رام الله- معا- إسلام أبو عرة- على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الشركات والبنوك الفلسطينية جراء الحرب التي يشنها الاحتلال؛ إلا أنها لم تتردد في التحرك السريع لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، حيث تعرضت الأرض والبشر لموجة هجمات شديدة، ولم يقتصر الدمار على الممتلكات بل طالت أرواح الأبرياء أيضًا.
ومع الظروف القاسية التي فرضها الحصار وإغلاق المعابر، فقد كانت المساعدات الغذائية والعينية التي قدمتها هذه الشركات والبنوك ذات أثر كبير في تخفيف معاناة شعبنا بغزة ومواجهة آثارحرب الإبادة المستمرة على مسمع ومرأى من العالم أجمع.
المبادرات الإنسانية للبنوك الفلسطينية
في بيان أصدرته مجموعة بنك فلسطين، أعلنت الشركة عن تقديم دعم إنساني ملموس خلال الأزمة الإنسانية التي يمر بها قطاع غزة جراء الحرب الأخيرة.
وتضمن البيان توفير مجموعة متنوعة من الخدمات والمساعدات للمتضررين والنازحين، حيث قدم البنك طرود غذائية في الضفة الغربية بالإضافة لتوفير مليون وجبة طعام في قطاع غزة.
وأوضح البيان أن الجهود الإنسانية الهائلة شملت توفير الوجبات الساخنة، والمياه المعدنية، والمساعدات المالية العاجلة للمرضى، بالإضافة إلى توفير المستلزمات الشتوية وتقديم الدعم النفسي للعائلات والأطفال في المراكز الإيوائية.
وتمثل هذه الجهود استمراراً للمساعدات التي قدمتها المجموعة منذ بداية الحرب، والتي بلغت قيمتها الإجمالية ما يقرب من 2.5 مليون دولار أمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت مجموعة بنك فلسطين عن شراكة استراتيجية مع مؤسسة التعاون لرعاية 20 ألف يتيم في قطاع غزة، بمساهمة سنوية قيمتها 2 مليون دولار. وقدم البنك الإسلامي العربي مساهمة بقيمة 250 ألف دولار لتقديم المواد الغذائية في قطاع غزة، استجابة لنداء من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وفي خطوة مماثلة، قدم البنك الإسلامي الفلسطيني آلاف الوجبات الغذائية الساخنة للعائلات النازحة في قطاع غزة، مؤكداً تضامنه مع الجهود الوطنية لمساعدة أهل غزة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب.
مجموعة الاتصالات الفلسطينية وباديكو في طليعة المساعدة
رغم الخسائر الكبيرة في البنية التحتية لمجموعة الاتصالات الفلسطينية" بالتل وجوال"، وحتى فقدان بعض الموظفين جراء الاستهداف العدواني، إلا أنها تصرَّفت بروح إنسانية عالية المستوى خلال الأوقات العصيبة التي يعيشها قطاع غزة جراء الحرب، ولم تبخل جهودها في تقديم الدعم والمساعدة تحت إشراف وتوجيه مباشر من نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتصالات الفلسطينية، السيد بشار مصري، حيث تم تنظيم وتنفيذ هذه الجهود رغم التحديات، مما ساهم في تخفيف المعاناة عن السكان وتقديم الدعم المناسب لهم في هذه الظروف الصعبة.
ومنذ بداية الحرب، تحركت مجموعة الاتصالات الفلسطينية وشركة باديكو على الفور لتقديم الدعم والمساعدة لأهل غزة، فكانت المبادر الأول لتقديم يد العون لأبناء شعبنا في غزة منذ الأيام الأولى للحرب، فقدمت المئات من الآلاف من الطرود الغذائية والوجبات الجاهزة للنازحين والمتضررين، وفتحت مطابخًا" مطابخ غزة العزة" لتقديم الوجبات مجانًا في مناطق شمال وجنوب ووسط القطاع.
بهذا التضامن القوي والتعاون الجاد، يظهر التعاون بين مجموعة الاتصالات الفلسطينية وباديكو كمثال يُحتذى به في تقديم الدعم والمساعدة في ظل الأزمات، و نشر العديد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات للشركات في بداية الحرب لمُضاعفة الجهود والاقتداء بهذه الشركات الرائدة في تقديم المساعدة لأهلنا في غزة، هذا التفاعل الذي يعكس الالتزام بدعم المجتمع والوقوف إلى جانب أهل غزة في كل الأوقات.
وفي سياق متصل قام بشار مصري، من خلال مبادرته "عالأرض"، بالتعاون مع هيئة الجدار والاستيطان، بترميم منازل تعرضت للحرق الكامل من قبل المستوطنين في قريتي المغير ودوما بالضفة الغربية أثناء هجمات المستوطنين المتصاعدة.
من جهتها قدمت شركة أوريدو جهودًا إنسانية ملموسة لدعم أهل القطاع المتضررين، فمنذ بداية الحرب، قدمت الشركة آلاف الحزم الغذائية المجانية، ومازالت تواصل تقديم الدعم للنازحين والمتضررين في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، قامت أوريدو بتنظيم عدد من الفعاليات الترفيهية للأطفال، بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي وغيره من الجهات المحلية، بهدف تخفيف الضغط النفسي عن الأطفال في ظل الأوضاع الصعبة التي يمرون بها.
رغم التحديات الكبيرة والصعوبات التي فرضتها الحرب ونقص الموارد، سارعت الشركات الفلسطينية التي ذكرنا بعضها في تقريرنا لمد يد العون لأهلنا في غزة، وجسدت هذه الجهود تكاتف شركات القطاع الخاص مع المواطن الفلسطيني، وأظهرت شجاعة واصراراً لمواجهة التحديات وتقديم الدعم في الظروف الصعبة.