الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سيبدأ الدولار الأمريكي القوي في فقد الزخم الصعودي؟

نشر بتاريخ: 22/05/2024 ( آخر تحديث: 22/05/2024 الساعة: 12:21 )
هل سيبدأ الدولار الأمريكي القوي في فقد الزخم الصعودي؟

هل سيبدأ الدولار الأمريكي القوي في فقد الزخم الصعودي؟

لقد ضعفت العوامل الداعمة للزخم القوي للدولار الأمريكي تدريجياً هذا العام، فقد انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 105 نقطة خلال تعاملات هذا الأسبوع بعد فشله في اختراق مستوى 106.5 نقطة في الأسابيع الماضية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الدولار الأمريكي لا يزال مرتفعًا منذ بداية العام بأكثر من 3.5%، مدعومًا من بقاء الاقتصاد الأمريكي قويًا وتمسك البنك الاحتياطي الفيدرالي بموقفه المتشدد تجاه أسعار الفائدة مما يزيد من جاذبية الدولار، ولكن هناك الكثير من التحديات التي تقف أمام أداء العملة الأمريكي في الفترة القادمة

1 .الاقتصاد الأمريكي لم يعد محمومًا

كان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الربع الأول 1.6% فقط، وهو أسوأ ربع منذ الركود الفني في النصف الأول من عام 2022 الامر الذي اثر سلبا على الدولار الأمريكي في سوق تداول العملات وفي أبريل سجل كل من مؤشر ISM للخدمات والتصنيع قراءة أقل من 50 نقطة، مما يشير إلى أن الاقتصاد قد يتباطأ في الربع الثاني من عام 2024، وانخفض مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي للشهر الثالث على التوالي في أبريل ليصل إلى 97 وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2022.

2 .سوق العمل في الولايات المتحدة ضيق

انخفضت العمالة الجديدة بالقطاع غير الزراعي إلى 175 ألف وظيفة في شهر أبريل من 315 ألف وظيفة في مارس، متراجعة إلى أقل من 200 ألف للمرة الأولى في الأشهر الخمسة الماضية، وتباطأ معدل النمو السنوي لمتوسط الأجر في الساعة في أبريل إلى 3.9% للشهر الثالث على التوالي وهي المرة الأولى منذ يونيو 2021 التي ينخفض فيها إلى أقل من 4%.

وتراجع مؤشر التوظيف في قطاع الخدمات ISM إلى 45.9 نقطة في أبريل أي أقل من 50 للشهر الثالث على التوالي، كما أدت بيانات التوظيف التي صدرت يوم الجمعة الماضية (3 مايو) إلى انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4.6% مسجلة أدنى مستوى منذ 9 أبريل، وعكست العقود الآجلة لأسعار الفائدة مرة أخرى التوقعات بخفض سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.

3 .توقف تباطؤ التضخم

على الرغم من توقف تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، إلا أنه لا يكفي ليتخلى البنك الاحتياطي الفيدرالي عن موقفه الحذر، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بعد الاجتماع في الأول من مايو، صرح الرئيس باول أن تعديل سعر الفائدة التالي من غير المرجح أن يكون رفعًا لسعر الفائدة.

ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 2.8% سنويًا في مارس، والذي انخفض من أعلى مستوى بلغ 5.6% في فبراير 2022 ويقترب من توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي البالغة 2.6% في الربع الرابع من عام 2024، لذلك، فإن بيانات التضخم قد تمنع تراجع مؤشر الدولار إلى ما دون المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا (عند حوالي 104.56) في الأسبوع المقبل.

أهم العوامل المؤثرة على الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي متغير ويمكن لعوامل متعددة أن تغير قيمة هذه العملة، إن إدراك هذه العوامل يساعدك على اتخاذ قرارات أفضل والاستعداد لتحقيق الربح في الأسواق المالية المختلفة، فيما يلي أهم العوامل يمكن أن تؤثر على الدولار الأمريكي.

1 .سعر الفائدة

أحد أهم العوامل التي تؤثر على الدولار الأمريكي هو سعر الفائدة الذي يحدده البنك الاحتياطي الفيدرالي، ارتفاع الفائدة يعني ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي حيث يصبح سعر المال أكثر تكلفة، أما انخفاض سعر الفائدة يعني أن سعر الإقراض أو الاقتراض أرخص مما يقلل من قيمة الدولار، نظرًا لأن هذا مؤشر مهم جدًا، فيجب عليك وضعه في اعتبارك حتى تتمكن من رؤية مسار الدولار الأمريكي.

2 .معدل النمو الاقتصادي

المؤشر الأكثر أهمية لأي اقتصاد هو معدل النمو الاقتصادي، فالمعدل الأعلى سيزيد من قيمة تلك العملة الوطنية وانخفاض معدل النمو سيقلل من قيمتها.

إذا ارتفع معدل النمو الاقتصادي الأمريكي فهذه إشارة إيجابية يمكن أن تزيد الطلب على الدولار الأمريكي وتنمو قيمته، وإذا حدث السيناريو العكسي، فستكون هذه إشارة سلبية على الاقتصاد ويمكن أن تقلل من قيمة الاقتصاد، وحتى التوقعات بشأن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن تغير سعر الدولار الأمريكي.

3 .معدل التضخم

معدل التضخم هو متوسط معدل أسعار المنتجات المختلفة في الاقتصاد والخدمات وهو مؤشر مهم جدًا، ويعد ارتفاع معدل التضخم إشارة سيئة للاقتصاد حيث يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الوطنية، أما انخفاض معدل التضخم له تأثير معاكس تمامًا للسيناريو المذكور أعلاه، حيث يؤدي إلى زيادة قيمة العملة الوطنية لأن ذلك يعد إشارة إيجابية للاقتصاد.

تغيرات معدل التضخم الأمريكي مؤشر مهم للغاية يمكنه تغيير قيمة الدولار الأمريكي، فارتفاع معدل التضخم إشارة سلبية للدولار الأمريكي بينما انخفاض معدل التضخم إشارة إيجابية للاقتصاد الأمريكي، مما يرفع قيمة وسعر الدولار الأمريكي.

4 .معدل البطالة

معدل البطالة هو عدد جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 65 عامًا والذين ليس لديهم أي وظيفة أثناء بحثهم النشط عن وظيفة.

إذا زاد معدل البطالة في الاقتصاد الأمريكي فهذا يعني أن المزيد من الناس عاطلون عن العمل، وهي إشارة سلبية للاقتصاد تظهر أيضًا تباطؤ النمو الذي سيؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار الأمريكي

الآن إذا انخفض معدل البطالة فهذا يدل على أن الاقتصاد ينمو ويعمل بشكل جيد للغاية، وسيعود بالنفع على المجتمع بأكمله وسيستمر الطلب وقيمة الدولار الأمريكي في الارتفاع

5 .الوظائف الشهرية الجديدة

تعد الوظائف الجديدة أحد أهم مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، نمو الوظائف الجديدة شهرياً يعني أن الاقتصاد ينمو ويستطيع استيعاب الموارد البشرية بشكل جيد جداً للاقتصاد، وهو مؤشر إيجابي من شأنه أن يزيد من قيمة الدولار الأمريكي في العالم.

وينطبق الشيء نفسه عندما يتراجع خلق فرص العمل الجديدة، ويعتبره المستثمرون والناشطون الاقتصاديون إشارة سيئة من شأنها أن تخفض قيمة الدولار الأمريكي.

6 .التوترات الجيوسياسية

هناك توترات جيوسياسية أكثر من أي وقت مضى في العالم، وبالنسبة لعام 2024 ستستمر هذه التوترات في الارتفاع حيث يوجد العديد من القوى الجديدة في العالم تتنافس على المزيد من الموارد في العالم.

أي توتر جيوسياسي مفيد جدًا لقيمة الدولار الأمريكي لأن ذلك سيزيد الطلب على العملة الوطنية للولايات المتحدة، حيث يرغب جميع الأشخاص في تحويل أموالهم إلى الدولار الأمريكي لأن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر اقتصاد في العالم وبالتالي فهو مكان آمن للغاية لوضع الأموال.

7 .الحروب في العالم

الحرب تعني عدم اليقين، وهي تعمل على خروج الناس من مناطق الحرب والهجرة إلى أماكن أفضل وآمنة، وبما أن الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم ولها أكبر اقتصاد، فهي المكان الأكثر أمانًا لتحويل رأس المال وأفضل مكان للهجرة أيضًا.

أي حرب خطيرة في العالم ستؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وسيستمر الطلب على هذه العملة في الارتفاع.

8 .مبيعات التجزئة

تظهر مبيعات التجزئة كيف ينفق المستهلكون، وبالتالي فإن الزيادة في مبيعات التجزئة تعني أن المستهلكين ينفقون أكثر وهذه إشارة جيدة جدًا للاقتصاد، وإذا انخفضت مبيعات التجزئة، فهذا مؤشر سلبي على الاقتصاد يدل على وجود مشكلة داخل الاقتصاد.