قادة الكيان اتباعه اختطف احمد سعدات ورفاقه, من السجن؟

ماذا ستقول ايها الرئيس الصابر على ضيم الاحتلال وجبروته في عام ثمانية واربعين اقتلعوك من ارضك صفد, والآن يحاولون زعزعة حكمك بأي وسيلة ومنها احراجك امام شعبك اولا واما الاخرين ثانيا.

تذكر ان الحالتين سواسية فكما الشعب مستهدف عندما انظر اليك ولرصانة عقلك, ولشخصيتك وما عرفته عنك من مقربيك انك رجل دولة ومؤسسات, وربما خصومك لا يريدون لك النجاح فانت ربما تليق بأن تكون زعيم دولة كفرنسا او غيرها من النظم السياسية الرئاسية.

وربما مراعاة للافتخار انك زعيم شعب وزعيم وطن يشترك مع فرنسا في الفاء والسين والنون, ولكن للاسف الشديد لا تملك ادوات عسكرية ومؤسسات ناجحة ورثتها من الفترة السابقة وربما ما حصل في اريحا لم تكن انت مسؤولاً عنه في ارتكاب الخطيئة باعتقال زعيم للجبهة الشعبية فربما كانت المعادلة الدولية والهجمة كبيرة اثناء حصار الرئيس الراحل ياسر عرفات ومصالح شخصية لقيادات امنية فلسطينية هي وراء اعتقال سعدات, وزجه في غياهب اريحا.

الصدق والاخلاق اللذين تنتهجها السيد الرئيس لا تجد نفعا في زمن تتكالب فيه دولة عظمى وتدعم عدوك للنيل من شعبك, فربما ينقصك الثعلبة في السياسية ووضوحك كالشمس يجعلك هدفا سهلا للامريكيين والاسرائيليين ولو لعبت سياسة انجع لكانت مكانتك افضل وهنا لا ادعوك لاتباع " المكافيلية" ولكن في بعض الاحيان يجب ان يكون ضمن تفكيرك ولو القليل منها فربما الرئيس الراحل رحمه الله, اتقن في كثير من الاحيان اللعب بالنار المحرمة عليه في عرف امريكيا واسرائيل وليس شرطا ان سياسته كانت ثعلبة, ولكن نجح في مسائل واخفق في كثير منها.

واذا كنت رجل مؤسسة كما قال لي اصدقاؤك والمقربون منك كيف ستبحر وتوصل شعبك الى بر الآمان,هل ستواصل معنا المشوار ام انه في يوم من الايام ستقول اذهبوا وقاتلوا, وان السياسة التي تؤمن بها لا تجدي نفعا فانت من الذين رفضوا عسكرة الانتفاضة, وربما وجهة نظرك تحترم وتقدر امام وجهة نظر اخرى لا تقل احتراما عن وجهة نظرك وهي المقاومة.

هل سنبقى سلطة تلاطمها الامواج من كل جهة ولا تدافع عن نفسها او على الاقل متى ستكون السلطة في موقع الهجوم, فالمشروع الاحادي لاهود اولمرت على الابواب لضم الاغوار, والكتل الاستيطانية وضم القدس المحتلة, وزحف الحدود الى ما بعد الجدار احيانا فكيف ستواجهه، اليس مطلوبا الآن مشروع دولة فلسطين مقابل مشروع اولمرت اليست فكرة اقامة دولة فلسطين من جانب واحد هي الرد على غطرسة اولمرت الذي لا يعير وزنا لك ولسلطتك ولسلطات العرب اجمع, بادر وغامر وقامر, دبلوماسيا وسياسيا, واطلق ايدي الآخرين واسمح بفك القيود.

اثنا عشر عاما عجافا من عمر السلطة الوطنية الاحتلال من فوقها يقتل ويعذب ويسرق الارض ويرمل وينكل والامريكيون الذين اعتمدنا عليهم كثيرا في حل صراع لن ينتهي من كل جانب يحاصرونا.

وما جرى في اريحا ليس نهاية المطاف فتوقع يوما من الايام ان يدخل جندي احتلالي طردك والده من صفد, ليفتش مكتبك تحت ذرائع لاحدود لها.

هل بقي ما يقال للفصائل ؟! اعترفوا بالاتفاقيات وبالشرعية الدولية والضمانات, والخ من الدعوات حتى تحافظ على بقاء قضيتنا حيه في اروقه/ شهادة ميلاد السلطة فيها وحتى لا يظن انني اهاجم احدا في مقالتي في السطة او الفصائل, هل يعقل ان ثلاثة عشر فصيلاً لا يستطيع اخراج سجين من سجون الاحتلال ولو بقي له شهر, هل يعقل ان يبقى مناضلو الشعب الفلسطيني وراء القضبان الم يفرض حزب الله اللبناني اجندته على طاولة الوسطاء الالمان لاجبار اسرائيل على الافارج عن معتقلين ان كانوا فلسطينيين او لبنانيين او عرب من سجون الاحتلال.

هل يعقل اننا كمقاومة ومنذ عام 1948 لا يزال سلاحنا بندقية استخدمت في الحرب العالمية الاولى ( 57 عاما الم تفكر المقاومة على تطوير سلاحها لمواجهة اسرائيل التي بنت مفاعلها النووي اليس تطوير الادوات هي الاساس في صراع طاحن بين من يملك الارض وبين مغتصبها, لابد لكم وضع استراتيجية ليست منحصرة في استخدام سياسي فصاروخ لا يصل مداه خمسة كيلو مترات في معظم طلعاته يرقص مثل فيفي عبدو , رحم الله يحيى عياش.