رام الله- معا- رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية مدى خلال شهر أيار الماضي ما مجموعه 40 انتهاكاً ضد الحريات الاعلامية في فلسطين، وكان وثق المركز ما مجموعة 35 انتهاكاً خلال شهر نيسان الذي سبقه، بارتفاع خمس نقاط وبمقدار 14%.
وفق ما رصده ووثقه الباحثون الميدانيون في مركز مدى، فقد شكلت اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي معظم الانتهاكات من مجموع ما وثق من انتهاكات خلال أيار الماضي، بواقع 39 اعتداء من مجموع 40 اعتداء، فيما ارتكبت جهات فلسطينية في الضفة انتهاك وحيد.
الانتهاكات الاسرائيلية:
ارتفع عدد الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية ضد الصحفيين/ات والحريات الإعلامية خلال شهر أيار عن عدد الانتهاكات الموثقة خلال شهر نيسان الذي سبقه، و رُصد خلال أيار ما مجموعه 39 جريمة وانتهاك ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة شكلت ما نسبته 98% من مجمل الانتهاكات الموثقة، مقابل 30 جريمة وانتهاك وثقت خلال شهر نيسان.
وخلال أيار الماضي لم تشهد طبيعة الاعتداءات الاسرائيلية تغير يذكر، اذ استمرت جرائم قتل الصحفيين التي بدأت منذ أكتوبر 2023 حيث قتل 7 صحفيين/ات في ظروف مختلفة، كما لا زالت الانتهاكات الجسدية في مقدمة الانتهاكات من حيث خطورتها على حياة الصحفيين/ات وعلى الحريات الإعلامية عموماً، وكان اللافت ما تعرض له بعض الصحفيون من اعتداءات مركبة أو تعرضهم لأكثر من اعتداء خلال أيام قليلة.
وأصيب أربع صحفيين في قطاع غزة بشظايا الصواريخ التي أطلقتها قوات الاحتلال الاسرائيلي وهم الصحفي عبد الكريم الزويدي الذي أصيب في صدره وكتفه ويده ما أدى لتهتك عضلاتها وضعفها بنسبة 70%، كما أصيب الصحفي محمود أبو سلامة بشظايا الصواريخ والقنابل التي يستهدف بها الصحفيون أثناء التغطية الميدانية، إضافة لإصابته بكدمات جراء سقوطه على الأرض أثناء محاولة الاحتماء من قنبلة، كما أصيب الصحفي محمود الجمل برصاصة في اليد اليسرى أطلقتها طائرة "كواد كابتر"، إضافة لتوثيق قصف منازل الصحافيين حسن اصليح ونبيل الخطيب بصواريخ الاحتلال.
وفي الضفة أصيب الصحفي محمد نزال بشظايا رصاصة قناص اسرائيلي ارتطمت بالأرض، كما اعتدى جنود الاحتلال لفظياً على طالبتي إعلام في قرية "جلبون" بمدينة جنين، فيما اعتدت الشرطة الاسرائيلية على الصحفية الحرة ندين جعفر ومنعتها من التغطية لمرتين خلال أسبوع واحد، وتعرض الصحفي الحر أحمد الصفدي للاعتداء المباشر بالضرب ومنعه من دخول ساحات الأقصى.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي ثلاثة صحفيين، وهم كلا من الصحافيين محمود معطان وبلال الطويل بعد اقتحام منازلهم في مدينتي الخليل ورام الله، فيما اعتقل الصحفي والكاتب محمود فطافطة أثناء مروره على حاجز "الكونتير" شمال مدينة بيت لحم، واحتجز الصحفي علي السمودي لمدة ربع ساعة في مدينة جنين.
إضافة لما سبق، وثق مركز مدى 11 حالة منع تغطية وقعت جميعها في الضفة الغربية، إلى جانب إغلاق مكتب قناة "الجزيرة" في القدس ومصادرة معداته، وإتلاف كاميرات طاقم "تلفزيون العربي" نتيجة إصابتها بالأعيرة النارية أثناء التغطية في مدينة طولكرم، وحذف مواد عن كاميرا مصور تلفزيون "فلسطين" وعن هاتف إحدى طالبات الإعلام في الجامعة الأمريكية.
وأفرجت سلطات الاحتلال خلال الشهر الماضي عن ثلاثة صحفيين من سجونها، وهم الصحفي أيمن أبو عرام أفرج عنه بعد اعتقال دام ستة أشهر، الصحفي حمزة حمدان من مدينة طولكرم وكان معتقلا منذ شهر رمضان. كما أطلق سراح الصحفي بلال عرمان بعد اعتقال إداري دام لـسبعة أشهر، فيما أجلت سلطات الاحتلال محاكمة الصحفي سعيد ركن حتى 20/06.
الانتهاكات الفلسطينية:
انخفضت اعداد الانتهاكات الفلسطينية الموثقة خلال شهر أيار إلى انتهاك وحيد، مقابل خمس انتهاكات كانت وثقت خلال نيسان الذي سبقه، ويأتي هذا الانخفاض بنسبة 5%. وتمثل هذا الانتهاك باستدعاء جهاز المخابرات الفلسطينية للصحفي الحر خليل ذويب لاستكمال التحقيق معه بعد أن كان قد اعتقل من قبل جهاز الأمن الوقائي لمدة ستة أيام خلال شهر نيسان الماضي.