تحت عنوان: حلول التكنولوجيا النظيفة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة والإنعاش الاقتصادي الأخضر في الضفة الغربية
القاهرة- معا- اختتمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في فلسطين، اليوم الثلاثاء، لقاءً إقليميًا للاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، تواصل على مدار يومين، في العاصمة المصرية القاهرة، بعنوان: "حلول التكنولوجيا النظيفة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة والإنعاش الاقتصادي الأخضر في الضفة الغربية".
وقالت "اليونيدو" في بيان صدر عنها، إن اللقاء يأتي "كمبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز القوة التحويلية للتكنولوجيات النظيفة من أجل التعافي المبكر وإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي في سيناريوهات ما بعد الصراع، وتسهيل التواصل بين رواد الأعمال الفلسطينيين في مجال التكنولوجيا النظيفة والمستثمرين من جمهورية مصر العربية والإقليم".
وهدف اللقاء الذي تم تنظيمه في إطار برنامج "مستدامة" التابع لليونيدو، والممول من الاتحاد الأوروبي، والمنفذ بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني، بالتعاون مع سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، إلى تشجيع الاستثمار في الحلول المستدامة التي تركّز على التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة والإنعاش الاقتصادي الأخضر في الضفة الغربية.
ونُظم اللقاء، بالشراكة مع مكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي في القدس ووزارة الاقتصاد الوطني، وتضمن جلستين، حيث عرضت الجلسة الأولى رؤى المتحدثين رفيعي المستوى، بمن فيهم ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والحكومة الفلسطينية، ناقشوا الدور المحوري للتكنولوجيا النظيفة في تعزيز الابتكار في التنمية الاقتصادية، لا سيما في البلدان النامية ومناطق ما بعد الصراع.
وسلطت الجلسة الثانية الضوء على مجموعة من الشركات الفلسطينية الناشئة وهي: شركة Agriotech، وشركة Aquai، وشركة Eco-Bricks، وشركة Daleel Key، وشركة Flowless، وشركة Free Wind Turbine، وشركة Glean للفرز وإعادة التدوير، وشركة Ice-Tech، وشركة Green Agri Pal، وشركة Nanotechnology لأنظمة المياه والبيئة، وشركة Palgy، وشركة Plastic to Fuel Gaza، وشركة Sustain Tech، وشركة Solar Food، وشركة Syngas، إذ قاموا بعرض حلولهم المبتكرة ونماذج النمو.
وأضافت "اليونيدو" أن "قطاع غزة، الذي دمرته عمليات عسكرية (إسرائيلية) غير مسبوقة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، يعاني أزمة إنسانية حادة. وقد تأثرت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الإسكان والطاقة والمياه والصرف الصحي والصناعة والصحة والتعليم، بشدة، ما يشكّل تحديات مستمرة لجهود التعافي وإعادة الإعمار".
وأكدت أن التحرك العاجل على الأرض أمر ضروري لتلبية الاحتياجات الملحة للفلسطينيين في قطاع غزة، كما أن الدعم ضروري لتزويد القطاع الخاص والمؤسسات في الضفة الغربية بالوسائل اللازمة للتغلب على الركود الاقتصادي الحاد الذي تعانيه حاليًا.
وأشارت إلى أنه "وسط هذه التحديات، تبرز حلول التكنولوجيا النظيفة والخضراء كمحفزات حيوية لجهود التعافي المبكر وإعادة البناء الخضراء لقطاع غزة، مقدمةً بدائل مستدامة لتلبية احتياجات البنية التحتية الفورية مع تعزيز القدرة على الصمود على المدى الطويل. كما تقدم مصادر الطاقة المتجددة فرصًا للتخفيف من نقص الكهرباء وضمان إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة للمنازل والشركات والخدمات الأساسية".
ولفتت إلى أن "دمج التقنيات الخضراء في عملية إعادة الإعمار يعمل على تعزيز عمليات الترميم المراعية للبيئة، مع التركيز على الاستدامة في البناء، وكفاءة الطاقة، وتطوير البنية التحتية الصديقة للبيئة. وبالنسبة إلى المستثمرين، يمثل الاستثمار في قطاع التكنولوجيا النظيفة فرصة لدعم الشركات الناشئة ذات الوعي الاجتماعي والبيئي، التي تتمتع بإمكانات نمو كبيرة، لا سيما في سياقات ما بعد الصراع".
خلال الجلسة الافتتاحية، قال ممثل منظمة "اليونيدو في مصر، باتريك جان جيلابرت، "إن حلول التكنولوجيا النظيفة التي تقدمها اليوم الشركات الفلسطينية الناشئة هي مثال على المرونة والابتكار، ما يدل على قدرتها على اغتنام الفرص وتحقيق أقصى قدر من النتائج".
وأضاف: "تمثل هذه الشركات الناشئة ريادة أعمال شاملة، يقودها نساء ورجال ماهرون ومبدعون، بهدف تحفيز خلق فرص العمل. ونحن نرحب بهذه الشركات الناشئة التي يمكن أن تُحدث فرقا ليس فقط في فلسطين ولكن أيضا في مصر والمنطقة. وعلى هذا النحو، فإن اليونيدو مصر ملتزمة بتيسير هذه الشراكة ودعم تطوير فرص التواصل".
وفي هذا السياق، أكد نائب المنسق الخاص، المنسق المقيم في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية، مهند هادي التأثير الأوسع لهذه المبادرات.
وقال هادي: "تؤكد هذه المبادرة الرائدة الدور المحوري لحلول التكنولوجيا النظيفة الخضراء والمرنة في تقديم استجابات الطوارئ والتعافي المبكر، بمجرد إمكانية تنفيذها على أرض الواقع. كما تؤكد أهمية إعادة بناء الاقتصاد والنسيج الحضري في قطاع غزة بشكل أفضل، وكذلك في إنعاش اقتصاد الضفة الغربية، خاصة في ظل التحديات المستمرة".
بدوره، سلط رئيس التعاون في مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس، إبراهيم العافية، الضوء على الضرورة الاقتصادية ودور الطاقة المستدامة.
وقال العافية: "لقد ساهمت الأزمة الحالية غير المسبوقة في زيادة سريعة في تكلفة الطاقة، وخاصة بالنسبة إلى الشركات والصناعات، ما أدى إلى تفاقم التقديرات الاقتصادية الفلسطينية. وهذا يُلزم القطاعين العام والخاص الفلسطينيين التركيز على حلول الطاقة المستدامة، والتي يمكن أن تكون أداة ممتازة للتخفيف من تأثير الأزمة وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي الفلسطيني".
وأضاف أن "الشركات الفلسطينية الناشئة الديناميكية في مجال التكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الخضراء التي يدعمها برنامج "مستدامة"، والتي قدمت عروضها في هذا اللقاء الإقليمي هي أفضل الجهات الفاعلة التي يمكنها تقديم استجابة من خلال تصور حلول مبتكرة للغاية".
من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية الفلسطينية، أحمد الحاج حسن، إلى المبادرات الإستراتيجية للابتكار والوصول إلى الأسواق.
وقال الحاج حسن: "إن تعزيز القدرة على الابتكار، وتسهيل نقل التكنولوجيا، وتعزيز الوصول إلى الأسواق هي في صميم مهمة هيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية الفلسطينية، وتتوافق إستراتيجيتها مع الرؤية التي قدمها برنامج فلسطين للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة التابع لليونيدو، والذي يهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية الصناعية من خلال أفكار مبتكرة ومرنة في مجال التكنولوجيا النظيفة".
وأضاف أن "هذا النهج يُعتبر محوريًا ليس فقط في تعزيز التحول الأخضر ولكن أيضًا في تعزيز التعافي المستدام وإعادة الإعمار في قطاع غزة، إلى جانب الإنعاش الاقتصادي الأخضر في الضفة الغربية".
من جانبه، تطرق مدير البرامج ورئيس مكتب اليونيدو في فلسطين أحمد الفرّا إلى الهدف الشامل من اللقاء والجهد المشترك المطلوب.
وقال الفرّا: "نحن ملتزمون بالاستفادة من التكنولوجيا النظيفة من أجل التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، بهدف إنعاش الاقتصاد، بما في ذلك الضفة الغربية، واستعادة الأمل في المستقبل".
وأضاف: "توفر الحلول المبتكرة التي تقترحها الشركات الناشئة فوائد مزدوجة تتمثل في تجديد البيئة وإعادة الاستخدام الاقتصادي. كما تعالج هذه الحلول العلاقة الحاسمة بين قطاعات الطاقة والغذاء والمياه، ما يوفر فرصًا لإعادة بناء البنية التحتية وتعزيز إنتاج الغذاء في ظل ظروف صعبة. ومن الضروري تمكين تنفيذ هذه الحلول، والاستفادة من التطابق الفريد للسياق المحلي".
وتابع: "لدعم هذه المبادرة، هدفنا هو إنشاء منصة تعاونية مع الشركاء لتطوير هذه الحلول ونشرها، ليس فقط في فلسطين ولكن أيضًا في المناطق الأخرى المتأثرة بالصراع".
وخلال الجلسة الثانية التي أدارتها مسؤولة التنمية الصناعية في البرنامج العالمي للابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة في "اليونيدو" أولغار راتاج، إذ عرضت الشركات الناشئة الفلسطينية المشاركة حلولها أمام لجنة ضمت: مدير البرامج ورئيس مكتب اليونيدو في فلسطين أحمد الفرّا، والرئيس التنفيذي لهيئة تشجيع الاستثمار والمدن الصناعية الفلسطينية أحمد الحاج حسن، ومستشار تنمية القطاع الخاص في "اليونيدو" بشير الريس، وخبيرة التنمية الصناعية في "اليونيدو" أنا كيارا سكاندوني، ونائب رئيس مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني (بال تريد) فيصل الشوا.
كما تضمن اليوم الثاني من اللقاء، جدول أعمال حافلا لبعثة اليونيدو في فلسطين مع المستثمرين وقادة الأعمال، واجتماعات مختلفة تهدف إلى تعزيز فرص الاستثمار الجديدة للشركات الناشئة وتعزيز العلاقات التجارية داخل الشبكة الإقليمية الأوسع.
وقالت "اليونيدو": "تسلط هذه الجهود الضوء على التزامنا بدعم الشركات الناشئة في نموها وتوسيع نطاقها، ما يدفع التنمية الاقتصادية المستدامة في قطاع غزة والضفة الغربية".
وذكرت أن "مستدامة" هو برنامج شامل مدته خمس سنوات يمتد حتى نهاية عام 2024، وتتمثل مهمته الأساسية في تعزيز القدرة التنافسية داخل القطاع الصناعي الفلسطيني من خلال الترويج الفعال وتسهيل اعتماد حلول الطاقة المستدامة.
وأشارت إلى أن البرنامج يهدف إلى وضع الأسس لبيئة مناسبة للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة للصناعة الفلسطينية، من خلال تطوير السياسات والخبرات وابتكارات التكنولوجيا النظيفة التي من شأنها أن تساعد على تخفيف النقص المستمر في مصادر الطاقة وارتفاع تكاليف الكهرباء التي كانت واقعًا في فلسطين لعقود.
وقالت: مع التركيز بشكل أساسي على المنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل في هذه القطاعات مثل الأثاث والأغذية والزراعة والصناعات المعدنية ومواد البناء والملابس، بالإضافة إلى القطاعات الأخرى ذات الأولوية المحددة في فلسطين، يعمل برنامج "مستدامة" على تسهيل تفعيل وإنفاذ المبادئ التوجيهية لكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، ويدعم تطبيق مشاريع نموذجية تعرض فوائد حلول الطاقة المستدامة المبتكرة والمصنعة محلياً، والتشجع على توسيع نطاق هذه الحلول في القطاع الصناعي. كما يساهم برنامج "مستدامة" في البيئة العالمية من خلال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدام الوقود الأحفوري بين الصناعات المستهدفة.
وأضافت: يتألف البرنامج من أربعة عناصر مترابطة هي: تعزيز البيئة السياساتية والتنظيمية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في القطاع الصناعي، وتطوير القدرات المحلية لتصميم وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في القطاع الصناعي وبالتالي تعزيز خلق فرص العمل الخضراء في قطاع الطاقة، وخلق الطلب على تقنيات الطاقة النظيفة في القطاع الصناعي، ودعم أجندة الاقتصاد الأخضر، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في قطاع التكنولوجيا النظيفة.
وتابعت أن البرنامج ممول من الاتحاد الأوروبي وتنفذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني بالتعاون مع سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية.