القدس- معا- عقدت بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ندوة بعنوان المثقفون وتداعيات الحرب على غزة، في مقر جبهة النضال، تناولت العدوان المستمر على القطاع، افتتح فيها المؤرخ أ.حسام ابو النصر رئيس مجلس بيت القدس الجلسة بعرض مفصل عن استهداف المؤسسات الفكرية ومنها بيت القدس التي استشهد منها ثلاث اعضاء مجلس ادارة، عائد ابو جباب، رمزي حمودة، اياد عمار ، وتدمير أرشيف المؤسسة التي تعمل من ٢٠ عام في غزة، الى جانب تدمير كل المكتبات الرئيسية منها مكتبة مركز التخطيط الفلسطيني، والارشيف المركزي للبلدية، ومكتبات الجامعات، وايضا مكتبة العمري (الظاهر بيبرس)، ومكتبة العباس، واضاف لذلك اجتمعنا للتفاكر ووضع تصورات للخروج من المأزق الوطني، واضاف ان مشكلة غزة ليست انية ولحظية بل هي معاناة ستستمر لسنوات طويلة وعلينا معالجة كافة المشاكل التي انبثقت عن العدوان عليها، واحال الكلمة لرئيس المكتبة الوطنية د.عيسى قراقع الذي تحدث عن استهداف الارشيفات الفلسطينية، وتحدث عن أهم الكتب التي تناولت هذا الموضوع بما فيهم المؤرخون الاسرائيليون، الذين اكدوا نهب مركز الابحاث في بيروت، والممتلكات والوثائق، ونقلها للجامعات العبرية، وعبر قراقع عن استياءه من دور اليونسكو، وعدم الدفاع عن المواقع الاثرية والتراثيةوالثقافية واستهداف اكثر من ٢٠٠ موقع تاريخي، واعطى نماذج لاستهداف المكتبات في العراق والدول العربية، وهذه الوحشية التي استهدفت الفكر والثقافة، وطالب ان يكون هناك تحرك سريع لانقاذ ما يمكن انقاذه واعادة الحياة الثقافية، واعتبر انه يجب تحرك سريع للحكومة الفلسطينية لوضع سياسات مستقبلية وبعيدة المدى لانقاذ الثقافة، طالب المؤسسات برقمنة وارشفة سجلاتها لحمايتها من الاندثار.
فيما تناولت الروائية د.رولا غانم شهادات حية وكتابات شعراء وروائين منهم الشاعرة مريم قوش،
والناقد د.عبد الرحيم الهبيل والكاتبة آلاء قطرواي، والكاتب ناهض زقوت، والكاتب ناصر عطالله وأيضا شهادات لكتاب وكاتبات استشهدوا.
وتطرق الكاتب عبد الغني سلامة لدور المثقف في مواجهة السرديات الاسرائيلية وما يحدث الان أشبه بالنكبة، ولكن رغم الضياع والتشتت والتشرد، فان هناك اعادة بلورة للهوية الثقافية الوطنية الفلسطينية، واضاف ان النكبة الاولى عانينا من ضياع الهوية السياسية، اما الثانية استعدنا زمام المبادرة لبلورتها لكن حتى ذلك مهدد بخطر استمرار الانقسام، وختم اننا بحاجة الى ظاهرة فنية ومسرحية وفكرية وثقافية تجسد وتنقل من جديد هذه المعاناة الانية والمستمرة.
فيما تناول د.المتوكل طه، سردية بروبوغاندا اسرائيلية - السابع من اكتوبر، وسردية النكبة والنضال والمقاومة والاستقلال، والحسابات العقلانية والسياسية واعتبر أن اي مناورة خارج النسق والاجماع كارثة، واننا لسنا امام مناظرة فلسفية قائمة علي المنطق والحق بل امام حرق وتدمير وابادة ضد الشعب الفلسطيني واردف، أننا امام حدث مأساوي وشعب ينزف دما على مرأى العالم.
واكد طه ان دور المثقف العربي تصدع وجزء كبير منهم كأنهم مستقلون عما يجري مما يجعل المثقف بقصد او غير قصد مسخرا للمؤسسة التي يابع لها ويمارس دورا تجميليا ويترك فراغا جارحا.
وفتح ابو النصر باب التعقيبات الرئيسية وتحدث فيها كل من الكاتب محمد البيروتي، ود.محمد ابو حميد، والكاتب عليان الهندي، والمفكر اوري ديفيس، وأ.فواز سلامة، ود.محمود فطافطة، واجمعوا على ضرورة استمرار التفاكر والتجمع للخروج من هذه الازمة وان لا تترك غزة وحيدة تواجه مصيرها وان الحدث جلل وفوق التصور.