رام الله - معا- اختتم وزير الثقافة عماد حمدان أسبوع أفلام: (النكبة، سردية سينمائية) والذي أطلق برعاية الوزارة وبالشراكة مع مسرح وسينماتك القصبة ومنصة فلسطين الثقافية احتفاءً بذكرى النكبة السادسة والسبعين، وذلك على مدار خمسة أيام، في مسرح وسينماتك القصبة في رام الله.
وجاء عرض الختام لفيلم "عباس 36" للمخرجتين مروة جبارة طيبي، ونضال رافع.
وحضر الختام وكيل الوزارة جاد غزاوي، ومدير ومؤسس وسينماتيك القصبة في مدينة رام الله، جورج إبراهيم، وعدد من المهتمين والفاعلين في المشهد الثقافي.
وتناول فيلم الختام "عباس 36" قصة عائلتين فلسطينيتين سكنتا نفس البيت في حيفا في عباس 36. لطالما هاجس المكان رافق العائلتين، هذا البيت هو حاضر عائلة رافع و ذات البيت هو ماضي عائلة أبو غيدا. عائلة أبو غيدا هجرت على أيدي الاحتلال الإسرائيلي من حيفا، وعاشت الهجرة والشتات في بقاع العالم أجمع. اختارت عائلة رافع أن تشتري البيت، من يد مغتصبيه حفاظا على ذاكرة المكان وأهله الأصليين.
وخلال الاسبوع عرض فيلم "جَنين، جنين" ومدته 60 دقيقة، للمخرج محمد بكري، حيث حارب الاحتلال الاسرائيلي، وحمل روايته الفلسطينية بفيلم “جنين، جنين” عام ، 2002 الذي صوَّر آثار الدمار الذي أحدثه اجتياح المخيم عام 2002، ولاحقه الاحتلال على خلفية الفيلم طوال 20 عامًا، إلى أن صدر قرار محكمة العدل العليا بمنع عرض الفيلم بتاتًا ومصادرة جميع نسخ الفيديو وتغريم المخرج محمد بكري بمبالغ طائلة، التاريخ يُعيد نفسه، حيث يجتاح جيش الاحتلال مخيم جنين ثانية وثالثة ورابعة، فيأتي هذا الفيلم، “جَنين، جنين”، ليكتب روايتنا الممنوعة والملاحقة، ويوثِّق من جديد الملاحقات الإسرائيلية من ناحية، ومن الناحية الأخرى، آثار الاجتياح الأخير المُدمِّر لمخيم جنين.
أما فيلم "قهوة لكل الأمم" للمخرجة وفاء جميل يرصد حكاية الفلاح الفلسطيني عبد عبد ربه، اللاجئ من قرية الولجة، إلى مخيم الدهيشة، قرب بيت لحم، هذا فلاح فلسطيني لا يريد التخلّي عن أرضه، ويعمل على التمسّك بها، بكل ما أُوتي من قوة (على ضعفه، وقلّة حيلته)، حتى لو كان ثمن ذلك باهظاً على المستوى العائلة، إذ نرى تذمّر زوجته وتبرّمها من موقفه، أو على المستوى الشخصي، نرى تهالك صحته وتهاويها.
كما عرض فيلم "يافا أم الغريب" للمخرج رائد دزدار
الفيلم الوثائقي الذي يعتمد على التاريخ الشفوي لهذه المدينة الفلسطينية المهمة قبل نكبة العام 1948. وُلد وعاش معظم ضيوف الفيلم في يافا قبل النكبة وحالياً يعيش معظمهم في الشتات الفلسطيني. يتشاركون ويتقاطعون في قصصهم وذكرياتهم الحية لتغطية معظم جوانب الحياة في يافا وأهمها قبل النكبة. ومن خلال ذاكرتهم الحية والأرشيف المصور والوثائق، يجهد الفيلم في إعادة بناء بصري لهذه المدينة النابضة بالحياة قبل النكبة: من الأحياء الرئيسة إلى الأسواق إلى النوادي الرياضية والحياة الثقافية والاجتماعية ودور السينما والمقاهي والمدارس وتجارة الحمضيات. والجزء الأخير من الفيلم شرح لما حصل لعائلاتهم ومنازلهم وقراراتهم المريرة لترك المدينة بسبب المعارك والمجازر.
أما فيلم "الزمن الباقي" للمخرج إيليا سليمان في سردية حميمة وذاتية تتنقل عبر أربعـة فصـول مــن حيــاة عائلــة فلســطينية مــن العــام 1948 إلــى الزمن الحاضر. يمـزج المخـرج بيـن ذكرياتـه الخاصـة وذكريـات والديـه واصفـاً الحياة اليوميـة لهؤلاء الفلسـطينيين الذيـن بقـوا علـى أرضهـم.