الخليل- معا- برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية، ومحافظة الخليل وبلدية الخليل وبالتعاون مع المكتبة الوطنية الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى وبحضور المؤسسات العلمية والفكرية والتربوية والثقافية والوطنية في محافظة الخليل، أطلق نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني الدراسة النقدية لرواية "قناع بلون السماء" للأسير باسم خندقجي الفائزة بالبوكر لعام 2024.
وحددت الدراسة المعايير النصية التي أوصلتها للفوز، هذه المعايير تمثلت بالسبك والحبك والمقبولية والمقامية والتناص والإعلامية والقصدية، بما فيها من أساس نحوي وبلاغة وهدف وأفكار وحسن استهلال وحسن خروج وإبداع في الخواتيم، وتوقفت عند المبادئ التداولية فيها.
وأدار الفعالية المربي بلال الطرايرة، وقد وشح كلاماته واستهلالاته بألوان من الشعر الفلسطيني الوطني، وحضر الفعالية عشرات من الأسرى المحررين والمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين، كما حضر الفعالية ممثلو الجامعات والجمعيات الثقافية والفكرية والوطنية، وممثلو البلديات والهيئات الأهلية ومجموعات شبابية من الجامعات الفلسطينية.
وافتتح الندوة الدكتور أنور أبو عيشة رئيس المجلس الاستشاري الثقافي في محافظة الخليل بالترحيب بالحضور باسم المؤسسات المنظمة، وشكر القائمين على الفعالية مؤكداً أهمية التركيز على أدب السجون والاصدارات الأدبية والثقافية التي يكتبها الأسرى الفلسطينيين من خلف القضبان لأنها تعكس تجربتهم في داخل سجون ومعتقلات الاحتلال.
وأسهب الدكتور عباس مجاهد رئيس نادي أحباب اللغة العربية الفلسطيني المتخصص في النقد الأدبي وعلوم اللسانيات بدراسة مستفيضة تناول فيها الأقسام الثلاثة التي تكونت منها الرواية بفصولها، فقد تعرض للأفكار والدلالات والتناصات وفكك الرموز في الرواية، وتوقف عند عتبة العنوان، واللغة والبلاغة والعلاماتيّة، وربط اللغة في الرواية بسياقاتها التربوية والثقافية والسياسية والنفسية.
وقدّم رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع في مداخلته محطات عديدة هدفت لها الرواية، فتناول الرواية بالتحليل والتذوق، مركزا على الأهداف الأساسية التي طمح لها الروائي من الرواية، وقدّم فكرة واضحة وإضاءات جلية وفكفك بعض رموز الرواية ليكون المتلقي على دراية بفكر خندقجي الثوري النير.
وأوضح قراقع في مقاربته: "يستعيد باسم التاريخ الفلسطيني ويحرره من قبضة الدراسات الصهيونية والتوراتية والاستشراقية التي تسعى لشطب وتشويه التاريخ الفلسطيني لخدمة أهدافها الاستعمارية، وما ميز الرواية هو كتابة التاريخ من منظور فلسطيني بقالب أدبي، وهو بذلك يدحض الأساطير الصهيونية وادعاءاتها بالحق التاريخي في فلسطين، فيربط الماضي بالحاضر لأجل المستقبل".
مضيفاً: "يحطم باسم قناع الاحتلال المزيف بروح الحقيقة الفلسطينية والصمود والمقاومة، وهي أول عمل أدبي في تاريخ الحركة الأسيرة يفوز بجائزة عالمية مما يجعل قضية الحرية والتفاعل مع الحياة والمجتمع الإنساني قضية إبداعية وثقافية ووطنية هزمت السجن والوحشية الصهيونية، وأظهرت تعطش الشعب الفلسطيني للحرية والانعتاق من براثن الاحتلال، والرواية عمل أدبي تاريخي كشفت أرشيف الأرض الفلسطينية بكنوزها الثقافية والحضارية رداً على سياسة الطمس وإسكات التاريخ الفلسطيني في الزمان والمكان على يد الاحتلال".
وشارك الشاعر رشاد العرب، والدكتورة نفين طينة بقصيدتين، كما استمع الحضور مداخلات جلية وافرة من نادي الأسير ممثلا بمديره أ. أمجد النجار، وهيئة شؤون الأسرى ممثلة بالأستاذ إبراهيم نجاجرة.