مصطفى البرغوثي : ما قيمة اجهزة امنية تقوم اسرائيل بتعريتهم متى ارادت ذلك ؟
نشر بتاريخ: 15/03/2006 ( آخر تحديث: 15/03/2006 الساعة: 19:34 )
القدس - معا- رفض قياديون فلسطينيون تحميل كامل المسؤولية للسلطة الفلسطينية عما جرى من عدوان اسرائيلي ضد سجن اريحا واعتقال الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات ورفاقه الاخرين ، معتبرين ان اسرائيل ومعها حكومتا امريكا وبريطانيا مسؤولتان بصورة مباشرة عن تلك الاحداث .
وقال د. مصطفى البرغوثي رئيس كتلة فلسطين المستقلة ان الاحتلال الاسرائيلي هو المسؤول الاول عن جريمة امس .
واضاف البرغوثي " هي جريمة اسرائيلية بالكامل ارتكبت لدواع انتخابية نتنه ومقيته اما الجانبان الامريكي والبريطاني فهما متواطئان وشريكان في هذه الجريمة ".
ورفض البرغوثي تذرع الجانبين الجانبين الامريكي والبريطاني برسائل سابقة ارسلت للسلطة الفلسطينية حول ظروف وشروط اعتقال سعدات وقال " لا يجوز للمراقبين ان يغادروا مواقعهم دون ابلاغ احد وبالتالي فخروجهم كان استهتارا باتفاقية دولية ضمنوها مما سيؤدي الى عدم ثقة الفلسطينين باية ضمانات من هذه الاطراف ".
ويرى البرغوثي ان السلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية من حيث طبيعة الاتفاق باعتباره اتفاقا جائرا ولانها لم تطلع الاطراف الفلسطينية كافة على بنود الاتفاق .
وجدد البرغوثي اقتراحا لطالما كان تحدث فيه لمواجهة العدوان الاسرائيلي وتصليب الموقف الفلسطيني يقوم على تشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة للشعب الفلسطيني بعد ان تفتح م.ت.ف ابوابها لانضمام القوى الفلسطينية الموجودة خارج اطارها وهي حماس وحركة الجهاد الاسلامي والمبادرة الوطنية .
واعتبر البرغوثي ما جرى في اريحا امس نهاية ما يسمى اتفاق "اوسلو " الذي مرّغ في الوحل عدة مرات وتساءل " اين هي البقعة من الارض التي لا تزال السلطة تسيطر عليها وما قيمة وجود اجهزة امنية تعريهم اسرائيل في الوقت الذي تريد ؟ واضاف : ان ما حدث بالامس من تعرية لافراد الامن الفلسطيني اثر فينا جميعا وما وسبب هذا الوضع هو اتفاق اوسلو وما انشأته من ترتيبات وهمية .
من ناحيته رفض د. صلاح البردويل الناطق الاعلامي باسم حركة حماس في المجلس التشريعي نقل المسؤولية كاملة على السلطة وقال ما اقترفته امريكا وبريطانيا امس في اريحا لا يمكن اخراجه من دائرة المؤامرة، رغم رسائلهم التي تحدثوا عنها، فما جرى مسؤولية لا يمكن التنصل عنها.
وحمل البردويل بشدة على تعمد جيش الاحتلال اهانة افراد الامن الفلسطيني وقال ما قامت به اسرائيل على مرأى من العام اجمع وممارستها ابشع عمليات الاهانة لهؤلاء وللمجاهدين المعتقلين كان مستفزا ضد الشعب الفلسطيني كافة خدمة لاسرائيل قدمتها اميركا وبريطانيا.
وفيما يتعلق بمسؤولية السلطة عما جرى قال البردويل: تتحمل السلطة بعضا من المسؤولية وطالما انها تسلمت رسائل فقد كان الاجدر بها ان تطلق سراح سعدات بعد ان ابدت الجبهة الشعبية استعدادا لتوفير الحماية لها, كما كان من المفترض قبل ذلك ان تؤمن السلطة ومعها حركة فتح الحماية للواء فؤاد الشوبكي باعتبارها احد كوادرها, واضاف لا يوجد في السياسة حسن نوايا ولذلك تبقى على السلطة مسؤولية وكان يفترض بها ابلاغ الفصائل بتطورات الاسابيع الاخيرة لأن هذا امر وطني يخص الجميع, ولأنه وضعنا على حافة انتفاضة جديدة وكان من المفترض على السلطة ان تفرج عن سعدات وزملائه لكن ان يسلم سعدات بهذه الطريقة المهينة فهو امر لا يمكن قبوله.
واتهم البردويل امريكا وبريطانيا اللتين تواطئتا في الاعتداء على سجن اريحا, بأنهما قدمتا مساعدة ليهود اولمرت ليفوز في الانتخابات القادمة حتى يمكنه تنفيذ خطته احادية الجانب اي الانسحاب من مناطق من الضفة الغربية واستمرار السيطرة على الجزء الاكبر من الاراضي الفلسطينية .
واكد البردويل على ضرورة ان يفتح ملف اعتقال سعدات فلسطينيا والتحقيق معه بكل جدية اذ لا بد من جلاء الصورة، ومن المفضل ان يصدر الرئيس ابو مازن بيانا رسميا حول ما جرى وملابساته, واضاف للرد على هذه الخروقات لا بد من تشكيل الحكومة الفلسطينية وان تكون حكومة وطنية ائتلافية فشعبنا اجترح وسائل الدفاع عن نفسه يستطيع هذه المرة عن طريق التوافق الوطني افشال المخططات الاسرائيلية والرد على الاعتداءات السافرة التي تقترفها دولة الاحتلال.
الى ذلك ابدى حاتم عبد القادر القيادي في حركة فتح عن استغرابه واستهجانه من الحملة الاعلامية ضد ابو مازن والتي تشارك فيها اطراف جديدة بدءا من جاك سترو وحتى ابو مرزوق وما بينهما وقال اعتقد ان هناك نوايا متينة ضد السلطة وهناك ارهاصات من اجل الاطاحة بالسلطة وهذا توجه خطير من جانب امريكا وبريطانيا يستهدف ترسيخ مقولة عدم وجود شريك فلسطيني في المفاوضات واعطاء ضوء اخضر لاسرائيل من اجل المضي قدما في تنفيذ مشاريعها احادية الجانب, وما جرى بالامس من قرصنة اسرائيلية وبممارسة اميركية وبريطانية يؤكد هذا التوجه الاسرائيلي وبالتالي نحن ننظر بخطورة بالغة الى ذلك لأن الامور وصلت الى حد يتجاوز قدرة الفلسطينيين على ضبط النفس .
واشار عبد القادر :" ان كثيرين في الساحة الفلسطينية بما في ذلك فتح لم يكونوا على علم بفحوى اتفاق رام الله بخصوص ظروف وشروط اعتقال سعدات ورفاقه، وقال هذا الاتفاق وقع في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات ولم نحط خبرا به, ولقد سبق ان طالبنا في التشريعي السابق من السلطة التنفيذية احاطة التشريعي بهذا الاتفاق وما اذا كان هذا الاتفاق محكوما بسقف زمني فيما يتعلق باعتقال سعدات ام انه سقف محدود, لكننا لم نتلق اي اجابة وبقي الغموض محيطا بهذا الاتفاق حتى انه لم يكن معلوما بتفاصيله وفحواه على امين عام الجبهة وزملائه المعتقلين".
وبشان الرسائل الاميركية البريطانية للسلطة الفلسطينية قال عبد القادر :" هذه الرسائل فنية ولم يكن هناك داع لاخبار الفصائل بها, لانها تتعلق بصميم عمل السلطة وبالمنظومة الامنية داخل السجن لقد كان للبريطانيين والامريكيين عدد من الملاحظات حول التسهيلات الممنوحة للمعتقلين واعتبروها بانها تتجاوز انظمة الاعتقال الدولية, لكننا من جهتنا اكدنا ان هذه الانظمة هي في حدود القانون الفلسطيني ونحن لم نتجاوز هذه الحقوق".
وشدد عبد القادر على مسؤولية اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا عما جرى وقال :" لقد فوجئنا بانسحاب الحراس دون سايق انذار ولم نتلق من الاسرائيليين ما يشير الى ان السلطة لا تلتزم بالاتفاق".
من ناحيته قال حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف :" ان اللجنة التنفيذية ستعقد قريبا اجتماعا لها لمناقشة تداعيات العدوان الاسرائيلي على سجن اريحا واعتقال امين عام الجبهة الشعبية واضاف ما جرى بالامس كان عدوانا على السلطة تم التوقيع عليها عدا عن كونه عدوانا على السلطة الفلسطينية بل يمكن وصفه بانه عملية قرصنة ما يتطلب ضرورة مراجعة جذرية لطبيعة هذا الاتفاق والاصرار مستقبلا على ضمانات جدية تلزم اسرائيل باحترام الاتفاقيات التي توقعها بعد ان اثبتت التجربة انها تتنصل داثما من جميع اتفاقياتها".
واكد عميرة ان الجانبين الامريكي والاسرائيلي بعثا باكثر من رسالة حول ظروف اعتقال سعدات وقال كان هناك رسائل تصل من هذه الاطراف وتتركز حول ما يسمونه بتجاوزات في موضوع الزيارات المقابلات لكن هذه الرسائل لم تهمل وكان يجري الرد عليها وكنا نعلم في اللجنة التنفيذية بفحوى هذه الرسائل دون ان نطلع عليها.
الى ذلك رفض عميرة تحميل الرئيس ابو مازن المسؤولية عما ال آليه مصير سعدات ورفاقه وقال من يتحمل المسؤولية هي حكومات اسرائيل واميركا وبريطانيا, ولم يكن بمقدور ابو مازن ان يفعل شيئا فاسرائيل لم تبق على سريان اي من الاتفاقيات التي وقعتها لان هذه الاتفاقيات لم تحمل صيغة الالزام المتضمنة فرص العقوبة على الطرف الذي يتنهكها وعليه فان اي اتفاقية مستقبلية يجب ان تكون ملزمة.